اتصالات دولية تمتص وهـج التهديدات بضـرب سـوريا والعالم يترقب
بوتين حذر ماكرون من عمل متهور وخطير عشية جلسـة مجلس الامن
الكهرباء والـ"خمسون" في بكركي ...وسلامة: متعاونون لمتابعة "سادر"
المركزية-على مستوى الترقب الحذر المتحكم بمفاصل المشهد الدولي– الاقليمي والمدى الممكن ان تبلغه التهديدات الاميركية بضرب سوريا، لا زالت المعطيات المتوافرة غير ناضجة كفاية لتحديد الاتجاهات التي ستسلكها الرياح الاميركية- الاوروبية، بعدما تراجعت حدة التهديدات وفتحت قنوات الاتصال بين الدول الكبرى.
اما في الداخل، وفيما تنهمر اعتبارا من ساعات العصر المواقف الانتخابية مع بدء الرئيس سعد الحريري جولته الجنوبية من مرجعيون محطته الاولى التي اكد منها "ان الدولة هي المسؤولة عن مواطنيها والجيش مسؤول عن حماية كل المواطنين"، معتبرا "ان طريقتنا في الحفاظ على الدولة ان يكون لنا جيش قوي وقوى امنية قوية ومشروعنا الدولة لخدمة كل اللبنانيين والجنوب عزيز علينا"، يطل امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في الخامسة عصرا في مهرجان انتخابي في منطقة الجاموس.
الى القمة: اما يوم غد، فيشهد مغادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى المملكة العربية السعودية للمشاركة في القمة العربية التي تعقد في الظهران، على رأس وفد يضم كلا من رئيس الحكومة سعد الحريري ووزراء الخارجية والداخلية والاقتصاد جبران باسيل، نهاد المشنوق ورائد خوري اضافة الى مندوب لبنان في الجامعة العربية انطوان عزام. ويلقي الرئيس عون كلمة لبنان في القمة يتناول فيها المستجدات في المنطقة، الى قضية النازحين السوريين وما يتحمله لبنان من عبء اقتصادي ومالي واجتماعي. كما ستكون القضية الفلسطينية في شقيها العسكري والاجتماعي في اولوية كلمة الرئيس. وسيبلغ المؤتمرين بموافقة لبنان على عقد القمة المقبلة في بيروت وفي السياق علمت "المركزية" ان امين عام وزارة الخارجية هاني شميطلي يمثل لبنان في اجتماع وزراء الخارجية العرب.
الكهرباء في بكركي: وغداة الجلسة الوزارية التي "كهربها" ملف الكهرباء، حضرت القضية الملتهبة اليوم في بكركي في اجتماع وفد التيار الوطني الحر برئاسة وزير الخارجية جبران باسيل مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. وأشار وزير البيئة طارق الخطيب بعيد اللقاء الى ان "البطريرك طرح الموضوع، فأوضح وزير الطاقة سيزار ابي خليل لغبطته حيثيات هذا الملف"، مضيفا "هناك فريق في البلد مع الاسف لا يريد ان يؤمن الكهرباء للمواطنين. نحن في التيار الوطني الحر المشهود له بالشفافية والنزاهة ونظافة الكف لا يستطيع احد اطلاقا ان يزايد علينا او يشير لنا على ارتكابات او فساد او رشاوى او هدر. تاريخنا هو خلاف ذلك كليا، ويبدو انه في السياسة لا يريدون اتاحة اي فرصة لخدمة الشعب اللبناني قبل الانتخابات مع الاسف".
...والمادة 50 ايضا: قضية محلية ساخنة أخرى كانت مدار بحث في الصرح اليوم، هي المادة 49 او 50 من الموازنة. فغداة زيارة رئيس لجنة المال النائب ابراهيم كنعان الى بكركي، حط فيها اليوم رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل. وقال بعد اجتماعه بالراعي "شرحنا ملابسات هذا الموضوع واكدنا ان المشكلة في هذه المادة ليست بتملك الأجانب بشكل خاص انما هي مشكلة الإقامة الدائمة وهي المشكلة الاكبر، ذلك ان هذه الإقامة وبعد فترة عشر سنوات تمنح الحقوق ومنها حق المطالبة بالجنسية ومن الممكن ان يتعرض لبنان بعد فترة الى ضغط من اجل منح هذه الجنسية اذا كانت الإقامة على مدة طويلة". وأكد الجميل انه "ليس بتغيير العبارة من "اقامة دائمة" الى "اقامة موقتة" في البند 50 من الموازنة قد تغير المضمون، المضمون يبقى ذاته وهو ان الإقامة مرتبطة بالملكية، وبالتالي اذا كانت الملكية دائمة فهذا يعني ان الإقامة ستكون دائمة ونعطي تشريعا لوجود النازحين السوريين في لبنان الى أمد غير محدد، وبعد فترة معينة لن يعود بالامكان الطلب من اي نازح سوري العودة الى بلده كون وجوده في لبنان اصبح مشرعا ودائما، ولا يمكن لأحد ان يقول مستقبلا على النازحين العودة الى بلادهم، لأنهم اكتسبوا حقا شرعيا بالبقاء في لبنان".
