Mar 12, 2021 6:15 AM
صحف

حزب الله يحلل لنفسه ما يحرمه على الآخرين... وهذه أهداف زيارته لموسكو

اعتبرت اوساط سياسية مُعارضة في حديثها لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أن "زيارة وفد حزب الله إلى روسيا تتعلق بشكل أساسي بالتسوية في سوريا التي ترعاها روسيا، في ظل التوجه الغربي بعدم وجود قوات أجنبية في سوريا غير القوات الروسية"، لكن الأوساط توقعت أن "يكون ملف تشكيل الحكومة حاضراً في محادثات الوفد مع المسؤولين الروس، خصوصاً بعد اللقاء المطول الذي عُقد في أبو ظبي مع الرئيس الحريري وتشديد الجانب الروسي على تشكيل حكومة إنقاذ برئاسة الحريري".

وتعليقا على الزيارة، اعتبر نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش في حديث مع "الأنباء" الإلكترونية أنه "حتى الساعة لا شيء واضحاً حول أسبابها"، مغلّباً عليها بحسب رأيه "الطابع البروتوكولي والإعلامي ليس أكثر"، وقال: "لو كانت الأمور تتعلق بتشكيل الحكومة لكان الروس طلبوا ذلك من إيران وليس من حزب الله، وعندها تطلب إيران من الحزب أن يسهل تشكيل الحكومة وينتهي الأمر"، فالموضوع بحسب علوش "مسرحي لا أكثر ولا أقل"، متحدثاً في الوقت نفسه عن أن "الروس يرفضون الوجود الإيراني في سوريا، وليس فقط وجود حزب الله".

بدوره النائب السابق فارس سعيد رأى أن "الروس قاموا بخطوة إعلامية مهمة تجاه المنطقة، وبالأخص منطقة الخليج، فقد زاروا السعودية بعد قصف منطقة أرامكو بينما لم يزرها وزير خارجية الولايات المتحدة أو أي مسؤول غربي، كما كان مقرراً". واعتبر أن "روسيا من خلال إستدعاء وفد حزب الله لزيارتها، تريد القول إنها تمسك بأوراق تشكيل الحكومة اللبنانية، وهي حاضرة في سوريا"، مستبعدا أن "تتحول الشطارة الروسية من قبل دبلوماسيتها إلى خطوات ملموسة في الملف الحكومي، لأن الروس في خلاف مع الأوروبيين والإدارة الأميركية الجديدة"، ولفت إلى أنه بحال نجحت عناصر القوة الروسية لتشكيل الحكومة من خلال تفاهم روسي إيراني، "فهل هذه الحكومة سيكون لها القدرة على فتح علاقات مع السعودية ودول الخليج؟"، معتبرا بالتالي أنه "إذا تشكلت الحكومة بتوافق روسي إيراني ستكون حكومة حسان دياب برئاسة سعد الحريري".

رئيس حركة التغيير إيلي محفوض قال من ناحيته إن "زيارة وفد حزب الله إلى روسيا لا علاقة لها بتشكيل الحكومة"، مشيراً أيضا في حديث لـ "الأنباء" الإلكترونية إلى أن "الروس يرفضون وجود حزب الله في سوريا، على الرغم من انهم برهنوا في الفترة الماضية أنهم إلى جانب إيران وحزب الله وكانوا إلى جانب النظام السوري، لكن اليوم هناك متغيرات تأتي ترجمة للإتفاقات السابقة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي السابق ترامب".

محفوض لفت إلى أن "الجانب العوني الذي سعى لإقناع روسيا بالوقوف إلى جانبه وتأييد مواقفه جُوبه برفض روسي للقاء باسيل، وبالتالي اللقاء مع وفد حزب الله له دلالات كبيرة كون حزب الله موجود داخل الفريق اللبناني، وهو يأتي بعد بيان الإليزيه الذي حمّل باسيل مسؤولية عرقلة تشكيل الحكومة ما جعل باسيل يدفع أثمانا باهظة في الداخل، فهو لم يعد قادرا على إلزام حزب الله الدفاع عنه ولا يستطيع إقامة تحالفاً مع نبيه بري، وقد أفرغ كل ما بجعبته ضد سعد الحريري، وهو ليس قادرا على التحالف مع وليد جنبلاط، ولم يبقَ له سوى الهجوم على القوات اللبنانية".

من جهة أخرى، أشارت المعلومات لـ"السياسة الكويتية"، إلى أن "الجانب الروسي متفهم لوجهة نظر الرئيس المكلف سعد الحريري من الملف الحكومي، وبالتالي فإن زيارة وفد حزب الله إنما تأتي من أجل الطلب من الحزب أن يضغط على حليفه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وعلى فريقه السياسي والحلفاء، من أجل تقديم تنازلات تساعد على تقريب موعد الولادة الحكومية، باعتبار أن موسكو حريصة على مصلحة اللبنانيين، وهذا الأمر لا يتحقق إلا بوجود حكومة قوية وموثوقة".

وسألت في هذا السياق، أوساط معارضة عبر "السياسة"، "كيف يرفض حزب الله المؤتمر الدولي الذي طالب به البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بحجة أنه لا يريد التدويل، فيما لا يرى الحزب غضاضة في الدخول من البوابة الروسية من أجل إيجاد حل للمأزق الحكومي؟"،مضيفة : هل أن ما هو مسموح لحزب الله، غير مسموح للراعي وللآخرين من الذين يسعون لحل الأزمة اللبنانية؟"

من جهتها، اشارت المصادر لـ"اللواء" الى ان الزيارة تأتي في اطار الاتصالات والمشاورات التي يجريها المسؤولون الروس مع العديد من ممثلي الاطراف السياسيين اللبنانيين  للتشاور والبحث معهم في الاوضاع بلبنان والمنطقة والاطلاع منهم على وجهات نظرهم لحل الازمة اللبنانية.

وستكون الزيارة مناسبة لتكرار المسؤولين الروس على موقفهم الثابت الذي  اعلن مرارا، بدعم الرئيس سعد الحريري لتشكيل حكومة مهمة من الأخصائيين تباشر بحل الأزمة،وسيطلبون بالمناسبة من الحزب كقوة مؤثرة وضع إمكانياته السياسية، لدعم تشكيل الحكومة الجديدة، نظرا لأهمية هذا الامر في تحقيق الامن والاستقرار في لبنان والمنطقة وانسحابه ايجابا على مساعي وجهود روسيا لتحقيق المصالحة في سوريا واعادة اللاجئين السوريين الى بلادهم والمباشرة بعملية اعادة اعمار ما هدمته الحرب فيها. الا ان المصادر ذاتها تبدي شكوكا في ان تؤدي زيارة وفد حزب الله الى اي خطوات سريعة لتشكيل الحكومة العتيدة، لأن ممارسات الحزب طوال الاشهر الاخيرة، لم تساعد في دفع عملية التشكيل قدما الى الامام، لان قرار تشكيل الحكومة اللبنانية ما يزال في عهدة طهران.


 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o