Aug 25, 2020 5:04 PM
تحليل سياسي

الحريري يرمي كرة النار في ملعب السلطة: لست مرشحا لرئاسة الحكومة
الاستشارات معلقة..ابراهيم يتوسط والاعلى للدفاع ينعقد غدا
لبنان للسفراء الخمس: لا لتعديل مهام اليونيفل...والسياحة تعلن العصيان

المركزية- قبل ان يوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الدعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة بعد سيل من الانتقادات السياسية جراء التأخير في ظرف مماثل، سارع الرئيس سعد الحريري الى حسم امره: لست مرشحا لرئاسة الحكومة ..اسحبوا اسمي من التداول. قطع الرئيس السني الاقوى في بيئته الطريق على المساومات واسقط التسويات وقرر رمي كرة النار في ملعب الآخرين ليتحملوا مسؤولية اقترافاتهم. فماذا بعد؟ اي حكومة سيكتب لها ان تبصر النور، رئاسة وشكلا ومضمونا؟ هل يسلم الثنائي الشيعي بمطلب حكومة الخبراء المستقلة عن حق القادرة على تنفيذ الاصلاحات، ام يعود الى نغمة حكومة الوحدة التي انقطعت امالها؟ هل يستعيد سيناريو حكومة الرئيس حسان دياب بعدما اثبت فشله فيُلدغ من الجحر مرتين؟

 الفرضيات كثيرة والخيارات قليلة. لكن الاكيد، بحسب ما تفيد اوساط سياسية مطلعة "المركزية" ان مسارا جديدا بدأ في اتجاه اعادة بناء الدولة التي باتت تحت مظلة الرعاية الدولية وعينها المفتوحة على لبنان واداء قيادته السياسية وتعاطيها مع الملف الحكومي. وتجزم ان زمن المحاصصات والتسويات ولّى ولبنان الجديد وشيك الولادة.

الحريري.. لست مرشحا: اعلن الرئيس الحريري "انه غير مرشح لرئاسة الحكومة الجديدة"، متمنياً من الجميع سحب اسمي من التداول في هذا الصدد".  وشدد على "ان  المدخل الوحيد احترام رئيس الجمهورية للدستور ودعوته فوراً لاستشارات نيابية ملزمة عملا بالمادة 53 والإقلاع نهائيا عن بدعة التأليف قبل التكليف." 

واوضح في بيان "مع شكري الجزيل لكل من طرح اسمي مرشحا لتشكيل حكومة تتولى هذه المهمة الوطنية النبيلة والصعبة في آن معا، إلا أنني لاحظت كما سائر اللبنانيين أن بعض القوى السياسية ما زال في حال من الإنكار الشديد لواقع لبنان واللبنانيين، ويرى في ذلك مجرد فرصة جديدة للابتزاز على قاعدة أن هدفه الوحيد التمسك بمكاسب سلطوية واهية أو حتى تحقيق أحلام شخصية مفترضة في سلطة لاحقة. وهو مع الأسف ابتزاز يتخطى شركاءه السياسيين، ليصبح ابتزازاً للبلد ولفرصة الاهتمام الدولي المتجدد ولمعيشة اللبنانيين وكراماتهم. وبناء عليه، وانطلاقا من قناعتي الراسخة أن الأهم في هذه المرحلة الحفاظ على فرصة لبنان واللبنانيين لإعادة بناء عاصمتهم وتحقيق الإصلاحات المعروفة والتي تأخرت كثيراً وفتح المجال أمام انخراط الأصدقاء في المجتمع الدولي في المساعدة على مواجهة الأزمة ثم الاستثمار في عودة النمو، فإني أعلن أنني غير مرشح لرئاسة الحكومة الجديدة وأتمنى من الجميع سحب اسمي من التداول في هذا الصدد". 

