Jun 25, 2020 2:28 PM
خاص

ماذا دار بين فرنجية وشيا في بنشعي؟

المركزية- لافتة في معانيها ومضامينها ورسائلها، جاءت الزيارة المفاجئة لسفيرة الولايات المتحدة في بيروت دوروثي شيا إلى بنشعي أمس، حيث التقت رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. ذلك أن اجتماعا "ايجابيا" كهذا في توقيت مماثل قد يحمل كثيرين من أصحاب الطموح الرئاسي البعيد المدى على مراجعة حساباتهم وتموضعاتهم في المرحلة المقبلة. فالوزير السابق سليمان فرنجية ليس مجرد زعيم ماروني شمالي يعد منافسا دائما على موقع رئاسة الجمهورية. إنه الحليف الأوفى لـ"حزب الله" والوحيد تقريبا القادر على نسج علاقة خاصة مع الضاحية، الخصم الأول في لبنان لواشنطن. وهو أيضا صاحب العلاقة المقطوعة والكيمياء المعدومة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والصراع القوي مع زعيم التيار الوطني الحر جبران باسيل. حتى أن فرنجية ذهب صراحة إلى حد إعلان الحرب المفتوحة على العهد والتيار، متهما باسيل بأنه أطلق شرارة المنافسة الرئاسية.

غير أن هذا السهم الموجه من بنشعي إلى ميرنا الشالوحي، لا يحجب الضوء عن حقيقة حفظها اللبنانيون عن ظهر قلب: الحسابات الرئاسية حاضرة عند جميع الزعماء الموارنة في كل زمان ومكان. بدليل أن مصادر مطلعة على أجواء لقاء بنشعي اعترفت عبر "المركزية " بأن ربط اجتماع الأمس بالحسابات الرئاسية ممكن، لأن هذا طموح كل ماروني في لبنان، مشددة على أن "ليس من المبكر الحديث عن الانتخابات الرئاسية المقبلة".

وفي تحليل لأهداف الزيارة، اكتفت المصادر بتأكيد أنها تحمل إشارات معينة تفيد بنوع من التأييد الأميركي لفرنجية، على رغم أنهم على دراية بمتانة العلاقة على خط الضاحية- بنشعي.

إلا أن المصادر لفتت إلى أن "الأولوية تبقى البلاد ومصلحتها العليا، وهو ما يراعيه فرنجية في كل تحالفاته وعلاقاته السياسية"، مؤكدة أن رئيس المردة "حليف لحزب الله، لكن له رأيه الحر، بدليل أن الحزب كان على علم بقرار فرنجية مقاطعة اللقاء الوطني في بعبدا، وإن كان يتمنى منه المشاركة". وفي ذلك إشارة مبطنة إلى أن الحزب لم يمارس ضغطا على فرنجية للعدول عن قراره. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o