Jun 23, 2020 3:10 PM
خاص

"البلد فالت والحكومة غير موجودة والخطوة الأولى استعـــادة الثقة"
الرئيس الجميل لـ "المركزية": كيف نعالج التفاصيل إن لم نقارب الملفات السيادية؟

المركزية- بتأن تفرضه الحسابات السياسية والشعبية الدقيقة، بدأت خريطة المشاركين في لقاء بعبدا الحواري المرتقب يوم الخميس المقبل في القصر الجمهوري تكتمل، مع ترجيح كفة المقاطعين على حساب الحاضرين، وذلك من منطلقات سياسية يعرفها القاصي والداني، أولها غياب جدول أعمال واضح للطاولة الحوارية، حيث أن نص الدعوة الرسمية يكتفي بالاشارة إلى أن اللقاء يعقد "بغية حماية الاستقرار والسلم الأهلي، خصوصا في ظل التطورات الاقتصادية والاجتماعية الأخيرة (...)". وفي وقت لا تزال رئاسة الجمهورية مصرة على عقد اللقاء في موعده، محملة المقاطعين مسؤولية قرارهم هذا، وغداة سحب رؤساء الحكومات السابقين الغطاء الميثاقي السني عن الحوار، خرج الرئيس أمين الجميل عن صمته، داعيا، في بيان، الرئيس عون إلى تأجيل انعقاد الحوار وتحضير الأرضية المناسبة له، عبر لقاءات ثنائية وثلاثية مع الأطراف المعنيين. غير أن كل هذا لا ينفي أن المشكلة لا تقتصر على الشكل، بل تطاول المضمون من حيث التلهي بأمور ليست أولوية  في الوقت الراهن، بدلا من التركيز على لب المشكلة الكامن في القضايا ذات الطابع السيادي.

إذا، انضم الرئيس الجميل إلى لائحة الغائبين عن لقاء بعبدا، على رأسهم رؤساء الحكومات السابقون وتيار المستقبل وتيار المردة. وفي معرض شرح أسباب هذا الخيار، أكد الجميل لـ "المركزية" أن "أساس المشكلة التي يعانيها لبنان يكمن في القضايا السيادية، فكيف نعالج التفاصيل إذا ابتعدنا عن لب المشكلة"؟

وشدد الجميل على أن "يهمني أن ينجح اجتماع كهذا يعقد في هذا التوقيت وفي هذا الوضع الخطر الذي نمر به، ويهمني أيضا أن أرى رئاسة الجمهورية تلعب دورها. لكنني أعتبر أن كان من الأفضل عقد اجتماعات ثنائية وثلاثية لاستخلاص القضايا التي تهم الناس"، مشيرا إلى "ضرورة إشراك المجتمع المدني في هذا النوع من النقاشات لاستخلاص أهم الهواجس لدى الناس، على أن يوضع في ضوئها جدول أعمال واضح للطاولة الحوارية".

وفي وقت تطفو على السطح المحلي الأزمات ذات الطابع الحياتي والاجتماعي، علت بعض الأصوات المطالبة بوضع استراتيجية دفاعية تنهي ملف سلاح حزب الله. غير أن الرئيس الجميل، الذي كان أعلن مرارا أن من المهم وضع الملفات السيادية على مشرحة البحث، أكد أن "لا يجوز أن نكبر الكلمات. فالحل لا يمكن أن يأتي بكبسة زر، ولا أن يكون دفعة واحدة"، لافتا إلى أن هذا الأمر يحتاج كثيرا من الجهد والعمل الدؤوب والمثابرة، ومعتبرا أن "من الممكن أن تكون الحلول والخطوات متدرجة أكثر لنصل إلى قواسم مشتركة ونلج مسار الحلول".

وفي ما يتعلق بالدعوات إلى استقالة الحكومة على وقع عودة الثوار إلى الشارع وأعمال الشغب والعنف التي سجلت في الأسبوعين الأخيرين في بيروت وطرابلس، اعتبر أن "الحكومة غير موجودة أصلا. بدليل أن كثيرا من الاجتماعات خصصت لمناقشة وضع الدولار وسعر صرف الليرة، ولم نر نتائج ملموسة. والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي ليست على ما يرام لأننا غير قادرين على الاتفاق على الأرقام ولا على خطة موحدة"، منبها إلى أن "البلد فالت أمنيا واقتصاديا واجتماعيا، بدليل الوضع الأمني، والاقفالات التي تطاول المدارس والمستشفيات".

وختم مشددا على "أهمية وجود نية لوضع البلد على سكة الانقاذ، مع العلم أن الخطوة الأولى الأساسية هي استعادة  الثقة بلبنان".    

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o