مشروع اميركي جديد يستهدف حزب الله... من الكونغرس الى مجلس الامن؟
فوتيـل يجول داعمــا الجيش وعون يشكره على المساهمة في روما -2
ترامب يدعو نظيــره الروســي لزيارة واشنطن وبوتيــــن يلبـي
المركزية- بين بيروت وواشنطن تنقل الحدث السياسي. من تريث رئيس الجمهورية ميشال عون في توجيه رسالة الى المجلس النيابي حول تعديل المادة 49 من الموازنة، الى موقف المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان ازاء عودة نازحين سوريين من شبعا الى بيت جن "السلبي" وما استتبعه من خطوات لبنانية، وصولا لزيارة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال جوزف فوتيل لبيروت. اما واشنطن فمضت في طريقها نحو مزيد من قرارات "استهداف" حزب الله.
تشدد ازاء الحزب: فقد تقدم عضوان في الكونغرس الاميركي يمثلان الحزبين الديمقراطي السيناتور توم سيوزي والجمهوري ادم كينزينغر، بمشروع قانون جديد حمل الرقم 115 يدعى "قانون نزع سلاح حزب الله" تنشر "المركزية" نصه، أبرز ما يركز عليه: إصدار تحقيق استخباري مفصل عن قدرات حزب الله العسكرية والمالية والطرق التي يستخدمها لاستلام السلاح والأموال، تقييم عمل قوات حفظ السلام في جنوب لبنان (يونيفيل) ووضع استراتيجية مشتركة وخطة زمنية بين الحكومة اللبنانية وقواتها المسلحة والأمم المتحدة والولايات المتحدة لنزع سلاح الحزب تطبيقا للقرارات الدولية واتفاق الطائف. والى اهمية القانون وما تضمنه، بدت لافته اشارته في اكثر من بند الى قرارات مجلس الامن الدولي: 1701، 1559، 2373 ، وهي خطوة لا يقدم عليها عادة اعضاء الكونغرس في مشاريعهم في هذا المجال الا نادرا، وقد استعانوا بها ابان تقديم مشروع قانون محاسبة سوريا الذي انطلق من الكونغرس وانتهى قرارا في مجلس الامن حمل الرقم 1559. فهل ينتهي المشروع 115 حيث انتهى "محاسبة سوريا"؟
...ودعم للجيش: في مقابل هذا التشدد، دعمٌ أميركي متجدد للقوى العسكرية المسلحة الشرعية. فقد أبلغ قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال جوزف فوتيل، رئيس الجمهورية، لدى زيارته في بعبدا في حضور السفيرة اليزابيت ريتشارد والوفد المرافق، "دعمَ بلاده للجيش والقوى المسلّحة وضرورة تعزيز التعاون القائم بين الطرفين". كما نقل فوتيل الى الرئيس عون، تحيّات وزير الدفاع الاميركي ديفيد ماتيس، ثم قدّم عرضا للاوضاع العسكرية في المنطقة.
لن نعتدي: من جهته، وبعد عرض التعاون القائم بين الجيش اللبناني والجيش الاميركي والمساعدات التي قدّمتها الولايات المتحدة للمؤسسات الأمنية اللبنانية لا سيّما منها الجيش، شكر الرئيس عون الجنرال فوتيل على دور بلاده في مؤتمر "روما 2" الذي خصّص لدعم الجيش والقوى الأمنية اللبنانية، مشيرا الى ان اسرائيل لا تزال تواصل انتهاكاتها البرية والبحرية، لا سيّما على طول الحدود الجنوبية، لافتا الى انّ الاتصالات ستستأنف عبر اللجنة الثلاثية العسكرية في النصف الأول من الشهر المقبل لأنهاء التعديات الاسرائيلية على الحدود الدولية للبنان. وجدّد امام المسؤول العسكري الاميركي التأكيد على ان لبنان لن يكون بلدا معتدياً لكنّه يرفض أيّ اعتداء على اراضيه.
مناورة عسكرية: وليس بعيدا، أفادت مصادر مطلعة "المركزية" بأن الزيارة الأولى للمسؤول الاميركي الى بيروت بعد مؤتمر "روما 2"، تندرج في اطار زياراته الدورية العادية لاستطلاع الاوضاع موضحة ان جديدها، حضوره مناورة عسكرية بالاسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة للجيش اللبناني ومن بينها مروحيات سوبر توكانو ودبابات من نوع "برادلي".
