Jan 07, 2021 2:25 PM
خاص

قصف مطار عدن يقصف اتفاق الرياض: رسالة تصعيد ايرانية!
طهران لن تتنازل عن ورقة اليمن لادارة اميركية آفلة وستفاوض بايدن عليها

المركزية- وصل المبعوث الأممي إلى اليمن  مارتن غريفيث اليوم إلى عدن للقاء الحكومة اليمنية. المسؤول الاممي أعاد تشغيل محرّكاته واتصالاته على خط الازمة والمعنيين بها في البلاد والاقليم، بعد التطورات الدراماتيكية الدامية التي شهدتها عدن في آخر ايام العام المنصرم، حيث هزت انفجارات عدة المطار بعد لحظات قليلة من هبوط طائرة الحكومة الجديدة، مسقطة عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى من المدنيين ومسؤولين محليين ، فيما نجا وزراء الحكومة اليمنية الجديدة ورئيسها من الهجوم وتم نقلهم بسلام إلى القصر الرئاسي بالمدينة.

المبعوث الاممي استهل امس جولته الجديدة لإحياء عملية السلام بلقاء الرئيس عبد ربه منصور هادي في العاصمة السعودية الرياض. ووفق وكالة "سبأ" الرسمية،  ثمّن هادي الجهود الأممية الرامية إلى تحقيق السلام الذي يتطلع إليه الشعب اليمني، لكنه قال إن ذلك "يُقابل بتمادي الميليشيات الانقلاببة الحوثية وعنجهيتها". كما اتهم هادي جماعة الحوثيين بأنها "لا تريد السلام، وتعمل على تنفيذ أجندة إيران لزعزعة أمن واستقرار اليمن والمنطقة والملاحة الدولية، من خلال نهجها وسلوكها العدواني المتجسد في استهداف المدنيين الأبرياء، والتي كان آخرها استهدافها لمطار عدن المدني".

مصادر دبلوماسية توضح عبر "المركزية" ان غريفيث يسعى الى عقد جولة جديدة من المشاورات المباشرة بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وجماعة الحوثيين، في السويد، للاتفاق على الإعلان المشترك لوقف إطلاق النار، الا انها تشير الى ان وساطته لا تبدو مضمونة النتائج، حتى ان حظوظ نجاحها، في المدى المنظور، ضئيلة جدا.

لماذا؟ لأن الحوثيين، وهم الذراع العسكرية لايران في اليمن (تماما كما هو حزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق) لن يسهّلوا المهمة في الوقت الراهن، وقد اطلقوا رسالتهم هذه بأفظع شكل من خلال قصف مطار عدن، التي كانت في الواقع، قصفا للحل السياسي الذي تم إبرامه في الرياض، بين القوى المتصارعة. فمصلحة الجمهورية الاسلامية حاليا، تقتضي ترك الملف اليمني، نازفا، مفتوحا، الى حين تسلّم ادارة الرئيس الاميركي الجديد المنتخب جو بايدن، مقاليد الحكم في البيت الابيض، في الاسابيع القليلة المقبلة.

ووفق المصادر، ما يجري في اليمن شبيه كثيرا بما يحصل في لبنان. فكما ورقة الحكومة مسجونة من قِبل المحور الممانع (وإن بصورة غير مباشرة وبواسطة لاعبين آخرين)، فإن التسوية اليمنية هي الاخرى، أسيرة اليوم، لدى طهران وأداتها اليمنية، وايران لن تتنازل عن جوكر "الحل اليمني" الثمين، لادارة اميركية آفلة، اذ لا ترى في خطوة كهذه ضربا ذكيا، مفيدا، بل من الافضل لها، بيعه لبايدن.

المصادر تشير الى ان المنطقة كلّها وملفاتها الشائكة الدامية، في حال انتظار، معلّقة على حبال المصالح الايرانية، الى حين تدق ساعة التفاوض بين الجمهورية الاسلامية وواشنطن، على امل الا تطول الوضعية هذه، وأن يكون الشرق الاوسط حاضرا على قائمة اولويات الرئيس الديموقراطي المنتخب، التي يتصدّرها راهنا وباء كورونا وتردداته السلبية على الاقتصاد الاميركي (...)

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o