القرار اتخذ... لا حكومة قبل الانتخابات الاميركية والمناكفات لملء الوقت
بعبدا: ارجاء الاستشارات نزولا عند رغبة رؤساء الكتل ولا سبب شخصيا
الحريري لن ينسحب والتأجيل لن يغير...شينكر بين عين التينة وكليمنصو
المركزية- في بلد الصفقات والانهيارات والشخصانيات وتقديم المصالح الذاتية والحسابات الفئوية على مصلحة الوطن والشعب دون ادنى اعتبار للمصير الاسود الوشيك الذي دخل لبنان في نفقه، لم تعد مفاجئة خطوات المسؤولين الاعتباطية ولا استهتارهم بالاستحقاقات الدستورية ولا حتى تفويت آخر فرص الانقاذ تباعا،من دون ان يرف لهم جفن. حتى اللقمة التي تكاد تصل الى فم اللبنانيين يسحبونها منه لمصلحة انانياتهم. ما يدور على المسرح السياسي اللبناني لا يقبله عقل ولا يستوعبه منطق. لكن الثابت والاكيد في المسار الحكومي منذ استقالة الرئيس حسان دياب تحت وطأة الضغط الشعبي اثر انفجار المرفأ ان لا قرار بتشكيل حكومة، لا بل ان الكلمة الفصل في الملف خارج لبنان، والافراج عنها رهن نتائج الانتخابات الاميركية في تشرين المقبل، بعيدا من مناكفات الداخل الصبيانية ولعبة "البيت بيوت" التي يمارسها السياسيون وهي لم تعد تنطلي على اللبنانيين.
الى النقطة الصفر: ففيما كان من المتوقع ان يخرج الرئيس سعد الحريري من الاستشارات النيابية في قصر بعبدا اليوم، رئيسا مكلفا تشكيل الحكومة، توقف كل شيء وعادت الامور الى النقطة الصفر مع اعلان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مساء امس ارجاء الاستشارات اسبوعا.
باسيل او الحزب؟: وفي وقت تردد ان التأجيل أتى نزولا عند رغبة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الغاضب من عودة الحريري الى السراي من دون الاجتماع به، وبينما افيد ايضا ان حزب الله كان يريد الارجاء لانه لم يكن مرتاحا الى مفاوضاته مع "بيت الوسط" الذي لم يشرح له لا حصته من الحكومة ولا الوزارات التي سينالها الحزب ولا موقفه النهائي من تسميته للوزراء الشيعة...عمّمت بعبدا معلومات توضح فيها خلفيات قرار التأجيل. فقد أكّدت مصادر مطلعة على رأي موقف رئيس الجمهورية أنّ هناك 3 أمور يجب توضيحها: الأمر الأوّل أنّ قرار التأجيل لم يكن للتبرير بل كان لتحديد موعد. والثاني أنّه لا يتحكم بموقف الرئيس اي سبب شخصي ولكن هناك مواضيع يجب أن تدرس قبل التكليف كي لا نكون أمام تكليف من دون تأليف وتأليف بدون ثقة. أما الأمر الثالث، الذي أوضحته المصادر، فهو أنّ أي رئيس كتلة سواء كان من الكتلة الكبيرة الوازنة أو الكتل الصغيرة له الحق ان يبدي رأيه لكن هذا الرأي منفصل عن إختصاص الرئيس ومسؤولياته، مع الإشارة الى ان الرئيس تلقى سلسلة اتصالات من عدد من رؤساء الكتل تمنوا عليه تأجيل الإستشارات. واستغربت المصادر أن بعض ردود الفعل صدرت قبل أن تعرف الأسباب الحقيقية للتأجيل ولم ترتكز على معطيات واقعية. وقالت: "الأجدر كان بالذين اعترضوا ان يحللوا الوضع السياسي لمعرفة اسباب التأجيل لأن تحليل هذا الوضع يوفر معطيات هي التي دفعت الرئيس الى التأجيل لتوفير متاهات إيجابية للتأليف كي لا يتم أسر البلاد بين حكومة تصرف أعمال ورئيس مكلف لا يؤلف". وأكّدت أنّ الرئيس عون حريص على توفير اكبر عدد من التأييد النيابي للرئيس الذي سيكلف التشكيل نظراً لأهمية ودقة المهمات المطلوبة من الحكومة في المرحلة المقبلة والتي تتطلب توافقاً وطنياً عريضاً وليس تشرذماً مع الإشارة الى أن من الأفضل أن يسمى الرئيس المكلف من قبل إجماع مناطقي. ولفتت المصادر إلى أنّ الرئيس أراد من خلال قراره ان يعطي فرصة إضافية للإتفاق مع الرئيس المكلف لإنقاذ المبادرة الفرنسية إنطلاقاً من دعم رئيس الجمهورية لهذه المبادرة والتي يحتاج تنفيذها الى اكبر عدد ممكن من المؤيدين خصوصاً بعد التعثر في المواقف حيال هذه المبادرة والتأجيل يمكن أن يعالج هذه المسألة.وشدّدت على أنّ الرئيس حرص من خلال هذه الخطوة على تأمين أجواء تسهل لاحقاَ عملية التأليف وبالتالي تأمين حصول الحكومة العتيدة على الثقة المرجوة لأن أمام هذه الحكومة برنامج اصلاحات يجب أن يتم التوافق حوله وحول آلية تنفيذه حتى تكون خطة الحكومة واضحة في هذا الإطار. وأوضحت هذه المصادر أنّ الخلاف ليس على المبادرة الفرنسية وما تحتويه من نقاط الصلاحية بل على طريقة تنفيذ هذه المبادرة الأمر الذي يفرض مناخات إيجابية للعمل.
