Apr 18, 2018 9:18 AM
صحف

فوشيه: على "حزب الله" تبنّي "النأي بالنفس"

اعتبر السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه "ان لا يمكن، لا السعودية، ولا للبنان ان يُديرا ظهرهما، فهما بلدان شريكان منذ سنوات". ‏وقال ان ما يهم فرنسا التمسك بالاستقرار في لبنان، وان يتبنى لبنان كل ما التزم به، وان ينأى فعليا بنفسه"، مطالبا ‏كل الفرقاء السياسيين "بان ينأوا عن انفسهم بمن فيهم "حزب الله". واعتبر "انه طالما ليس هناك من حل لعودة النازحين السوريين، فان العودة لن تتم". ‏ ‏‏ ‏‏

كلام فوشيه جاء في حديث لصحيفة "الشرق"، اشار فيه الى "ان الرئيس ماكرون تدخل في الملف اللبناني مع ‏الجهات السعودية واللبنانية لاسيما في الازمة الاخيرة، والتي طويت وانتهت. وعبّرنا عن اهتمامنا بلبنان، ‏ونؤكد ان استقرار لبنان يهمّنا نحن كفرنسيين. لا يمكن ان نقوم باي شيء يُعكّر الاستقرار ويجعلنا قلقين. اننا ‏ندرك جيداً انه لا يمكن لا للبنان ولا السعودية ان يديرا ظهرهما، فهما بلدان شريكان منذ سنوات ‏عديدة، ولا اعتقد ان السعودية بعد الغيمة السوداء التي شابت العلاقة مع لبنان، تريد ان تبتعد عن لبنان. فلبنان في ‏حاجة اليها، كما هو في حاجة الى كل شركائه. لقد قمنا بجهود الى جانب السعوديين لافهامهم ان الامور يجب ان ‏تتوقف هنا. فنحن ننظم مؤتمر روما، كذلك باريس وبروكسيل ويجب ان تكونوا موجودين فيه".

اضاف "فلبنان في حاجة ‏للسعودية لانجاح الخطة الاستثمارية، وهذه الرسالة الفرنسية تلقفها السعوديون بايجابية، وحضروا مؤتمر ‏روما، كما اعلنوا عن تقديم مساعدات بنحو المليار دولار.

ولفت فوشيه الى "ان لبنان محاط بدول وضعها معقد. فمن جهة هناك اسرائيل، ومن جهة الجنوب، ‏وسوريا في حالة حرب، وهذه الصراعات يمكن ان تخرج عن اطارها، وقال "ان ما يهمنا في فرنسا هو التمسك ‏بالاستقرار في لبنان، وهذا يدفعنا الى التكرار ان على لبنان ان يتبنى ما قرره، وان ينأى فعلا بالنفس، وهذا الامر ‏يخص كل الفرقاء. على كل فريق سياسي ان يتبى سياسة النأي بالنفس، وهذا الامر اكرره امام كل الذين التقيهم ‏بمن فيهم "حزب الله."

‏‏في موضوع النازحين، رأى السفير الفرنسي "ان ‏لبنان يستضيف مليون ونصف مليون لاجئ سوري، وهذا يُشكّل عبئاً على لبنان، وعلى الاقتصاد، ‏وطالما ان الحرب لاتزال مستمرة في غياب اي رؤية سياسية جدية. فان هؤلاء لن يعودوا الى ديارهم. ان كل ‏المسؤولين الذين التقيهم يتمنون عودة النازحين، وهؤلاء انفسم يريدون ذلك، لكن طالما انه ليس هناك من حل فان ‏العودة لن تتم. وعلينا في الاعلام ان نطالب بمساعدة لبنان كي يتحمّل هذا العبء الكبير جدا حيث ان اعدادهم ‏الكبيرة واضحة في المدارس والمستشفيات الرسمية. فلبنان يتكبد تكاليف مالية كبيرة، لذا جاء مؤتمر بروكسيل ‏في 25 و26 الجاري ليُعيد تسليط الضوء على وجوب تقديم الدعم للبنان. ‏

وتابع "اعتقد ان الامور لا تسير في الاتجاه الذي يتمناه لبنان والذي يسمح بعودة النازحين في الوقت الراهن الذين ‏يُشكّلون عبئاً على الاقتصاد اللبنان"ي.

 

في مجال اخر، شدد فوشيه على "انه لا يمكن ان يستمر الاقتصاد اللبناني على هذا المنوال في تحمّل عبء الدين اضافة الى ‏انه يتوجب على الحكومة اجراء اصلاحات جذرية تعتمد الشفافية الاقتصادية والتي من شأنها ان تخلق اجواء ‏مشجعة للاستثمار، واصلاحات في الحوكمة على قطاعات محددة تهم اللبنانيين لاسيما قي قطاع الكهرباء والذي ‏يخص كل اللبنانيين. كل هذه الامور موجودة في مؤتمر "سادر"، ويجب ان تطبق في القريب".

وتابع "فالحكومة اللبنانية لم تستمع فقط الى الدعم الدولي لها، انما ايضا فان المجتمع الدولي تمنى على لبنان ان ‏يحصل منه على هذه الوعود. هذا امر واضح. فالاتفاق بدا في 6 شباط الماضي وسيستمر بعد الانتخابات المقبلة ‏والحكومة الجديدة، ونحن ننتظر ان تأخذ الحكومة في  الاعتبار كل الاجراءات والتدابير المطلوبة". واشار الى "انه سيتم تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة المقررات وتنقيذ المشاريع".

وقال فوشه "هذه اللجنة مهمتها مراقبة ما ستفعله الحكومة من تنفيذ للمشاريع، وستجتمع كل 6 او 3 اشهر في ‏بيروت او في دولة اوروبية، والتي ستتابع المراحل التنفيذية للمشاريع المقررة، كما الاصلاحات التي تعهدت بها ‏الحكومة اللبنانية. كل ما نريده مراقبة وضع تقدم المشاريع والالتزامات. وقد طلبت هولندا ان يكون الاجتماع ‏لاول على اراضيها وابدت استعدادها بزيادة مساعداتها ومساهماتها من 200 مليون يورو الى 300 مليون ‏يورو اذا التزمت الحكومة بالاصلاحات المطلوبة. سنتابع مراقبة عمل الحكومة، وهذا لا يعني ابدا اننا نضع ‏شروطا انما سنحث الحكومة ونذكرها بالتزاماتها. فعلى الحكومة الجديدة ان تعمل سريعا على وضع برنامجها ‏الذي يتضمن الالتزامات الواضحة التي تعهدت بها في باريس، وفي الاولوية كل الملفات التي تهم كل اللبنانيين، ‏لاسيما الكهرباء الذي يؤثر على المالية العامة، على الحوكمة والاستثمار.

‏وعن زيارة الرئيس الفرنسي لبنان، كشف فوشيه "ان الزيارة تأجلت فقط نظراً لجدول اعمال الرئيس المثقل في تلك الفترة التي كانت ستحصل فيها"، وقال "فليس ‏هناك اي سبب سياسي وراء هذا التاجيل".‏

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o