مبادرة الحريري قيد الدرس شيعياً...تفاؤل حذر والحسم خلال ساعات
الرئاسة تذكّر بدورها المباشر في التشكيل وأديب: حكومة ترضي الجميع
فرنسا: الرئيس المكلف يختار الشخصيات المستقلة بنفسه..والتيار يسهّل
المركزية- لم تعد الاجواء الايجابية التي اشاعتها مبادرة الرئيس سعد الحريري الانقاذية للحكومة وللرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والمحبطة لشعبيته التي ترفض تقبل التنازلات لكثرة ما تنازل رئيس المستقبل لمصلحة الوطن، تضخ الامل في نفوس اللبنانيين المُكتوين بنار عرقلات ربع الساعة الاخير في مسار تشكيل الحكومة. لم تعد تقنعهم كل المواقف المؤشرة الى خروج النور من نفق ولادة الحكومة ولا تسريبة من هذا الطرف اواشاعة جو تفاؤلي من ذاك. فالتجربة المُرة مع الثنائي الشيعي الذي اعتاد التصلب في مواقفه ومطالبه ما دام يؤتي ثماره دوماً فيكون له ما يريد، ولو من خارج الدستور وخلافا لتوافق اللبنانيين ، غير مشجعة . وما دام رئيس الجمهورية لم يوقع مراسيم تشكيل حكومة مصطفى أديب تبقى هذه الاجواء مجرد تمنيات يؤمل ان تُخرجها الى النور، اذ ما صدر "أمر العمليات" من مكان ما.
عودة الايجابية: خلطت مبادرة الرئيس سعد الحريري الحكومية، وقوامها قبوله باسناد حقيبة المال الى "شيعي"، الاوراق على ضفة التأليف وحرّكت الركود في مستنقعه. وغداة طرحه هذا، بدا ان اجواء التشكيل استعادت بعض الايجابية حيث لم ترفض اوساط الثنائي الشيعي العرض، بل قالت انها تدرسه وتبدي ملاحظاتها، فيما ذكّرت رئاسة الجمهورية " بأن الدستور ينص على ان رئيس الجمهورية يصدر بالاتفاق مع رئيس الوزراء مرسوم تشكيل الحكومة ما يعني ان الرئيس معني بالمباشر بتشكيل الحكومة".
مش مطوّلة: وفي السياق، نقل بعض من التقى الرئيس نبيه برّي اليوم عنه تفاؤله في موضوع الحكومة، فيما افادت مصادر صحافية بأن برّي رحّب ببيان الحريري وقال انه يُبنى عليه إيجاباً، مشيرة الى ان "برّي قال انّ تحركاً سيحصل خلال الساعات المقبلة وهو ردّ على أحد النواب بالقول "مش مطوّلة لأن ما بقا فينا نحمل". وقال نائب رئيس مجلس النواب الياس الفرزلي عن موقف برّي بشأن الحكومة: لم يعد التشاؤم سيّد الموقف حكومياً وهناك إمكانيات واعدة يمكن البناء عليها ولكن علينا الانتظار قليلاً.
10 اسماء؟: وليس بعيدا، لفتت اوساط الثنائي الشيعي لـ"المركزية" الى "اننا نسعى لانضاج الامور بسرية تامة ونأمل خيرا.."لما تظبط منحكي". واعتبرت مصادر الثنائي أن فكرة تسليم لائحة من 10 اسماء من الطائفة الشيعية لتسلم وزارة المالية على ان يختار الرئيس المكلف مصطفى اديب اسماً هي الاكثر تقدماً وممكن أن تكون المخرج الاسرع. ولفتت المصادر لـ”الجديد” الى أن “ما تقدم به رئيس الحكومة السابق سعد الحريري خطوة باتجاه الايجابية لكنها ليست حلا ويتم تصوير المالية على انها العقدة لكن نخشى ان تكون الشماعة لا أكثر". وقالت مصادر الثنائي الشيعي: يفترض أن يحمل المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين خليل الملاحظات على بيان الحريري إلى الرئيس عون ويُطلعه عليها. وتابعت: الثنائي كثف اتصالاته بعد بيان الحريري وتشاور في الطرح بشكل واسع واستفسر عن اكثر من نقطة فيه وسجل ملاحظات اساسية عليه.
لا مواعيد: في الاثناء، قالت أوساط بعبدا لـ"المركزية" ان لا موعد للرئيس المكلف مصطفى اديب ولا لمعاون الامين العام لحزب الله حسين خليل في القصر حتى الساعة ولا رد فعل دولياً سوى الفرنسي على بيان الرئيس سعد الحريري.
