Nov 01, 2020 5:12 PM
صحة

وزير الصحة: نحن أمام منعطف خطير وقاربنا المشهد الكارثي

تفقد وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حمد حسن، مركز دير الأحمر الطبي، واطلع على تجهيزاته وإمكاناته، وأبدى ملاحظاته وتوجيهاته ليتم افتتاح قسم لمرضى كورونا فيه، تلبية لدعوة من عضو "كتلة الجمهورية القوية" النائب أنطوان حبشي الذي رافقه في الجولة إلى جانب راعي أبرشية بعلبك دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، المونسنيور بول كيروز، منسق العلاقات العامة في "منظمة مالطا" خالد قصقص ومسؤولة برنامج الرعاية الصحية في المركز فاديا غضبان.

المطران رحمة

وتحدث رحمة مرحبا بحسن "ابن هذه المنطقة وابن هذه الضيعة وهذا الشعب، ونحن نفخر به وبجهوده التي يبذلها على مستوى لبنان، ولكن الرهان يبقى على الناس من خلال مواكبتهم إجراءات الوقاية والانتباه، حيث أن ثلثي محاربة وباء كورونا هي بالوعي وبحماية أنفسنا والآخرين".

أضاف: "كلنا أمل بتحويل هذا المركز الطبي في دير الأحمر إلى مستشفى في القريب العاجل، واعتبره يا معالي الوزير منزلك وأنت من يعتني به، نحن اليوم نأمل ان نستقبل مرضانا في هذا المركز عوضا عن التوجه إلى بيروت، وهذا يحتاج إلى جهد مشترك منا جميعا لخدمة شعبنا وتأمين الأدوية والتجهيزات اللازمة".

حبشي

بدوره قال حبشي متوجها الى حسن: "نشكر معاليك على تلبيتك السريعة لهذه الدعوة لزيارة مركز الرعاية الصحية في دير الأحمر، والتي جاءت في إطار أزمة تفاقم إصابات كورونا، لنواجه بشكل سريع مشكلة انتشار الفيروس".

وأضاف: "هناك مؤسسات تهتم بموضوع المستشفى، وسوف تتابع مع معاليك الشق التقني، وإنني أتوجه إلى أهلنا في بعلبك الهرمل عموما، ودير الاحمر خصوصا، لأقول إن هذا الموضوع لا يحتمل أن نتكل على الوزير فقط، أو على الحكومة، وعندما نصاب نلوم الدولة، هذا الفيروس لا يمكن أن نكافحه إلا اذا كان كل واحد منا يتمتع بالوعي ويتحمل المسؤولية ليقوم بكل الإجراءات المطلوبة، فالاستخفاف يؤدي إلى مخاطر أكبر وإلى حالات قاتلة، وما يقلقنا اليوم أن 60 بالمئة من أهلنا في المنطقة هم من كبار السن. كما ونشكر معاليك على اهتمامك بأدق المسائل والتفاصيل التقنية لمواجهة كورونا ولنقدم في المرحلة اللاحقة خدمة طبية ملائمة لناسنا".

وزير الصحة

وتحدث حسن، فقال: "رغم كل القلق والخوف والتوتر الذي تعيشه مجتمعاتنا، أشكر لسيادة المطران حنا رحمة مشاعره الطيبة، وأقول له اننا جميعا أبناء هذه المنطقة، رسالتنا هي دائما المحبة والتسامح والتكامل، وهذه هي الصورة المشرقة لبعلبك الهرمل ولبنان، وبإمكاننا تجاوز الظروف التي نعيشها عندما يكون لنا مرجعيات روحية أمثال المطران، أو مرجعيات سياسية كسعادة النائب انطوان حبشي وما تفضل به من كلام مسؤول، فلنتحمل جميعا المسؤولية ولنبادر، فالذروة التي وصلنا اليها بانتشار الوباء غير تكتيك العمل، وتخطت قدرة أي بلد في العالم، ولكن بإمكاننا أن نعود إلى لملمة الأمر ولا نجعله يتفاقم إلى الأسوأ، وحماية المجتمع تحتاج إلى رعاية روحية وسياسية ورعاية حكومية وبلدية ومجتمعية وإعلامية، ولنا عتب على المؤسسات والجمعيات والمنظمات غير الحكومية، وعتبنا على قدر محبتنا لهم، وهنا نسجل انهم لم يعملوا كما هو مطلوب حتى الساعة في موضوع انفجار المرفأ".