التأجيل لن يغيّر: في المقابل، لم يعلق بيت الوسط على خطوة عون، وقد تردد ان اتصالا تم بين الرئيسين، كما ان الاتصالات غير مقطوعة بين بيت الوسط وعين التينة وستتكثف من أجل الوصول الى حلحلة لكل العقد التي برزت وانجاح المبادرة الفرنسية. وقد غرد المستشار الإعلامي للرئيس سعد الحريري حسين الوجه عبر "تويتر" كاتبا "المبادرة الفرنسية كانت وما زالت الفرصة الوحيدة والاخيرة لوقف الانهيار واعادة اعمار بيروت. التأجيل لن يغير الامر والتعطيل لم يكن يوما حلا للبنان واللبنانيين".
الحريري مستمر: واوضحت اوساط بيت الوسط لـ"المركزية" ان مجمل ما اشيع عن اتجاه الرئيس الحريري الى سحب ترشيحه لرئاسة الحكومة غير صحيح، فالامور تتعدى الشخصي الى مصلحة وطنية عليا تقتضي انقاذ لبنان من الانهيارعبر المبادرة الفرنسية. ولفت الى ان ما تردد عن ان الحريري قال انه لن يستمر بطرحه يوما واحدا اذا تأجلت الاستشارات هو كلام غير دقيق اختلقته وسيلة اعلامية وتم تعميمه على انه حقيقة في حين انه لا يمت الى الواقع بصلة.
باسيل يعطّل؟: في الموازاة، أكّد القيادي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش أن قرار تأجيل الإستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس حكومة جديد لا مُبرّر له، وأن رئيس الجمهورية بهذه الخطوة تخلّى عن مسؤولياته في هذه الظروف الصعبة. وأضاف علوش في حديث اذاعي " جبران باسيل يرفض ويُعطّل عودة الحريري لرئاسة الحكومة"، مشيراً إلى أن التوقيت لا يحتمل مناكفات سياسية، وأن حزب الله لم يُعلن أي شيء حتى الآن.
فالج لا تعالج: وتعليقا على التطورات الحكومية، غرّد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عبر "تويتر" " يوماً بعد يوم يتأكّد بالدليل الحسي القاطع انه مع هذه الأكثرية النيابية، وهذه المجموعة الحاكمة، "فالج ما تعالج". الحلّ الوحيد انتخابات نيابيّة مبكرة".
شينكر يجول: على صعيد آخر، كانت جولة لمساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر على المسؤولين، علما انه لم يلتق ايا منهم خلال زيارته الاخيرة لبنان منذ اسابيع. وغداة زيارته بكركي، زار اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة. وبعد ان غادر من دون تصريح، انتقل شينكر الى دارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جبنلاط الذي أولم على شرفه.
غوتيريش ونتيناهو: الى ذلك، بقيت قضية انطلاق مفاوضات الترسيم بين لبنان واسرائيل في الواجهة اليوم. فقد رحب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش ، بانطلاق مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، في مقر "اليونيفل"، في الناقورة جنوب لبنان وذلك بحسب المتحدث الرسمي بإسمه ستيفان دوجاريك الذي أكد في بيان أن "الأمم المتحدة ملتزمة دعم الأطراف في المناقشات، على النحو الذي يطلبونه". من جانبه، دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الحكومة اللبنانية إلى مواصلة الاتصالات لإنهاء قضية الحدود البحرية، معتبرا أن ذلك "ربما يشكل قاعدة لسلام حقيقي بالمستقبل".. وقال نتنياهو: "بدأنا أمس اتصالات مع لبنان للتفاوض حول الحدود المائية لما له من دلالة اقتصادية.. أدعو حكومة لبنان إلى مواصلة هذه الاتصالات لإنهاء قضية الحدود المائية وربما في المستقبل يأتي يوم ليشكل ذلك قاعدة نحو سلام حقيقي". وتابع "سنواصل مواجهة حزب الله، ومحادثات ترسيم الحدود قد تحدث تصدعا في سيطرة حزب الله على لبنان".
لاسا مجددا: في غضون ذلك، وفي عود على بدء في اطار مسلسل الاعتداءات المتكررة على اراضي البطريركية المارونية في بلدة لاسا، أفاد وكيل النيابة البطريركية المارونية في منطقة جونيه أندريه باسيل، أنه بعدما قام كل من علي داوود المقداد وحسن فارس المقداد بتركيز بيت جاهز (préfabriqué) في عقار تملكه المطرانية، وهو عقار ممسوح مسحا اختياريا وبعدها مسح نهائيا وملكيته ثابتة للمطرانية، ادعت هذه الاخيرة امام النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان وجاءت الاشارة القضائية بإزالة التعدي اي بإزالة البيت. الا ان المدعى عليهما رفضا الامتثال للاشارات القضائية كما عمدا الى التمادي في الاعتداء على عقار الكنيسة ووضعا مؤخرا حمامات جاهزة ليل الاربعاء. المحامي باسيل كشف أيضا أنه عند علم المدعى عليهما بوجود اشارة قضائية بازالة التعدي من قبل القوى الامنية، اقدمت الجهة المعتدية ومجموعة من أهالي البلدة ومشايخها بقطع الطريق الذي يربط جرد كسروان وجبيل ومنعوا القوى الامنية من دخول البلدة. لكن بعد تدخل الجيش اعيد فتح الطريق واعطيت مهلة للاثنين لتنفيذ اشارة النيابة العامة لازالة المخالفة.