Aug 27, 2020 3:52 PM
خاص

أين لبنان في صراعات البحر المتوسط الغازية والنفطية؟
بويز: لينجز رئيس الجمهورية تفاهما عميقا مع حزب الله

المركزية- شاء القدر أن يصيب بيروت بكبرى نكباتها في التاريخ الحديث فيما الصراع في الشرق الأوسط، وهو كباش ذو أبعاد اقليمية، دائر على أشده في توقيت لافت. فمن جهة، يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لخوض السباق الرئاسي الأميركي على أمل العودة إلى البيت الأبيض، فنراه يرفع سقف المواجهة مع ايران وأذرعها في المنطقة ويرسل إشارات ايجابية إلى اللوبي اليهودي وشريكه الوثيق بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الاسرائيلية. في المقابل، تسعى روسيا إلى تكريس نفوذها وحضورها في الشرق الأوسط، البركان السياسي الدائم التفجر، بعد خمسة أعوام من الانخراط الميداني في سوريا، وفي زمن كشف النقاب عن ثروات نفطية وغازية في دول شرق المتوسط، بينها لبنان وسوريا والأراضي المحتلة. كلها أمور قد لا تخفف وهج الحضور الروسي في المنطقة لمواجهة النفوذ الأميركي. وما بين المعسكرين، أطل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بطموحاته السياسية التوسعية، فدخل إلى ليبيا بعدما واجه الأكراد في سوريا والعراق، مفجرا بذلك حربا لا تزال كلامية مع المجموعة الأوروبية، لا سيما الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي باغته الانقلاب العسكري في مالي، بينما كان يصب جهودا كبيرة على انقاذ لبنان. تعددت الأسباب والصراع في المتوسط قد لا يشهد حلا قريبا فيما البوارج الحربية تحتشد في مياهه وقد تقوده إلى الانفجار، كما قال وزير الخارجية الألماني أمس.

وفي قراءة لهذا المشهد، اعتبر وزير الخارجية الاسبق فارس بويز في حديث لـ "المركزية" أن أول صراع في هذه البقعة من العالم هو الايراني من جهة، الأميركي- الاسرائيلي-الغربي من جهة أخرى وهو يمدد مفاعيله في اتجاه العراق واليمن وسوريا ولبنان، خصوصا أن الرئيس ترامب شاء وضع حد للاتفاق الذي كان ساري المفعول مع ايران من دون توفير البديل اللازم له، ما يجعل هذا الصراع مفتوحا على كل الاحتمالات"، مشيرا إلى أن "إضافة إلى هذا كله، تضاف الطموحات التوسعية والجديدة على الساحة المتوسطية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معطوفة على عقيدة قائمة على الاسلام، وقد وصل اليوم إلى ليبيا وهو يحتك بمصر ومصالحها، ويستهدف الثروات النفطية والغازية التي ظهرت في دول شرق المتوسط (قبرص، لبنان، سوريا، اليونان)، مع العلم أن تداخل الجزر بين اليونان وتركيا يجعل ترسيم الحدود بينهما صعبا جدا، واليونان عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، ما يعني أنها قد تنال دعما أوروبيا يهدد بتوسيع هذا الصراع".

وذكر بويز أن هناك صراعا أيضا بين تركيا والولايات المتحدة، بعدما أخلت الأخيرة بالتزامها تسليم أنقرة منظومة طائرات إس-35، ما دفعها إلى اللجوء إلى روسيا التي زودتها بنظام إس-إس -400، ما أثار غضب واشنطن التي لا ترى بعين الرضى التقارب بين الطرفين.

وشدد على أهمية عدم إغفال الصراع النفطي الدائر حول نقطتين أولاهما أن لدى الجميع، بمن فيهم الولايات المتحدة، طموحا للسيطرة على مصادر النفط والغاز في العالم. في المقابل دخلت روسيا على الخط، وكذلك تركيا التي تحاول التحرر من القيود التي تحول دون وضع يدها على النفط أيضا.

إنطلاقا من هذا المشهد، اشار بويز إلى أن هناك صراعا أيضا على وسائل نقل الطاقة من آسيا الوسطى إلى أوروبا، حيث أن هناك مشروعا أميركيا يقوم على ضخ الغاز عبر السعودية وقطر إلى الاردن واسرائيل. في المقابل، تحاول روسيا خلق مصدر آخر للغاز من خلال ايران. أي أن مشروعها يقضي بضخ الغاز الايراني عبر الدول الموالية لموسكو مرورا بتركيا وسوريا وصولا إلى أوروبا"، لافتا إلى أن القيود الأميركية العشوائية أصبحت مزعجة لروسيا ولكثير من دول العالم، وهي تحاول التخلص منها من أجل استبدال الدولار كعملة وحيدة لتجارة النفط، ليحل محله ما يشبه منطق المقايضة الذي تسعى إليه موسكو من خلال اتفاق أنجز مع ايران والصين، بحيث تستثمر الصين 300 مليار دولار في البنية النفطية الايرانية، مقابل بضائع معينة لا تمر عبر السلك المصرفي الأميركي الذي لا يمكن أن يحتجزها كلها، ما يعرض الدولار كعملة لتجارة النفط، للخطر.

أما عن موقع لبنان في هذه الصراعات، فذكر بويز أن لبنان جزء منها لأن حزب الله متهم بالتدخل في الحرب في سوريا واليمن والعراق، إضافة إلى أن التسوية الرئاسية وسواها من التفاهمات أعطته حجما ودورا سياسيين باتا يشكلان تحديا كبيرا لعدد من دول العالم"، داعيا رئيس الجمهورية إلى انجاز تفاهم عميق مع الحزب في هذا الشأن، وأن يعي كم أن لبنان ما عاد قادرا على تحمل تبعات هذه الصراعات لا سياسيا ولا اقتصاديا ولا ماليا. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o