Feb 27, 2021 2:11 PM
خاص

احلاف سياسية واقتصادية في الافق ... ولبنان ينزلق

المركزية – يمضي لبنان وتحديدا اركان السلطة والحكم فيه من دون ان يعيروا ادنى اهتمام لخطورة الازمات التي يتخبط فيها سياسيا وماليا وحتى معيشيا اثر تحول الغالبية الساحقة من ابنائه الى معوزين وفقراء بين ليلة وضحاها نتيجة فقدان اعمالهم ومدخراتهم من جهة والتدني الكبير لسعر عملتهم الوطنية مقابل الدولار وبقية العملات العربية والاجنبية من جهة ثانية . 

وكما في الازمة المعيشية ،الحال ليست أفضل على الصعيد السياسي حيث الخلافات لا تقتصر على خط تشكيل الحكومة وحسب انما باتت تتعدى  مقرات الرئاسات الثلاث لتشمل كافة البيوتات السياسية والمقرات الحزبية ما ينذر استمرارها وتدرجها نحو الاسوأ بعواقب وخيمة من شأنها أن تعيدنا الى سنوات الاحداث المؤلمة والحرب الاهلية التي لا تزال مآسيها عالقة في ذكريات العديد من اللبنانيين الذين عايشوا أهوالها . 

وفي رأي ألاوساط المتابعة لمسار الامور على الساحة الداخلية ، أن ما يضاف الى هذه الصورة السوداوية الارتفاع الكبير والملحوظ لعمليات السرقة والاجرام التي بدأت تشهدها المناطق اللبنانية والناجمة في غالبيتها عن العوز والبطالة في صفوف الشباب العاطلين عن العمل . 

وتتابع : وانصراف المسؤولين عن  معالجة الاوضاع المحلية  وتعاملهم معها بهذا الاهمال لا يقتصر على الامور الداخلية فحسب، انما يتعداه الى الشأن الخارجي، حيث بدأت ترتسم في المنطقة صورة الاحلاف السياسية والاقتصادية في ضوء الكباش الجاري بين كل من الولايات المتحدة الاميركية والجمهورية الاسلامية الايرانية على اكثر من ملف وقضية وفي مقدمها الملف النووي ،وبين طهران ودول الخليج على خلفية تصدير الثورة والتدخل في شؤون الداخلية لهذه الدول ، وبين كل من مصر وتركيا نتيجة تدخل الاخيرة في ليبيا وشمال سوريا. واخيرا وليس اخرا الخروقات الجوية والبرية الاسرائيلية اليومية للسيادة اللبنانية ما ينذر باندلاع اكثر من ساحة وجبهة يحشر لبنان "انفه" فيها عوض الابتعاد عنها او التحصن لمواجهتها .وما ذلك الا نتيجة تخلي الحكم من جهة عن نهج الحياد الذي تم تخوين بكركي وسيدها لمجرد الدعوة اليه ووجوب العودة الى التزام هذه السياسية التي عرف لبنان الازدهار والبحبوحة ابان اعتمادها ومن جهة ثانية انغماسه في محور الممانعة المتمثل في وجود  حزب الله والانفتاح الجاري أكثر وأكثر على  النظام السوري.  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o