وأردف: "نحن اليوم لسنا أشطر من كل دول العالم، ولكننا نظرنا اليهم وأخذنا الثوابت العلمية والمعطيات الميدانية، فالمنطق والعلم هو الذي يفرض علينا اتخاذ قراراتنا، وهي ليست قرارات ارتجالية، فعندما يكون هناك خطر تفشي ويكون لدينا 6 بالمئة من الأشخاص نتيجتهم أظهرت أنهم كانوا مصابين بكورونا وشفيوا من دون أن يعلموا، قد يكون هؤلاء الأشخاص قد نقلوا العدوى وهذا أمر خطير جدا ويحتم التعاطي بمسؤولية أكبر، واليوم نرى كورونا تخطف حياة شباب لأن هناك أحيانا بعض التلكؤ أو الاستهتار من الناس وحتى من بعض المصابين بالفيروس، على الناس أن ينظروا إلى المشهد الكارثي الذي شاهدناه في أوروبا، ونأمل أن لا نشاهده في لبنان، لقد تعاطينا منذ البداية بمسؤولية وطنية شاملة، اليوم نحن أمام منعطف خطير جدا وقاربنا المشهد الكارثي، إننا نعاني وجميعنا لا ننام لتأمين سرير عناية فائقة لمريض، إذا تعاطينا بمسؤولية يمكن الحد من الخسائر ووقف التدهور الوبائي الحاصل، يجب أن يكون هناك أمل وبر أمان ويجب ان نتعاطى بطرق مختلفة، في اوروبا هناك دول اتجهت نحو الإقفال، وبعض الدول حولت كل القاعات الرياضية المقفلة والصالات العامة إلى مستشفيات ميدانية لكورونا لان أعداد الإصابات تخطت قدرة المستشفيات، وفي لبنان للأسف هناك بعض المستشفيات لا تتجاوب مع دعوتنا لفتح أقسام كورونا، واليوم نحن في دير الاحمر نرى أنهم بادروا إلى تلبية دعوتنا للمساعدة بفتح المركز الطبي لمواجهة كورونا، وهو تعاط مسؤول، وقد لبيت سريعا دعوة النائب حبشي والمطران رحمة ومديرة المركز لتلبية حاجات الأهالي وهم يفتحون أبوابهم لحماية الناس وهم على قدر كبير من المسؤولية".

ودعا إلى أن "يتكامل التعاطي المسؤول في ما بيننا، وأن يعترف مجتمعنا أننا في خطر ونأخذ قرارات شجاعة على مستوى الحكومة، اليوم لا أحد يسجل نقاطا على حساب أحد، هناك حالات لا تجد أسرة في العناية الفائقة، يجب أن يأخذ هذا الأمر على محمل الجد، وتواصلت مع دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب يوم أمس وتحدثنا أنه يجب اتخاذ قرار على مستوى الوطن، لأن تجربة الاقفال الجزئي كانت تجربة في هدفها ممتازة، تجاوب على هواجس الناس بعدم الإقفال بالمطلق، ولكن للأسف هي حتى الآن تجربة غير مشجعة، بسبب عدم تجاوب الناس، ونقول للناس: لا يمكن أن نرغمكم ونضع خفيرا لكل مواطن. ويبقى الأمل والرهان على العقل والمنطق وعلى حس المسؤولية عند كل الناس، ورهاننا على مجتمعنا ووعيه هو رهان صائب، شرط أن تكون الدعوة من الجميع بتحمل المسؤولية، عندها نحقق الهدف المنشود ونصل إلى بر الأمان".

وختم حسن: "رفعنا توصية منذ شهر كلجنة علمية في وزارة الصحة العامة بالإقفال لمدة أسبوعين، وتبين أننا عاجزون كحكومة وكدولة، وخصوصا بعد إنفجار المرفأ، عن تطبيقه، والنتائج كانت كارثية. يجب أن يؤخذ موضوع الإقفال إن كان جزئيا أو عاما خلال 24 ساعة، هناك اجتماع صباح غد للجنة العلمية، ولجنة كورونا ستجتمع ظهر غد، لرفع التوصيات للجنة الوطنية الوزارية التي بدورها سترفع التوصية لاتخاذ القرار، نحن علينا أن نرفع الصوت للأمان المطلق والقرار يتخذه مجلس الوزراء".

