حكم قانوني بحت للمحكمة الدولية: ادانة عياش وتبرئة عنيسي وصبرا ومرعي
مصلحة لحزب الله وسوريا في الاغتيال وبدر الدين خطط للعملية..العقوبة في 21 ايلول
الحريري: التضحية مطلوبة من حزب الله...عون: مناسبة لاستذكار دعواته لحماية البلاد
المركزية- ابعد من حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الذي جاء مخالفا لتوقعات الكثير من اللبنانيين، ليس فقط لعدم ادانته قيادة حزب الله والنظام السوري اللذين اتهمهما الشارع اللبناني بعيد الجريمة بتصفية الرئيس رفيق الحريري بل لعدم ادانة ثلاثة من المتهمين واقتصار الحكم على سليم عياش، انه اثبت استقلالية المحكمة ودحض كل الاتهامات التي كانت تكيلها الجهات المناهضة لها منذ ما قبل انشائها، بانها مُسيسة وصهيونية وامبريالية وكل ما يتوافر من صفات "العمالة" وان اتهاماتها محض سياسية. وأبعد من الحكم الذي لم تستوعبه شريحة واسعة من اللبنانيين انه اظهر بما لا يرقى اليه شك ان لا اتهامات الا بتوافر الادلة الدامغة والاثباتات والوقائع التي استندت اليها وحدها في الفقرة الحكمية.
وابعد من الحكم ايضا وايضا، انه لم ينف ارتباط المتهم بحزب الله ولا بسوريا، لا بل اشار الى مصلحة لديهما، حتى انه اصر على ايراد كل الحيثيات المتعلقة بالقائد العسكري في الحزب مصطفى بدر الدين على رغم وفاته وعدم جواز محاكمته قانونا، غير ان التحقيق لم يتمكن من الوصول الى ابعد مما وصل اليه وما دامت الادلة منتفية فلا ادانات سياسية.
الحكم الاول من نوعه في تاريخ الاغتيالات السياسية في لبنان اثبت الثقة بالمحكمة الدولية بأعلى معايير العدالة وبانها بحق السبيل لتحقيقها. الحكم صدر، اما الاستنتاجات السياسية فمتروكة خارج جدران مقر المحكمة في ليشندام.
الحكم:بعد خمسة عشر عاماً على إغتيال الرئيس الشهيد رفق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط 2005، رفعت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الستار عن الحكم النهائي لـ"جريمة العصر" والذي لم يُضف جديداً الى الاتهامات التي وجهتها في وقت سابق لأربعة عناصر من حزب الله، لا بل ادانت واحدا من بينهم هو سليم عياش كمذنب بارتكاب عمل ارهابي عبر أداة متفجرة وقتل الحريري عمداً أما حسين عنيسي وأسد صبرا وحسن مرعي فوجدت انهم غير مذنبين في ما يتعلق بجميع التهم المسندة اليهم، في حين اعتبرت ان مصطفى بدر الدين هو من خطّط لعملية الاغتيال، إلا أنّه قُتل لاحقاً في سوريا.
ومع ان القانون الخاص لتشكيل المحكمة يتضمّن عدم صلاحيتها في توجيه الاتّهام الى حزب او دولة، غير أن اللافت في الحكم هو تأكيد المحكمة أن "لحزب الله وسوريا استفادة من اغتيال الحريري لكن لا يوجد دليل الى مسؤولية قيادتي الحزب وسوريا في الاغتيال، "فالسيد حسن نصرالله ورفيق الحريري كانا على علاقة طيّبة في الاشهر التي سبقت الاعتداء".
وفي تأكيد على الابعاد السياسية للإغتيال، اشارت المحكمة الدولية الى "ان قرار الاغتيال جاء بعد اجتماع البريستول الثالث الذي دعا الى انسحاب سوريا من لبنان". وحددت المحكمة موعد الحادي والعشرين من ايلول لاصدار العقوبة بعد صدور الحكم اليوم، ولفتت الى ان أمام الدفاع مدة شهر للرد على منطوق الحكم أو طلب الاستئناف عليه.
رسالة لحزب الله:وفيما كان وفد موسع من كتلة "المستقبل" والمكتبين السياسي والتنفيذي والأمانة العامة تتقدمه النائب بهية الحريري يزور ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وسط بيروت، كان الرئيس سعد الحريري يعلن من امام مقر المحكمة قبول الحكم ويعاهدوالده الشهيد ان لا احد اكبر من بلده وقرار اللبنانيين ولا احد اكبر من العدالة، موجها رسائل الى حزب الله قائلا: لا احد يتوقع منا تضحية لاننا ضحينا بأغلى ما لدينا واليوم مطلوب التضحية من حزب الله لان المعتدين من صفوفه ولن نستكين حتى تنفيذ القصاص.بات واضحاً للجميع أنّ هدف الجريمة الإرهابية هو تغيير وجه لبنان ونظامه وهويته الحضارية وعلى وجه لبنان ونظامه وهويته أيضاً لا مجال للمساومة. واضاف: احمل اليوم طلبا جديدا، مطلبي ان الحقيقة والعدالة لرفيق الحريري تؤسس لمعرفة الحقيقة وتحقيق العدالة للأبرياء الذي سقطوا في مرفأ بيروت وكل من تدمرت بيوتهم ومصالحهم من دون اي سبب ومبرر، وهنا أقول لا تنازل عن حق بيروت".
