التصعيد السياسي في أوجه...ملامح تغيير حكومي في الافق!
باسيل عند بري والفرزلي عند الحريري مناشدا الحكومة فتح المجال لبديلة
دياب: مستمرون بالمواجهة ولعبة الدولار مفضوحة وممارسات دبلوماسية فاقعة
المركزية- قالها نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي بمن يمثل وما يعني "الحريري هو مدخل رئيس في صناعة لمّ الشمل اللبناني من أجل إنقاذ البلد ووضع حدّ للتدهور والإنقسامات... وأناشد دياب أن يذهب في اتجاه تسهيل الأمر لإيجاد حكومة بديلة". ما قاله الفرزلي يعني بوضوح رفع الغطاء عن حكومة اخفقت في "مواجهة التحديات" تنتظر اصدار مراسيم وفاتها. لكن من يتحمل مسؤولية اصدارها وما البديل؟ هل ان القوى السياسية المعاندة المكابرة التي رفضت في تشرين شروط الحريري للعودة الى رئاسة الحكومة ستضطر مرغمة، بعدما اقفل المجتمع الدولي الابواب في وجهها، الى القبول اليوم بما رُفض بالامس؟ وماذا عن تصعيد الرئيس حسّان دياب في مجلس الوزراء اليوم مؤكدا الاستمرار في المواجهة ومصوبا سهامه نحو من يدعون الى الاصلاح في وقت يدعمون الفاسدين، ومنتقدا في شكل خاص الديبلوماسيتين الاميركية والسعودية ولو لم يسمهما بالاسم، فهو قال ""سكتنا كثيرا عن ممارسات ديبلوماسية فيها خروق كبيرة للأعراف الدولية، والديبلوماسية، حرصا على علاقات الأخوة والانتماء والهوية والصداقات، لكن هذا السلوك تجاوز كل مألوف بالعلاقات الأخوية أو الديبلوماسية. والأخطر من ذلك، بعض الممارسات أصبحت فاقعة في التدخل بشؤون لبنان، وحصلت اجتماعات سرية وعلنية، ورسائل بالحبر السري ورسائل بالشيفرة ورسائل بالـ"واتس آب"، ومخططات، وأمر عمليات بقطع الطرقات وافتعال المشاكل".
اتهامات لا بد انها ستلقى اصداء وردات فاعل من اكثر من جهة، فهل ان كشف اوراق دياب هو نهاية المطاف الحكومي ام مزيد من التصلب واستمرار النزف على حاله؟
حكومة جديدة؟: على وقع تزايد وطأة الازمة المعيشية المالية في البلاد، شهدت الساحة السياسية اليوم سلسلة اتصالات لافتة بدت وكأنها تحاول الاعداد لحكومة جديدة. فقد استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل الذي غادر من دون تصريح. وكشفت مصادر المجتمعين "ان اللقاء كان جيّداً تم في خلاله الاتفاق على مجموعة من الخطوات أبرزها قيام مصرف لبنان بما عليه لضبط تفلّت سعر صرف الدولار باعتباره شرطا أساسيا لمنع حصول أي اضطراب اجتماعي".اما على صعيد الحكومة، فأجمع الرئيس بري وباسيل على حضّ الحكومة على القيام بالإصلاحات المطلوبة والتعاون بينها وبين مجلس النواب، كما تم التفاهم على عدد من الإجراءات المطلوبة في هذا المجال". اما المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، شدد الرئيس بري وباسيل على "اعتبار المفاوضات مع الصندوق خياراً اساسياً، وضرورة قيام الحكومة ومجلس النواب كل ضمن نطاق عمله بما يستطيعان لتأمين الحصول على برنامج إصلاحي من صندوق النقد لا يتعارض بأي من شروطه مع سيادة لبنان ومصلحته".