استدعاء المفوضية: على صعيد آخر، بقي موقف المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان من عودة نازحين سوريين في الايام الماضية من شبعا الى بيت جن، والذي رأته "الخارجية" "سلبيا، يتفاعل. فبناء لتعليمات وزير الخارجية، جبران باسيل استدعى السفير غادي الخوري، مدير الشؤون السياسية والقنصلية، ممثلةَ مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان، ميراي جيرار، وأثار معها مسألة سلوك المفوضية لجهة اصدارها بيانا مخالفا للسياسة العامة اللبنانية المنسجمة بالكامل مع المبادئ الانسانية والقانون الدولي والتي تقضي بالعودة الآمنة والكريمة للنازحين السوريين الى بلدهم، مشيرا الى ان مضمون البيان يزرع الخوف والتردد في نفوس النازحين السوريين الذين قرروا طوعيا وبملء إرادتهم العودة إلى بلدهم، كون الوضع الأمني في معظم مناطق سوريا بات يسمح بالعودة. وتم التشديد على وجوب ان تتماهى البيانات الصادرة عن المفوضية مع مستجدات الوضع السوري وأولويات الحكومة اللبنانية ووجوب الامتثال للاصول الدبلوماسية وتحفظ المفوضية عن إصدار بيانات تعرقل عملية العودة.
الراعي يشكر عون: أما على ضفة الموازنة والمادة 49 منها، فنقل زوار القصر الجمهوري تريث الرئيس عون في توجيه رسالة الى المجلس النيابي من اجل تعديلها لجهة اعطاء الاجانب حق الاقامة وغير اللبنانيين في حال تملكهم منزلا يزيد سعره عن الـ300 الف دولار اميركي وذلك لاجراء المزيد من الاتصالات والمشاورات مع المعنيين من سياسيين وحقوقيين لتعبيد الطريق امام الخطوة وايضا لقناعة لدى الرئاسة حول صعوبة لا بل استحالة التئام المجلس النيابي في الفترة المتبقية من ولايته لعقد جلسة عامة في ضوء انصراف النواب المرشحين بغالبيتهم الى الانتخابات، بما يجعل الخطوة من دون فائدة راهنا. ليس بعيدا شكر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، من قطر حيث وضع اليوم حجر الاساس لكنيسة مار شربل، للرئيس عون مبادرته حول إعادة دراسة المادة 49 من قانون الموازنة. واكد في سياق منفصل، ان "لبنان بحاجة لسياسيين متجردين يحاربون الفساد ويحترمون الدستور والقانون".
اللقيس تستقيل: في مجال آخر، وفي اول صفعة يتلقاها الاستحقاق الانتخابي رسميا من خارج ندوة التراشق بين المرشحين، أعلنت عضو هيئة الاشراف على الانتخابات سيلفانا اللقيس في مؤتمر صحافي استقالتها من الهيئة، احتجاجا على تقليص صلاحياتها لجهة الاشراف على الحملات الانتخابية، والبطء في الاستجابة لطلباتها في ما يخص تأمين المسلتزمات التي تتيح لها القيام بالمهام المنوطة بها في قانون الانتخاب. يذكر ان هيئة الاشراف على الانتخابات ستعقد قبل ظهر الاثنين المقبل لقاء مع وسائل الاعلام ، لوضع الرأي العام في اجواء تحضيراتها للانتخابات والرد على التساؤلات التي اثارها بعض الجهات السياسية حول دورها ومهمتها.
سليماني في الضاحية: في الاثناء، وفيما تتسارع التطورات السورية على وقع الضربة الثلاثية التي وُجّهت ضدها الاسبوع الفائت "مصحوبة" بمؤشرات توحي باندلاع حرب بين ايران واسرائيل، برزت زيارة قائد فيلق القدس قاسم سليماني الى الضاحية الجنوبية منذ ايام، تحديداً بعد الضربة على سوريا ولقائه الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بعيداً من الاعلام والتي ربطتها المعلومات في سياق "الاعداد" الايراني لكيفية الردّ على اسرائيل نتيجة قصفها مطار "تيفور" العسكري في سوريا ووقوع ضحايا ايرانيين. ولم تستبعد اوساط مطّلعة عبر "المركزية" ان يكون سليماني طرح جملة "اقتراحات" للردّ على اسرائيل قد يكون منها فتح جبهة الجنوب"، غير انها ذكّرت في المقابل "بأن "حزب الله" الحريص على الاستقرار الداخلي لن يكون في وارد فتحها الآن الا اذا اعتدت اسرائيل بنفسها على لبنان".
التصعيد الى الاحتواء؟: دوليا، بدا ان التصعيد بين الولايات المتحدة وروسيا الذي اشتد ابان الضربة الاميركية لسوريا، ذاهب نحو الاحتواء. فقد اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "ان الغارات التي نفذتها أميركا وفرنسا وبريطانيا على سوريا، رداً على هجوم كيميائي في دوما "لم تتجاوز الخطوط الحمراء التي وضعناها"، كاشفا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعا خلال اتصال هاتفي نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى زيارة واشنطن وأن الاخير مستعد لتلبيتها. وقال لافروف "أخبرنا الولايات المتحدة في شأن المناطق التي يمكن اعتبارها خطوطا حمراء لروسيا في سوريا قبل القصف الأميركي".