حكومة ترضي الجميع: رئيس الحكومة المكلف اعلن في بيان، حرصه على تشكيل حكومة مهمة ترضي جميع اللبنانيين وتعمل على تنفيذ ما جاء في المبادرة الفرنسية من اصلاحات اقتصادية ومالية ونقدية وافقت عليها جميع الاطراف. وقال انه آل على نفسه التزام الصمت طيلة هذه الفترة من عملية تشكيل الحكومة، تحسساً منه بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه ومن اجل الوصول الى تقديم تشكيلة بالتشاور مع رئيس الجمهورية ضمن الأطر الدستورية، تساعد اللبنانيين على وضع حد لالامهم اليومية. وأكد مجددا التزامه بالثوابت التي اطلقها في ان تكون الحكومة من ذوي الاختصاص واصحاب الكفاءة القادرين على نيل ثقة الداخل كما المجتمعين العربي والدولي، لأن من شأن ذلك ان يفتح الباب امام حصول لبنان على الدعم الخارجي الضروري لانتشال الاقتصاد من الغرق. وتمنى أديب مجددا على الجميع التعاون لمصلحة لينان وابنائه وتلقف فرصة انقاذ الوطن.
اشادة فرنسية: وبالفعل، رحبت الخارجية الفرنسية بمبادرة الرئيس سعد الحريري واصفة اياها بالـ"الشجاعة"، معتبرة أنها تبرهن حسه بالمسؤولية والمصلحة الوطنية للبنان. وأشارت الخارجية في بيان الى أن مثل هذا الإعلان يشكل انفتاحًا "يجب أن يقدر اهميته الجميع لكي يتم تشكيل حكومة مهمّة." وقالت الخارجية الفرنسية في بيان "هذا ما يتوقعه اللبنانيون إضافة الى شركاء لبنان الدوليين وكل من يريد، عن حسن نية، مساعدته في هذه اللحظات الحرجة. لهذا السبب، تدعو فرنسا جميع القادة السياسيين اللبنانيين إلى احترام الالتزامات التي وعدوا بها الرئيس ايمانويل ماكرون في الأول من أيلول، بهدف وحيد وهو تلبية الاحتياجات الطارئة للبنان." وأضاف البيان :"ستستمر فرنسا بالوقوف إلى جانب اللبنانيين بالتنسيق مع شركائها الأوروبيين والدوليين وستسهر على احترام شروط الدعم الدولي للبنان في كل مرحلة." وأشار البيان الى أن فرنسا تشجع مصطفى أديب على تشكيل حكومة مهمة بأسرع وقت ممكن تتألف من شخصيات مستقلة ومختصة يختارها بنفسه.
آن الاوان: في المواقف، غرّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على حسابه على "تويتر" قائلا "آن الاوان لالتقاط ورقة الامس والبناء عليها وتسهيل التشكيل بعيدا عن الحسابات الضيقة، فكل دقيقة تمر ليست لصالح لبنان. لا تعطوا حكومة الوباء والكوارث الحالية مزيدا من الوقت."
ماريو عون يبشّر: اما عضو تكتل لبنان القوي النائب ماريو عون فبشّر بأن "يشهد الملف الحكومي حلحلة في الساعات المقبلة"، مبديا تفاؤله بقرب تأليف الحكومة، لافتا الى أن "لدى الجميع اقتناعا بضرورة الذهاب الى عملية التشكيل في أسرع وقت عبر ضغط فرنسي واضح". وفي حديث إذاعي، جدد عون تأكيد "تسهيل التيار الوطني الحر لعملية التأليف الى أقصى الحدود"، مشددا على "أننا لن نعرقل الحكومة رغم الشوائب الدستورية التي تعتري عملية التأليف، وكل ما يهمنا هو أن تكون حكومة اختصاصيين تباشر تنفيذ الإصلاحات".
العفو العام: من جهة أخرى، وفي وقت يحصد كورونا مئات الاصابات يوميا، وقد اقتحم سجن رومية بقوّة مسجلا ما يفوق 300 اصابة وسط عدم تجاوب المساجين مع الاجراءات الوقائية، افيد عن جلسة عامة لمجلس النواب ستعقد قبل نهاية الشهر الجاري وان قانون العفو سيكون على جدول اعمالها المتضمن 35 بندا. وكان أهالي السجناء نظموا تحركا على مقربة من عين التينة للمطالبة باقرار العفو العام عن أبنائهم وخصوصا مع انتشار فيروس كورونا. ووضع الأهالي ملف العفو في عهدة رئيس المجلس نبيه بري.
كلمة عون: وسط هذه الاجواء، يلقي رئيس الجمهورية ، كلمة لبنان في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، قرابة الثامنة مساء اليوم بتوقيت بيروت عبر تقنية "الفيديو" نظراً للإجراءات التي اتخذتها الأمم المتحدة لتفادي وباء "كورونا".وقالت مصادر مطلعة انّ كلمة الرئيس عون "ستتعمّق في الشؤون الداخلية حول مجموعة من القضايا الاساسية اللبنانية، وسيتحدث فيها عن مختلف الملفات المحلية من الازمة الحكومية ونتائج انفجار المرفأ والنكبة التي حلّت ببيروت، والتي فاقمت من المخاطر التي يواجهها لبنان في ظل تنامي أزمة النازحين السوريين وتداعياتها على مختلف الصعد الإجتماعية والإقتصادية، فضلاً عن تداعياتها في ظل الازمة النقدية والمالية التي يعيشها لبنان".