الفرزلي: وفي الوقت عينه، كان الرئيس سعد الحريري يستقبل في بيت الوسط نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي، حيث تناول البحث مجمل الاوضاع العامة في البلاد. وفي مواقف لافتة، اعتبر الفرزلي أن "لا يوجد أي مؤشرات للطمأنينة ولا بد من القيام بالنشاط المطلوب من أجل التفكير في وسائل الخلاص أو وضع البلد على طريق الخلاص". وأضاف بعد لقائه الحريري "كلنا متفقون على أن الحريري هو مدخل رئيسي في صناعة لمّ الشمل اللبناني من أجل إنقاذ البلد ووضع حدّ للتدهور والانقسامات". وتابع "لن أتوانى عن دفع الأمور في هذا الاتجاه وأعتقد أنّ مسألة إعادة النظر في التركيبة الحكومية أمر أصبح من اللزوم وأناشد رئيس الحكومة حسان دياب أن يذهب في اتجاه تسهيل الأمر لإيجاد حكومة بديلة".
جنبلاط: من جهته، غرّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر "تويتر": "يبدو انّ هذه الحكومة والملائكة التي تحرسها فقدت كل اتصال بالواقع المأساوي والانهيار الحاصل وتعيش في غير عالم وتتخيل مؤامرات وهمية وحاصرت نفسها بنفسها. انها حكومة اللاشيء والعدم والافلاس والجوع".
الدولار في السراي: في المقابل، رأس رئيس الحكومة حسان دياب جلسة لمجلس الوزراء في السراي شارك في جانب منها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيس جمعية المصارف سليم صفير. وافيد ان دياب طلب من سلامة اطلاع مجلس الوزراء على خلفيات وحيثيات ما يحصل بتسعيرة الدولار ولماذا اجراءات المركزي لا تقدم نتائج ايجابية. وعلم من مصادر ان سلامة عرض لحجم السوق السوداء ووعد بتقديم تصوّر يوم غد الجمعة في الإجتماع المالي الأسبوعي مع رئيس الحكومة".
دياب: وفي مستهل الجلسة، كانت كلمة عالية السقف لدياب، اعلن فيها أن "اليوم، نحن في لحظة الاصطدام. لكن، وبكل أسف، خلال الأسابيع الماضية، وحتى اليوم، هناك جهات محلية وخارجية، عملت وتعمل حتى يكون الاصطدام مدويا، وتكون النتيجة حصول تحطم كبير، وخسائر ضخمة". وقال: "بكل أسف، هناك جهات في الداخل لا تهتم لمستقبل البلد، ولا يهمها إلا دفتر حسابات المصالح الشخصية المغلفة بحسابات سياسية وطائفية. هذه الجهات إما هي أدوات خارجية لإدخال لبنان في صراعات المنطقة وتحويله إلى ورقة تفاوض، أو هي تستدرج الخارج وتشجعه على الإمساك بالبلد للتفاوض عليه على طاولة المصالح الدولية والإقليمية".وأردف: ان "كل ذلك يطرح علينا مجموعة من الأسئلة: هل أصبحنا عاجزين عن التعامل مع التحديات؟ هل خسرنا المواجهة؟ هل انتهى دور الحكومة؟ بالنسبة لي، الصورة واضحة، والأجوبة واضحة". وقال: "هناك سؤال أساسي مطروح على كل واحد منكم: هل كان أحد يعتقد أن دخوله إلى الحكومة هو "بريستيج"، وأنه لم يتوقع مواجهة تحديات صعبة؟ طبعا، أنا على يقين أن كل واحد منكم كان يدرك إلى أين أتى، ويعلم ما ينتظرنا".