دعوة للوحدة والتضامن: وفور صدور حكم المحكمة، اعتبر رئيس الجمهورية ميشال عون، ان تحقيق العدالة في جريمة اغتيال الحريري ورفاقه، يتجاوب مع رغبة الجميع في كشف ملابسات هذه الجريمة البشعة التي هددت الاستقرار والسلم الأهلي في لبنان وطاولت شخصية وطنية لها جمهورها ومشروعها الوطني. ودعا اللبنانيين، الى "ان يكون الحكم الذي صدر اليوم عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، مناسبة لاستذكار مواقف الرئيس الشهيد ودعواته الدائمة الى الوحدة والتضامن وتضافر الجهود من اجل حماية البلاد من أي محاولة تهدف الى اثارة الفتنة، لا سيما وان من ابرز اقوال الشهيد ان ما من احد اكبر من بلده." واعرب عن امله في ان تتحقق العدالة في كثير من الجرائم المماثلة التي استهدفت قيادات لها في قلوب اللبنانيين مكانة كبيرة وترك غيابها عن الساحة السياسية اللبنانية فراغا كبيراً".
...ودياب: من جهته امل رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب ان يشكل حكم المحكمة الدولية معبرا لاحقاق العدالة وارساء الاستقرار كما كان يحلم الرئيس الشهيد ليخرج الوطن من هذه المحنة قويا متماسكابوحدته الوطنية وسلمه الاهلي وعيشه الواحد.
زيارة ماكرون: وبعيدا من الحكم الدولي وارتدادات الشارع الذي انقسم بين مؤيد ومتحفظ ومحبط ومحتفل بالحكم لا سيما في ضاحية بيروت الجنوبية التي اطلق فيها رصاص الابتهاج، بقي لبنان منشغلا بهمومه المستجدة بعد انفجار المرفأ الكارثي . وفي السياق عرض رئيس الجمهوريةالترتيبات المتعلقة بزيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الشهر المقبل لبيروت مع السفير الفرنسي برونو فوشيه الذي زار مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وكان بحث في الزيارة والمستجدات السياسية.
توقيف قريطم: امنياً، تابع المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان، تحقيقاته في القضية، فاستجوب مدير استثمار المرفأ حسن قريطم على مدى أربع ساعات في حضور وكيله القانوني المحامي صخر الهاشم وأصدر مذكرة توقيف وجاهية في حقه، سندا الى مواد الإدعاء. وأرجأ القاضي صوان استجواب المدير العام للجمارك السابق شفيق مرعي بعدما تقدم وكيله القانوني بدفوع شكلية، على أن يستأنف تحقيقاته الإستنطاقية غدا الأربعاء مع بقية الموقوفين وعددهم 21 .
فرضية مستحيلة: وليس بعيدا، أكّد رئيس الجمهورية أنفرضية أن يكون انفجار مرفأ بيروت نجم عن انفجار مستودع لأسلحة لحزب الله مستحيلة، لكن التحقيق سيشمل كل الاحتمالات.وشدّد في مقابلة مع صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية على أنّ حزب الله لم يكن يخزن أسلحة في المرفأ.وردًا على سؤال عن تلك الفرضية التي يروج لها البعض، قال الرئيس عون: "مستحيل، لكن الأحداث الجسام كتلك الحادثة تشحذ الروح والخيال".وأشار إلى أن التحقيق يتحرى ما إذا كان الانفجار نجم عن إهمال أم حادث أم "تدخل خارجي"، مضيفًا: "على الرغم من أنه يبدو كحادث لكنني أريد أن أتحاشى اتهامي بعدم الاستماع إلى جميع الأصوات".وقال: "كُثر تحدثوا عن رؤية طائرات تمر في السماء فوق المرفأ قبل الانفجار مباشرة، وعلى الرغم من أن هذا الحديث "لا يعول عليه كثيرا" فإنه يجب الاستماع له.
ظريف: وفي سياق غير بعيد، اشار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريفإلى ان السياسات الأميركية والسعودية الخاطئة هي التي أوصلت لبنان إلى ما هو عليه اليوم.وشدد على أن واجب السعودية وأميركا التعويض عن الدمار الذي لحق بلبنان من دون فرض شروط مسبقة، مضيفاً أنه بعد لقائه بعدد من المسؤولين في لبنان فإن غالب الظن أن “انفجار مرفأ بيروت ناجم عن حادث غير متعمد”. ودعا لبنان إلى إجراء التحقيق حول انفجار المرفأ بشكل مستقل ويمكن للدول الأخرى تقديم المساعدة له في التحقيق.
كورونا تحتم الاقفال: صحياً، بقيت أرقام الاصابات بفيروس كورونا في تصاعد مخيف تكشفه المحصّلة اليومية للإصابات ، في حين أكّد وزير الصحة حمد حسن أن لبنان على شفير الهاوية موصياً بإقفال البلاد أسبوعين. في المقابل استنفرت البلديات وأصدرت القرارات المولجة اتخاذها ضمن صلاحياتها. وفي الاطار، اصدرت لجنة متابعة التدابير والاجراءات الوقائية لفيروس كورونا توصيات عدة خلال اجتماعها في السراي، بشأن العام الدراسي المقبل والاغلاق الجزئي للقطاعات الاقتصادية لمدة اسبوعين وغيرها. واُفيد ان الإغلاق التام سيستثني المصانع والمعامل والمصالح المعنية بإعادة الإعمار وكذلك السماح للمصارف بفتح عدد من فروعها لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع لتسهيل عمليات التحويل الأساسية وتحويلات الأموال للمواطنين.