وردا على سؤال عن أزمة الدواء، قال: "في موضوع الدواء نتحدث أيضا عن المسؤولية والحس الوطني، وفي الوقت نفسه نسير مع القضاء والأجهزة الرقابية والتفتيش الصيدلي، والأمور تتحسن رويدا رويدا، كان هناك تفاوت في تسليم الدواء من بعض المستودعات أو الوكلاء أو المستوردين، وهناك تحسن، ولكن البعض راهن على الوقت، وأقول لهم لا تراهنوا على الوقت، سواء كنت أنا أو غيري وزير الصحة، المنهجية نفسها، المطلوب حماية الناس ومعاقبة كل من يتلكأ ويجازف بصحة الناس من خلال حجب الدواء عن المرضى الذين هم بأمس الحاجة له".

الى مستشفى "الريان" في بعلبك:

والى ذلك،  إفتتح وزير الصحة   قسما خاصا لمرضى كورونا في مستشفى "الريان" في بعلبك، في حضور النائب الدكتور علي المقداد، مسؤول منطقة البقاع في "حزب الله" الدكتور حسين النمر، عضو نقابة المستشفيات الخاصة في لبنان الدكتور علي حمد عبدالله، رئيس مصلحة الصحة في محافظة بعلبك الهرمل الدكتور محمود ياغي، مسؤول الرعاية الصحية في البقاع بلال قطايا، وأعضاء تجمع مستشفيات بعلبك الهرمل.

عبد الساتر

وتحدث المدير العام لمستشفى الريان الدكتور علي عبد الساتر، معتبرا أن "افتتاح قسم خاص في المستشفى لمعالجة مرضى كورونا، جاء بناء على شعورنا بالمسؤولية تجاه أهلنا في منطقة بعلبك الهرمل، وتجاوبا مع نداء معالي وزير الصحة، خصوصا في ظل تفشي هذا الوباء بشكل سريع ومخيف، ما يحتم تضافر كل الجهود لمواجهته والتخفيف من معاناة أهلنا بقدر ما نستطيع".

وأشار إلى أن "قسم الكورونا يتضمن 8 أسرة عناية فائقة و4 أسرة عادية تحت إشراف طاقم طبي متمرس".

المقداد

وشكر النائب المقداد الوزير حسن "على الجهود التي يقوم بها لأنهاض الحالة الصحية والوضع الصحي في البلد، والشكر موصول لكل من يعمل في هذا المجال".

واستغرب "التعاطي من قبل البعض وكأنه لا يوجد في البلد شيء اسمه وباء كورونا، وهناك تجاهل لواقع الإشغال لأسرة العناية الفائقة بنسبة 100 %، وكأنه لا يوجد يوميا حوالى 2000 حالة إيجابية مشخصة مخبريا، وفي الوقت الذي يطالب وزير الصحة بالإقفال لكبح جماح هذا المرض، لا أحد يسمع، ومن يسمع لا يريد التطبيق أو العمل، للأسف بعض المصالح المادية والاقتصادية تطغى على عقول هؤلاء ولا يهتمون للعدد الذي يموت بالفيروس".

ولفت إلى أن "بريطانيا قررت اليوم الإقفال لمدة شهر، اليوم عادوا لما بدأ به الوزير الدكتور حمد حسن منذ 21 شباط، وبالمقابل للأسف هناك من يطالب في لبنان بإبقاء البلد مفتوحا، رغم صعوبة تأمين سرير عناية فائقة في المستشفيات، إقفال 15 يوما لن يخرب الدنيا، أصلا الاقتصاد واقف في البلد، وهناك يوميا ما بين 12 و20 حالة وفاة بكورونا، ونحن مقبلون على موسم إنفلونزا ورشح وعدوى شبيه بالكورونا".

ورأى أن "وزارة الداخلية والقوى الأمنية لا تقوم بعملها في متابعة إجراءات الوقاية من كورونا حتى في البلدات التي صدر قرار بإقفالها، ولكننا رأينا الدولة القوية أمس بحشد القوى العسكرية في حي العسيرة في بعلبك لقمع مخالفة بناء لسطح مساحته 180 م2، ولكن عندما يموت يوميا العشرات ويصاب بالفيروس الآلاف لا يتم منع إقامة الحفلات والأعراس والتجمعات والمآتم أو تنفيذ القرارات التي تحمي أهلنا ومجتمعنا، يا عيب الشوم على هكذا جولة لا ترى إلا مصلحة البعض من منطلق طائفي أو مذهبي أو سياسي".

وأشاد ب"عمل الطاقم الطبي والتمريضي وكل الفريق العامل في مجال محاربة الكورونا، ولولا هذا الطاقم لوصلنا إلى أسوأ حالاتنا في الإصابات والوفيات".