اضاف: "اخترنا مواجهة التحديات. وسنكمل بمواجهتها. نعلم جيدا أن هناك قرارا كبيرا بحصار البلد. هم يمنعون أي مساعدة عن لبنان. حصار سياسي ـ مالي لتجويع اللبنانيين، وفي الوقت نفسه، يدعون أنهم يريدون مساعدة الشعب اللبناني. يطالبوننا بالإصلاح، وفي المقابل يمنحون حماية للفساد ويقدمون حصانة للفاسدين ويمنعون حصولنا على ملفات مالية لاستعادة الأموال المنهوبة. يلعبون لعبة رفع سعر الدولار الأميركي، والمضاربة على الليرة اللبنانية، ويحاولون تعطيل إجراءات الحكومة لمعالجة ارتفاع سعر الدولار. لعبة الدولار أصبحت مكشوفة ومفضوحة. يطالبوننا بإجراءات مالية، ويهربون الأموال إلى الخارج ويمنعون التحويلات إلى البلد، ويعطلون فتح الاعتمادات للفيول والمازوت والدواء والطحين، ليقطعوا الكهرباء عن اللبنانيين ويجوعونهم ويتركونهم يموتون من دون أدوية. وفوق ذلك، يتحدثون عن حرصهم على لبنان ومساعدة الشعب اللبناني". وتابع: "سكتنا كثيرا عن ممارسات ديبلوماسية فيها خروق كبيرة للأعراف الدولية، والديبلوماسية، حرصا على علاقات الأخوة والانتماء والهوية والصداقات، لكن هذا السلوك تجاوز كل مألوف بالعلاقات الأخوية أو الديبلوماسية. والأخطر من ذلك، بعض الممارسات أصبحت فاقعة في التدخل بشؤون لبنان، وحصلت اجتماعات سرية وعلنية، ورسائل بالحبر السري ورسائل بالشيفرة ورسائل بالـ"واتس آب"، ومخططات، وأمر عمليات بقطع الطرقات وافتعال المشاكل".
وزني: من جانبه، اجتمع وزير المال غازي وزني مع وفد من مصرف لبنان برئاسة يوسف الخليل، ووفد من جمعية المصارف برئاسة سليم صفير للبحث في صيغة توحيد أرقام خطة الحكومة وأرقام مصرف لبنان. وبحث الوزير وزني في مشاكل ومطالب العمال مع رئيس الاتحاد العمالي العام بالإنابة حسن فقيه ووفد مرافق، وشدّد على انه سيقوم بالمتابعة اللازمة. وخلال الاجتماع تم عرض هواجس الناس التي تأثرت كثيراً برفع تسعيرة ربطة الخبز، والمودِعين الذين فقدوا آلية التصرف بأموالهم، والعمال الذين من المتوقع أن يتم صرفهم نظراً إلى الوضع الاقتصادي المتردي وإقفال المؤسسات وتبخّر الأجور التي خسرت قيمتها الشرائية. ونقل فقيه مطالب المزارعين، لا سيما مزارعي التبغ والبطاطا الذين يعانون من عدم تصريف منتوجاتهم.
الحركة السعودية: وسط هذه الاجواء، وفي اطار حركة الاتصالات السعودية اللافتة على المسرح اللبناني، استقبل السفير السعودي في مقر اقامته في اليرزة وفدا من جمعية المصارف برئاسة صفير.
مع الصين: الى ذلك، يرأس دياب اجتماعا وزاريا في الخامسة عصرا بمشاركة السفير الصيني في لبنان.
ترقية ضباط: من جهة ثانية، وقع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مراسيم ترقية ضباط في الاسلاك العسكرية كافة، وتحمل هذه المراسيم الأرقام الاتية: 6535 و6536 و6537 (ترقية ضباط في الجيش)، و6538 و6539 (ترقية ضباط في قوى الامن الداخلي)، و6540 (ترقية ضباط في الامن العام)، و6541 (ترقية ضباط في امن الدولة) و6543 (ترفيع ملازمين الى رتبة ملازم اول في الضابطة الجمركية بعد صدور المرسوم 6542 بوضعهم على جدول الترقية).وشملت الترقيات ضباطا من رتب مختلفة، بدءا بضباط من رتبة عقيد وما دون في مختلف الاسلاك العسكرية.
طلالة لنصرالله !: في الاثناء، ترددت معلومات عن ان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله سيطل الاسبوع المقبل لتناول التطورات المحلية والاقليمية.
كورونا: صحيا، أعلنت وزارة الصحة العامة، تسجيل 8 إصابات جديدة بفيروس كورونا في لبنان، ممّا يرفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 1796.