وشدد على "ان المدخل الوحيد هو احترام رئيس الجمهورية للدستور ودعوته فورا لاستشارات نيابية ملزمة عملا بالمادة 53 والإقلاع نهائيا عن بدعة التأليف قبل التكليف". وختم الحريري "بالطبع، فإنني مع كتلة المستقبل النيابية، وفي الاستشارات النيابية التي يفرضها الدستور دون إبطاء، وينتظرها اللبنانيون بفارغ الصبر، سنسمّي من نرى فيه الكفاءة والقدرة على تولّي تشكيل حكومة تضمن نجاح هذه الفرصة الوحيدة والأخيرة أمام بلدنا،

اتصالات ابراهيم: وفي المقلب الحكومي، نشط المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم كوسيط بين الجهات السياسية محاولا التقريب بين وجهات نظرها المتباعدة حيال التكليف والتأليف. وغداة زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، سجلت اليوم زيارة قام بها الى قصر بعبدا حيث استقبله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. ومن بعبدا، انتقل اللواء ابراهيم الى دار الفتوى  حيث التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، في ظل توجه للدار الى التحرك اعتراضا على ما يجري في الملف الحكومي، ثم زار الرئيس سعد الحريري.

لا استشارات: في الغضون، تضاربت المعلومات في شأن موعد الاستشارات بين من يشير الى توجيه الدعوة خلال ساعات ومن يعتقد انها لن تعقد هذا الاسبوع وقد ترجأ الى الاسبوع المقبل خصوصا بعد انسحاب الحريري. وفي هذا الاطار، أفادت المعلومات في بعبدا ان "موعد الاستشارات لم يحسم بعد وتحديده يتوقف على ما سيعلن هذا الاسبوع من مواقف بنتيجة المشاورات المستمرة". وسألت: "هل يجوز ان تنقسم الكتل وان يكلف رئيس حكومة بأصوات هزيلة؟" وأكدت معلومات ال بي سي آي ان "الحملة على رئيس الجمهورية على خلفية تأخير الاستشارات هي ضغط سياسي"، لافتة الى أن "الرئيس عون اعطى مهلة اسبوعين للمشاورات ولكنه لن يبقى الى ما لا نهاية من دون استشارات، وهو يسعى الى حد ادنى من التوافق وعلى الاقل ان تكون مواقف الكتل قد توضحت". وكشفت ان "الكلام يدور حول حكومة تكنوسياسية وان تكون حكومة اصلاحات ومكافحة الفساد". كما اكدت ان "لقاء النائب جبران باسيل والخليلين سينعقد واللواء ابراهيم يقوم بمسعى لتسهيل تشكيل الحكومة وتحركه مستمر بالتنسيق مع رئيس الجمهورية"، موضحة ان "ليس لرئيس الجمهورية مرشح ومن تسميه الاستشارات يكلفه لأنه يحترم الدستور وما ينص عليه". وأوضحت المعلومات أن "اذا جاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في اول ايلول فقد لا يجد حكومة الا انه قد يجد رئيساً مكلفاً"، مؤكدة أن زيارة ماكرون قائمة في اول ايلول وحتى الساعة الرئاسة اللبنانية لم تتبلغ خلاف ذلك، وغداً تصل مفرزة سباقة من الرئاسة الفرنسية لتحضير الزيارة". كما كشفت المعلومات أن "هناك ورقة سياسية لبنانية يتم تداولها بين الاطراف تتضمن برنامجاً بعناوين محددة من وحي الورقة الفرنسية التي عرضها ماكرون الا ان لا توافق حولها بعد نظراً لتشعب اراء الاطراف حولها".

الاعلى للدفاع: في الاثناء، ينعقد "المجلس الاعلى للدفاع في العاشرة والنصف قبل ظهر غد للبحث في الاوضاع الامنية وتطور مسار التعبئة العامة والتمديد لليونيفيل قبل نهاية هذا الاسبوع وقد يتطرق الى الانتخابات الفرعية التي اعد وزير الداخلية مرسوم الدعوة اليها".

التمديد لليونيفيل: وعشية بت مجلس الأمن الدولي في جلسة يعقدها الجمعة المقبل، في قرار التجديد للقوات الدولية العامة في جنوب لبنان "اليونيفل" سنة إضافية، سلّم وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة، خلال لقائه في قصر بسترس كلا من سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، روسيا الكسندر زاسبكين، فرنسا برونو فوشيه، الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا بريطانيا كريس رامبلنغ والصين وانغ كيجيان ، مذكرة بشأن موقف لبنان المتمسك بالتجديد لـ"اليونيفل" من دون تعديل في الولاية او في العديد. وفي هذا الإطار، يلتقي الوزير وهبة غدا قائد القوات الدولية ستيفانو ديل كول.

