Jan 28, 2021 10:11 PM
مقالات

من رصاصة معروف سعد في صيدا إلى قنبلة محمد عرب في طرابلس من يوقظ كابوس حرب أهلية؟

كنب محمد سلام: يوم 26 شباط 1975 أطلقت رصاصة قتلت الزعيم الشعبي معروف سعد في صيدا وبعد أقل من 3 أشهر إشتعلت الحرب الأهلية التي إستمرت 17 عاماً ... وما زالت مستمرة بأشكال متعددة. 
يوم 27 كانون الثاني 2021 بعد قرابة 46 عاماً رميت قنبلة يدوية على سيارة آمر فرع المعلومات في طرابلس محمد عرب فأصابت 9 عناصر بجروح، بينهم 3 ضباط...
القاسم المشترك بين رصاصة معروف سعد وقنبلة محمد عرب - حتى الآن- هو أن الذي فعلهما "مجهول" ... فهل تتمكن المعلومات من كشف وتوقيف من ألقى الرمانات اليدوية الثلاث التي إنفجرت إثنتان منهما وبقيت الثالثة في الميدان قبل أن يستعيد البلد كابوساً إسمه "حرب أهلية" لا يريد أحد تكراره إلا خبيث أو أرعن؟؟؟
في ذلك اليوم الماطر من شباط 1975 كنت في صيدا أغطي مظاهرة صيادي الأسماك التي قادها معروف سعد، رحمه الله وطيب ثراه، سمعت رشقاً نارياً، وشاهدت الجموع تحمل أبو مصطفى، لذلك إسترجعت في ذاكرتي المهنية ذلك المشهد المؤلم وبدأت أقرأ تحليلياً وبعقل سكنه شيب التجارب مشهد قنبلة طرابلس من ميدان صيدا.
بعد رحيل أبو مصطفى كنت ألتقي تكراراً الصديق نجله الأكبر مصطفى سعد (أبو معروف) رحمه الله، وكان يردد أمامي جملته: "من أطلق النار على أبي غادر صيدا بسيارة أميرية بعد الجريمة مباشرة".
الصديق الراحل مصطفى لم يحدد أكثر هوية السيارة الأميرية، علماً بأن الوصف ينسحب على أي سيارة تتبع إدارات الدولة.
تذكرت جملة مصطفى سعد وأنا أحاول تفسير مشهد ميدان طرابلس فسألت نفسي: "هل من رمى القنبلتين على مجموعة فرع المعلومات ما زال في طرابلس أو ترى قد غادر كما غادر من أطلق رصاصة معروف سعد؟؟؟؟؟
لم أسأل نفسي عن وسيلة نقل ملقي قنبلتي طرابلس، هذا إذا كان/ أو كانوا قد غادر/أو غادروا، لأن صفة "أميرية" قد توسعت حتى صارت تشمل أمراء أمر واقع من غير الأميريين بالصفة الوظيفية الرسمية، فإتسع هامش السؤال، ما أقفل باب فرضيات الجواب المحتمل، علماً بأن عقلي المهني يرفض الأجوبة المبنية على فرضيات كونها لا تضيء شمعة في ظلام دامس، بل قد تنشر العتمة في عز الشمس. 
يبقى الرهان العملي على المعلومات أولاً، كونها الجهة المستهدفة بقنبلتي طرابلس،  كي تكشف وتوقف الجناة قبل أن تتحول الجريمة-الفتنة إلى حرب أهلية لا يريدها حتى الذين عضهم الجوع وأغضبهم فهاجموا "السرايا" ما أتاح لخبيث أو أرعن القدرة على إختراقهم. 
ولكن: هل إكتشاف الفاعل وإعتقاله "متاح" ويوقف مفاعيل المؤامرة؟؟؟؟
لو "كان" متاحاً لعرفنا الكثير من الأجوبة عن كثير من المؤامرات التي أمّنت إستمرار  الحرب الأهلية بعدة أشكال، ومن ضمنها إغتيال مدير عمليات الجيش فرانسوا الحاج... وأمونيا مرفأ بيروت التي صارت محاولة كشفها متاحة من بريطانياً "الآن"  ... فهل تصل هذه "الإتاحة" إلى لبنان؟؟؟؟ 
مهاجمة سرايا ومحاولة إقتحامها مسرحية هزلية مبكية ينفذها حشد غاضب، أما إستهداف مسؤول أمني-عسكري كفرانسوا الحاج ووسام الحسن ووسام عيد  أو زعيم سياسي كرفيق الحريري ورشيد كرامي ورينيه معوض وبشير الجميل والمفتي حسن خالد والمعلم كمال جنبلاط على سبيل المثال لا الحصر رحمهم الله جميعاً فيحتاج إلى قرارات من "مستويات" تدير ... "سرايات"

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o