Aug 26, 2020 4:30 PM
خاص

سيناريوهات ثلاثة تختصر ما حصل على الحدود

المركزية – منذ أكثر من شهر والجيش الإسرائيلي متأهب على الحدود اللبنانية وفي حالة ترقّب وجهوزية لمنع أي ردّ محتمل من "حزب الله" ثأراً لمصرع علي محسن، أحد مقاتليه في سوريا ومن أبرز قيادييه، في أعقاب الهجوم الإسرائيلي قرب مطار دمشق في سوريا. فبعد المناوشات التي حصلت منذ فترة عند الحدود، حيث ظنّ الجميع أنها الرد المنتظر، عاد وتكرر المشهد ليل أمس مع استهداف "مروحيّات تابعة للعدو الإسرائيلي مراكز تابعة لجمعية "أخضر بلا حدود" البيئية داخل الأراضي اللبنانية وذلك عبر إطلاق 3 صواريخ في خراج بلدة راميا، و8 صواريخ في خراج بلدة عيتا الشعب، إضافة إلى صاروخين أُطْلِقا من داخل موقع تل الراهب على خراج البلدة نفسها. كما استهدفت مركزاً للجمعية المذكورة في محمية عيترون ما أدى إلى اندلاع حريق داخلها. وسبق ذلك اعتداءات من قبل العدو في الليلة نفسها عبر إطلاق 117 قذيفة مضيئة، وحوالى 100 قذيفة قسم منها متفجّر والآخر فوسفوري في خراج بلدات: ميس الجبل وحولا ومارون الراس وعيترون داخل الأراضي اللبنانية"، وفق ما أكّدته قيادة الجيش اللبناني.  

وفي قراءة لهذه التطورات، رأى العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر عبر "المركزية" أن "الجميع بات يعرف أن الجانب الإسرائيلي مستنفر بسبب التخوّف من تنفيذ "حزب الله" عملية ثأر. هذا الاستنفار أدّى قبل فترة إلى إطلاق نار على جبهة مزارع شبعا والتي ربطها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتسلل 4 مقاتلين فجاء ردّ إسرائيل لمنع أي توغّل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلّة، إلا أن الحزب أنكر ذلك، مؤكداً أن الاشتباك من جهة واحدة. وأعتقد أن كانت هناك محاولة حينها من جانب الأخير إن لم يكن لتنفيذ عملية ما فللاستطلاع إلا أن المراقبة الإسرائيلية رصدت من يحاول جمع المعلومات فبدأت بإطلاق النار استباقياً ولحماية مواقعها ومنع التسلل". 

من هنا، اعتبر أن "من الممكن أن يكون تكرر السيناريو نفسه ليل أمس، أو يمكن أن تبرر هذه الحادثة عسكرياً، حيث قد تكون القيادة العسكرية في المنطقة الشمالية أو على مستوى القيادة العامة في تل أبيب أعطت توجيهات لاختبار مدى فعالية حالة الإنذار المعلنة على الحدود عبر افتعال حادث ومعرفة سرعة التدخل ومدى وعي الأجهزة العسكرية في الرد لمنع أي تسلل أو اقتراب من الخط الأزرق أو حدث مفاجئ وكي لا تقع في الروتين والتراخي. إلى ذلك يضاف احتمال ثان، يرتكز إلى فرضية اكتشاف الإسرائيليين كوة فتحت في الشريط المنصوب على طول الخط الأزرق، كما سبق ووجدوا ثلاث فتحات، ما دفعهم إلى الشك بعملية تسلل فقاموا بهذه العراضة النارية لإفشال أي عملية محتملة. 

ثالثاً، يمكن أن يكون هذا الحادث مفتعلاً ومن خلفه رسالة إسرائلية تحذيرية لـ "حزب الله" مفادها أن تل أبيب في المرصاد ولتنبيهه من عدم القيام بأي عملية لأنها جاهزة للرد وبفعالية". 

ولفت عبد القادر إلى أن " الحزب يدرك أن أي عملية عبر الخط الأزرق ستكون لها تداعيات تختلف كلّياً عن تلك التي يمكن أن تحدثها عملية في مزارع شبعا، حيث كانت العمليات العسكرية في هذه المساحة تجري بناءً على تفاهمات مسبقة بين الطرفين، فلا تؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح عبر قيام "حزب الله" بعملية رد ليأتي بعدها الرد الإسرائيلي بالقياس نفسه، من دون أن تنزلق الأمور نحو مواجهة واسعة. لكن، عندما يكون الاختراق الأمني عبر الخط الأزرق حيث توجد مستعمرات مأهولة تختلف قواعد الاشتباك تماماً، أي أن لا يمكن لإسرائيل التهاون مع أي اختراق باتجاه أي مستعمرة أو مع أي عمليات قصف تصيبها في الجليل الشمالي، عندها تُجبر على الرد وفقاً لما تعتبر أنه يحقق عامل الردع والطمأنة اللازمة لسكان الجليل. والحزب يدرك أن مثل هذه العملية مع الرد الإسرائيلي يمكن أن تؤدي إلى الإنزلاق بسهولة إلى اشتباك واسع قد يوصله إلى حرب مع كلّ ما تحمله من مخاطر وأثمان باهظة على البيئة الشيعية الجنوبية الحاضنة له". 

من هنا، أوضح عبد القادر أنه يميل إلى وضع ما حدث أمس في "نوع من الاستنفار لاختبار نظام الإنذار الإسرائيلي، وإذا صدقت وجهة النظر هذه يكون "حزب الله" على اطلاع بما ستقوم به أسرائيل". 

وعما إذا كان تأخر الحزب في الرد مقصوداً، أجاب "في الحالتين لم يقم بأي رد عسكري مشهود ولم يطلق أي رصاصة، هذا يؤشر إلى أن ما يجري يندرج ضمن سيناريوهات متفق عليها بين الجانبين لأن قنوات التواصل مفتوحة بينهما بواسطة أطراف أوروبية معروفة". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o