وطالب المقداد وزارة المالية ب"صرف قسم من مستحقات المستشفيات لتتمكن من الصمود ومتابعة عملها وجهودها، في ظل هذه الأوضاع الصعبة".

حسن

وتحدث وزير الصحة فقال: "الشكر لتجمع مستشفيات بعلبك الهرمل على هذه المبادرة الإنسانية اللطيفة الحنونة من الإخوة في قيادة حزب الله في البقاع، وهذه باكورة الإنجازات والإلتزام، هذا الوفاء والمحبة والمسؤولية توقعناها من تجمع عملي أنشىء منذ حوالى الأسبوعين، ونرى اليوم أول إنجاز له، بفتح قسم عناية فائقة 8 أسرة عناية فائقة و4 أسرة عادية، بمبادرة مشكورة من الدكتور علي عبد الساتر، وإن شاء الله تتوالى هذه الخطوات في المنطقة وتكون درساً ونموذجً تلتزم به كل المستشفيات الخاصة في المحافظات الأخرى، فنحن نعمل في سباق مع الفيروس".

ووجه التحية "إلى كل الفريق الطبي والتمريضي والإداري والمخبري والشعاعي، فهذه الخطوة فيها جرأة ومسؤولية ومحفوفة بالمخاطر التي تصغر عند تلبية أي نداء استغاثة".

وأضاف: "الذي يريد أنو يعمل صحة يجب أن يشمر عن زنوده، والذي تعاطينا فيه منذ 8 أشهر، ليس حمد حسن، بل هو أيضا جهد فريق سياسي، حزب وطني، بأبعاده الأخلاقية والاجتماعية الراسخة، كان يقاوم هذا الوباء من المطار إلى الفنادق إلى القرى والبلدات، إلى "الكول سنتر" إلى الرعاية الصحية والهيئة الصحية والدفاع المدني إلى سيارات الإسعاف، وصولا إلى خدمة الضحايا، مقاومة الوباء لها مستلزماتها ولها أبجدياتها وتضحياتها".

وتابع: "في محافظة بعلبك الهرمل الحد الأدنى من الإصابات بين المحافظات، ولكن هذا لا يعني أننا بأمان، لأن الخطر داهم مع مواسم الإنفلونزا، والكورونا ما زالت تستفحل أعدادا وإصابات في كل دول العالم، ونشهد المواقف الجريئة التي تتخذها الدول بإمكانياتها العظيمة، إن كان بتقديم خدمات اجتماعية أو في القطاع الصحي، ومع ذلك بدأت صرختها، يجب أن تتعاطى الحكومة مع معطيات المنطق والحكم والعلم، بواقعية وجرأة".

وأشار إلى أنه "في شهر تموز كان عدد الإصابات اليومية بين 100 و200 إصابة، كنا مرتاحين دون أن نصرح، لأننا كنا نكتسب مناعة مجتمعية تدريجية، ولكن بعد انفجار المرفأ المشؤوم صار عندنا بين 750 وألف و1500إصابة، وبعض الناس يتعاطون من منطلق الربح والخسارة مع القطاع الصحي".

وقال حسن: "ثمة مشاكل تمر بها المستشفيات الخاصة، إن من ناحية الموارد والإمكانيات المادية والأرصدة المجمدة في المصارف، لذا ليس لديها القدرة على مواكبتنا بالسرعة اللازمة، ولكنها تضحي، ونرى هنا اليوم نموذجا من نماذج التضحية، ونحن كوزارة صحة عامة نقدم بما أوتينا من قوة ودعم، ففي التسعيرة الرسمية ندفع مقابل الخدمة مع إضافة 200 ألف ليرة على السرير العاجي و400 ألف على سرير العناية، هذا تحفيز وتشجيع، أضف أنه بعد مرور أول شهر بالإمكان استقبال كل الحالات فوق السقف المالي، نقدا كل آخر شهر مع فواتير الكورونا ضمن الضوابط والرقابة والتدقيق حسب الأصول".

وختم: "نقدر جهدكم وتعبكم ومؤازرتكم، وعليه سنبقى يدا واحدة، حكومة ومرجعيات روحية وسياسية وطنية وبلدية وأهلية ومجتمعية وجمعيات مع مجتمعنا الواعي، سنبقى سويا صمام أمان ضد استفحال هذا الوباء بهذه الإنعطافة الخطيرة التي نشهدها".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o