سلامة في القصر: على صعيد آخر، عرض رئيس الجمهورية مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الأجواء التي رافقت انعقاد مؤتمر "سادر" وانعكاساته على الأسواق المالية اللبنانية، "لا سيما لجهة توفير تمويل خارجي للمشاريع، ما يخفّف الضغط على الموازنة، وتتعزّز في الوقت نفسه الثقة بلبنان". وقال سلامة بعد اللقاء، "أطلعت الرئيس عون على استقرار الأوضاع النقدية"، لافتاً الى أن "المصرف المركزي متعاون في ما يمكن أن يُطلب منه في سياق متابعة نتائج مؤتمر "سادر"، معتبراً أن "المشاريع التي تمت الموافقة عليها خلال المؤتمر، تساعد على تعزيز النمو الاقتصادي والحركة في المصارف اللبنانية".
جولة المشنوق: انتخابيا، يواصل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق جولاته على المناطق استعدادا للاستحقاق. ورأس اليوم اجتماعا لمجلس الأمن الفرعي في جبل لبنان في سراي بعبدا، حيث اكد "حياد الاجهزة الرسمية وبقائها على مسافة واحدة من الجميع". واذ اشار الى ان "هناك مراقبة دولية جدية ومراقبة محلية للاستحقاق"، قال "هناك سعي دولي جدي لاجراء الانتخابات فضلا عن اصرار عربي وبالتالي هذه الانتخابات تحت المجهر الدولي والعربي ونعمل على اجرائها من خلال مسار شفاف ومحايد". واكد المشنوق حفظ الامن والاستقرار وتنظيم عملية السير خلال الفترة الانتخابية، معتبرا "ان مسار الانتخابات شريك فعلي وأساسي وفاعل لتقدّم الدولة، ولن نقبل ان تضيع الجهود الدولية الداعمة للبنان". وأعلن ان "قمنا باجراء محاكاة عملية لطريقة احتساب النتائج الكترونيا وهذه هي التجربة الاولى التي تخاض في لبنان".
مجلس الامن: دوليا، وفي انتظار معرفة مصير الضربة الاميركية المفترضة لمواقع القوات السورية النظامية، يعقد مجلس الأمن الدولي بدعوة من روسيا جلسة طارئة، لبحث ما أسمته "تهديد السلام الدولي" على خلفية تصاعد الأزمة السورية، بعدما وافقت روسيا على تشكيل لجنة تحقيق دولية للتأكد من استخدام سوريا السلاح الكيميائي في قصف الغوطة في ما كانت تعارض ذلك سابقا.
لافروف: في الاثناء، قال زير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده لديها "وقائع دامغة تثبت أن هجوم دوما الكيميائي "مسرحية" شاركت أجهزة مخابرات أجنبية في إعدادها"، لافتا الى ان "فريق منظمة حظر الأسلحة الكيمائية لن يجد أي مؤشر على وقوع هجوم في دوما". وفيما أعاد التأكيد "أن قنوات الاتصال بشأن سوريا مفتوحة مع الولايات المتحدة"، وصف "الضربة العسكرية المحتملة في سوريا بـ"المغامرة" التي ستؤول نتائجها إلى "ما حدث في ليبيا"، معتبرا ان "الوضع السوري مثير للقلق بشكل كبير، والتهديدات لن تساعد المسار السياسي والحوار في سوريا". في الموازاة، بدا لافتا تحذير الدبلوماسي الروسي من أي "مقامرات" عسكرية بشأن سوريا، قائلا "الضربة العسكرية في سوريا ستفضي إلى مزيد من موجات اللجوء إلى أوروبا".
اتصالات دولية: في الموازاة، استمرت الاتصالات الدولية كثيفة بين عواصم القرار، ففيما اعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان انه بحث تحقيق السلام في سوريا خلال مكالمتين مع الرئيسين الروسي والاميركي، ناقش فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في اتصال هاتفي الملف السوري، حيث ابدى الاخير قلقه من تدهور الوضع في سوريا. واذ اسف لاستخدام روسيا حق الفيتو في مجلس الأمن، ابلغ بوتين انه يريد تكثيف الحوار مع روسيا لاعادة إحلال السلام في سوريا. اما الكرملين، فأفاد ان بوتين حذر ماكرون من اي عمل متهور وخطير. واشار الى ان بوتين وماكرون اوعزا لوزراء الخارجية والدفاع بالتواصل المكثف لتهدئة الوضع في سوريا.