قطر في بيروت: في الغضون، وفي اول زيارة لمسؤول خليجي الى بيروت بعد تفجير المرفأ، وصل الى لبنان اليوم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على رأس وفد، لتنسيق عمليات الإغاثة بعد الانفجار في مرفأ بيروت.  وأكد عبد الرحمن من بعبدا تضامن دولة قطر حكومة وشعباً مع لبنان وموقف قطر ثابت تجاه الشعب اللبناني الشقيق. وقال بعد لقائه الرئيس عون في بعبدا: "لدينا تصوّر للإنقاذ الإقتصادي للبنان ولكن هناك حاجة للاستقرار وندعو الأطراف السياسية لوضع مصلحة الشعب اللبناني فوق كلّ الإعتبارات". وردا على سؤال حول الوديعة القطرية، اجاب: "كانت هناك مباحثات في كيفية دعم لبنان للخروج من ازمته الاقتصادية وما زلنا في هذه المباحثات الا ان الانفجار عطلها لكننا نتطلع أن تعود من جديد فور الاستقرار". من جهته، قال الرئيس عون لوزير الخارجية القطري: لبنان يرحب بأي مساعدة يمكن أن تقدمها قطر في مجال إعادة إعمار الأحياء المنكوبة. وزار الوفد ايضا عين التينة والسراي وقصر بسترس وبيت الوسط وكليمنصو.

العصيان السياحي: على صعيد آخر، لم يصمد طويلا قرار التعبئة العامة بفعل عدم تقيد المواطنين من جهة وصرخة القطاعات الاقتصادية من جهة ثانية. وفي هذا الاطار، اكد نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري طوني الرامي اننا "لن نقفل أبوابنا بعد اليوم ولن ندفع فلساً واحداً قبل وجود دولة جديدة تعرف كيف تستثمر أموالنا". وقال في مؤتمر تداعى اليه اركان القطاع السياحي إن "العصيان المدني السياحي أصبح حقًّا مكتسباً وشرعيًّا وخسائرنا تقدّر بمليار دولار ولن ينفع الا عقد مؤتمر دولي شبيه بسيدر متخصص لدعم قطاعنا واي تمويل على الصعيد المحلي لن يكفي لتغطية الاضرار".

سلامة: ماليا، أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تأييده التدقيق في حسابات مصرف لبنان من قِبَل خبراء بنك فرنسا من أجل دفع المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. وأكد سلامة رداً على سؤال لـ"اراب نيوز"، أن "البنك المركزي لم يأخذ أموالًا من المودِعين، بل قدّم قروضاً بالليرة اللبنانية وهي العملة التي يصدرها بنفسه"، وأوضح أن "جعل البنك المركزي مسؤولاً كقناة بين المودِعين والمصارف والدولة، ليس كلاماً واقعياً. نحن قادرون على طباعة الأوراق النقدية بالليرة اللبنانية، فلا داعي لاستخدام أموال المصارف". وأضاف: للتذكير، فإن معظم الديون التي ندين بها للدولة هي بالليرة اللبنانية. قد تسألني أين ذهبت احتياطات البلاد من العملات الأجنبية على مدى السنوات الخمس الماضية، فقد أظهر الحساب الجاري عجزًا تراكميًا قدره 56 مليار دولار وكان عجز الميزانية 25 مليار دولار. هذا المبلغ الإجمالي البالغ 81 مليار دولار هو ثقب مالي في لبنان، لا يرتبط بالبنك المركزي إطلاقاً، لكنه يأتي من الواردات وأرقام العجز الحكومي.

2 مليون دولار كلفة التدقيق: وليس بعيدا، علمت "المركزية" ان كلفة التعاقد مع شركة Alvarez & Marsal للتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان التي كلفها المهمة مجلس الوزراء هي 2 مليون دولار للاسابيع العشرة الاولى المتوقع ان تصدر في نهايتها تقريرها الاولي.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o