Mar 11, 2021 11:14 AM
اقتصاد

غجر يدق من بعبدا ناقوس الخطر: العتمة الشاملة نهاية الشهر

المركزية ـ دق وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر ناقوس الخطر، مشدداً على ان لبنان قد يذهب الى العتمة الشاملة في نهاية الشهر الجاري في حال عدم منح مؤسسة كهرباء لبنان مساهمة مالية لشراء الفيول، محذرا من خطورة ما وصل اليه قطاع الطاقة في لبنان ومشددا على ان الحل يكمن في تحمل النواب مسؤوليتهم والتوقيع على قانون معجل مكرر لاعطاء مؤسسة كهرباء لبنان مساهمة مالية تمكنها من شراء الفيول لتأمين الحد الادنى المطلوب من الكهرباء. 

مواقف الوزير غجر جاءت من قصر بعبدا، حيث التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في حضور الوزيرة السابقة ندى البستاني. وتحدث بعد اللقاء فقال:" اطلعنا الرئيس عون على وضع الكهرباء ومخاطر عدم امداد مؤسسة كهرباء لبنان بالفيول المطلوب ما قد يؤدي الى العتمة الشاملة في نهاية شهر آذار الحالي وتأثير ذلك على الامن الغذائي والامن الصحي والوبائي وعلى السلامة العامة عبر زيادة السرقات، وسيؤدي طبعاً الى مشكلة شاملة في الدورة الاقتصادية." 

اضاف:"يعلم الجميع مخاطر ومعنى ان يكون بلد من دون كهرباء وماذا سيحصل. نحن اليوم في القرن الـ 21 ونتحدث عن عدم قدرة بلد مثل لبنان، بلد موصوف بقدرات ابنائه العلمية واقتصاده وتطلعه الى الخارج، غير قادر على تأمين الحاجات الاساسية أي الكهرباء، المحرك الاساس لمختلف القطاعات. نحن اليوم أكثر من اي وقت مضى بحاجة الى الكهرباء وخصوصاً في القطاع الصحي. فهل يمكن تصوّر مستشفيات من دون كهرباء؟ وأين ستصبح قيمة الفاتورة التي سيدفعها المواطن للمولدات؟ التي قد تصل الى أكثر من قيمة اجره بشكل مضاعف او أكثر. فكل كيلوات ساعة لا ننتجه من مؤسسة كهرباء لبنان ندفع قيمته للمولد بسبب استعمال الديزل والمازوت بقيمة 30 % زيادة. وهذه المشكلة لا تقع فقط على عاتق المواطن بل ايضاً على مصرف لبنان الذي سيضطر الى تصدير دولار أكثر الى الخارج ليتمكن من دفع بدل المازوت. وبذلك نحن ندفع زيادة من الاموال الـfresh dollarsللخارج لتأمين بدل المازوت، ويتحمل المواطن بذلك فاتورة اكبر بمقابل خدمة سيئة. " 

وتابع :" لقد وضعنا الرئيس في جوّ الضغط الذي نعمل به كي لا نصل إلى العتمة واستنفدنا كل الإمكانات والسبل، ووضعنا قيمة الـ1500 مليار ليرة في الموازنة العامة مع ملاحظاتنا علينا، وقلنا اننا بحاجة إلى مساهمة ماليّة ونواب تكتل "لبنان القوي" قدّموا قانونا مكررا معجلا من أجل إعطاء سلفة او مساهمة ماليّة لشراء الفيول، ونحن نصر على ان تكون مساهمة لاسيما وأن مؤسسة كهرباء لبنان غير قادرة على سد قيمة السلفة المالية لاحقاً لوزارة المالية. في موازنة الـ 2020 كانت هناك سلفة بـ1500 مليار، ونحن بحاجة لهذه الاموال فقط لشراء الفيول لامداد المواطنين اللبنانيين بالكهرباء." 

ورداً على سؤال قال : "المشكلة اليوم تتلخص بعدم توافر الاموال اللازمة لشراء الفيول، ونحن استعملنا من موازنة عام 2020 حوالي 700 مليار من اصل 1500 مليار ليرة، وبقي حوالي 300 مليار وتم استعمالها هذا العام خلال الاشهر الثلاثة الماضية لشراء الفيول ." 

واردف "أن الشحن الفوري spot cargoوالمناقصات لا زالت على حالها ولكن نحن بحاجة الى مال لشراء الفيول، واليوم لا نصرف الاموال من موازنة عام 2021 بل نستعمل ما توفر من الـ 2020 ، بسبب الحجر والكورونا والانخفاض الهائل بأسعار النفط العالمية التي وصلت الى حوالي 25 دولارا، أما اليوم الاسعار تشهد ارتفاعاً ووصلت الى 70 دولارا، فنحن بحاجة الى اموال بموازنة 2021 ، التي لم تقر حتى الآن، في مقابل عدم امكانية تمديد السلفة بحسب قانون الموازنة لأنها تُعطى لمرة واحدة فقط، ولذلك نحن بحاجة الى قانون معجل مكرر يمنح مؤسسة كهرباء لبنان مساهمة جديدة كي تتمكن من الاستمرار." 

+ هل هذا يعني أننا ذاهبون الى العتمة؟ 

ـ "نحن ذاهبون الى العتمة، ولكن أعتقد أنّ النواب لن يقبلوا أن يكونوا شاهدين على هذا الأمر والحلّ بين أيديهم وذلك لتزويد مؤسسة كهراء لبنان الاموال اللازمة لشراء الفيول، فهل يعلمون في حال عدم التوقيع على هذه المساهمة اين سيصبح الوضع؟ في الآخر هناك من سيتحمل مسؤولية ذلك، ونحن قمنا بمسؤوليّاتنا ووجدنا الحلول ووضعنا المناقصات، إلا أن هناك من يجب أن يتحمل المسؤولية لإعطاء الاموال اللازمة لشراء الفيول. وبعد التفتيش عن كافة السبل المتاحة لتأمين الفيول، توصلنا الى أن السبيل الوحيد لذلك هو عبر سلفة او مساهمة مالية، او طبعاً عبر اقرار الموازنة ." 

وعن المخاطر المعيشية والاقتصادية في حال عدم الوصول الى حل لهذه المسألة، اشار غجر الى "أننا لا يمكن اليوم توفير التيار الكهربائي بشكل مقبول من خلال المولدات التي لا تستطيع ان تعمل بشكل متواصل اكثر من سبع ساعات يومياً، ولذلك في حال الانقطاع التام للكهرباء، هذه المولدات لا يمكن ان تعمل لمدة 24 ساعة بشكل مستمر. فإمداد الكهرباء بشكل مستمر بحاجة الى مؤسسة تؤمّن على الاقل نصف الحاجة، ولذلك نحن ذاهبون الى عدم امكانية توفير الكهرباء في المستقبل القريب لا من المولدات ولا من مؤسسة كهرباء لبنان، ما ستكون له عواقب كارثية، إن كان على القطاع الاستشفائي والصحي والمحافظة على جودة اللقاحات وتأمين الانترنت والامن الغذائي وغيره. إن هذا الامر بالنسبة إلي شيء سريالي، نحن لا يمكن ان نعيش في القرن الـ21 بلا كهرباء. الوضع سيكون صعباً على كافة القطاعات الامنية والصحية والوبائية والاقتصادية وغيرها، والاصعب الخروج منه". 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o