Jun 19, 2020 3:50 PM
خاص

ماذا تريد تركيا من العرب وهل يعود زمن العثمانية ؟
عبد القادر: تثبت وجودها سياسيا لتحقيق مصالح اقتصادية كبرى

المركزية – منذ فشل تركيا الانضمام الى الاتحاد الاوروبي، بدأت أنظار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تتجه نحو العالم العربي، وتحديداً منذ العام 2002، مع تطلعات حزب "العدالة والتنمية" الجديدة نحو العالم العربي، والتي عبّرت عنها الأجندة الخارجية للرئيس التركي، من خلال عقد تحالفاتٍ مع الإسلام السياسي، وترتيباتٍ مع إيران وقطر وجماعة الإخوان. ويوماً بعد يوم يتنامى التدخل التركي ويزداد قوة وتوغلاً. فما الذي تريده تركيا من الوطن العربي؟

العميد الركن المتقاعد الدكتور نزار عبد القادر قال لـ"المركزية": "طبيعي ان تكون هناك تدخلات تركية في كل دول المنطقة لأن تركيا دولة كبرى في النظام الاقليمي، إنما يجدر التوقف عند نوعية التحركات التركية والاهداف التي تبحث عن تحقيقها في هذه الدول"، لافتاً إلى "ان تركيا، من خلال سياستها في العالم العربي، تبحث عن لعب دور اساسي يعيد احياء ذكريات الامبراطورية العثمانية حيث كانت معظم هذه الدول ولايات تركية سواء سوريا او لبنان او العراق او حتى ليبيا. لذلك، هل نحن امام عودة للعثمانية القديمة ام ان تركيا تريد ان تثبت وجودها سياسيا وتستغله من اجل تحقيق مصالح اقتصادية كبرى؟"

ورأى عبد القادر "ان تركيا اصبحت الاقوى اقليمياً على الصعيد الاقتصادي والصناعي، لهذا تريد ان تحافظ على اسواقها مع هذه الدول، خاصة وان التبادل التجاري والاقتصادي يتوقف على الدور السياسي والنفوذ الذي يمكن ان تمارسه في المنطقة. ومن ثم، تسعى تركيا للاستفادة من الضعف العربي الممتد من العراق الى سوريا فليبيا، لزيادة نفوذها وهيمنتها على شؤون المنطقة وهي  في حالة سباق مع ايران وروسيا في سوريا، ومع مصر والامارات في ليبيا، لذلك تريد تركيا ان تلعب دورا يؤمن لها النفوذ والهيمنة في المنطقة ويتناسب مع دورها خصوصا وانها تتنافس من جهة مع اسرائيل ومن جهة اخرى مع ايران على الصعيد الاقليمي ومع روسيا في سوريا وايضا في ليبيا. كما انها تتنافس مع دول الاتحاد الاوروبي في ليبيا وفي البحر المتوسط ككل".

واعتبر عبد القادر "أن هناك ايضا دواعي تتعلق بالامن القومي التركي، خاصة في سوريا والعراق، وبالعداء التاريخي بين تركيا وجزء اساسي من الاكراد، وحزب العمال الكردستاني وهو صراع قديم يعود الى اكثر من ثلاثة عقود والذي كان مكلِفاً جداً على الصعيد الامني والاقتصادي وحتى على مستوى الخسائر البشرية بالنسبة للنظام التركي. لذلك، تدّعي تركيا بأن العمليات العسكرية التي تقوم بها في العراق وسوريا، جزء من الحفاظ على امنها القومي"، موضحاً "أن هذه العمليات، على ما يبدو، استباقية لمنع الحزب من معاودة هجماته على المناطق الحدودية التركية، وفي الوقت نفسه، محاولات اردوغان للاستفادة من السياسات سواء الاسلامية او العامة التي يتبعها كرئيس لحزبه الاسلامي، ومن هنا هو متهم بعلاقته القوية بجماعات الاخوان المسلمين هنا وهناك وهذا ما يبرر تنامي هذه العلاقة وبهذه السرعة مع حكومة الوفاق في ليبيا"، مضيفاً:  "استبعد حصول اي نزاع اقليمي على الحدود العراقية على غرار ما يحصل في المناطق الحدودية السورية امتدادا من الحسكة مرورا بدير الزور وصولا الى عفرين وادلب. ولكن العلاقات التركية مع العراق ليست بحالة عداء او جفاء كما هي الحال مع النظام السوري بقيادة بشار الاسد، وهناك علاقات دبلوماسية وتفاعل اقتصادي واضح جدا مع العراق".

أما على الصعيد اللبناني، وعن الحديث عن تدخل تركي في أحداث طرابلس قال: "النفوذ التركي في لبنان ضعيف، يقتصر على الوجود الديمغرافي الذي يتناغم مع تركيا من خلال بعض القرى العكارية وبعض الاشخاص في طرابلس. استبعد ان تكون تركيا المسببة لحوادث طرابلس، حيث هو صراع بين مجموعات بعضها يخص تيار المستقبل والتيارات التابعة للزعامات المحلية الاخرى ومع سرايا المقاومة لحزب الله ومن يلوذ بهم. وقد استُغلت المظاهرات للقيام بعمليات تخريب والاشتباك مع الجيش"، خاتماً: "اعتقد ان تركيا لا تملك القوى البشرية او القضية التي تمكن تغذيتها بواسطة الاموال او الافكار لافتعال ازمة بحجم الازمة التي واجهتها طرابلس في الايام الماضية. لذلك القول عن وجود تدخل تركي في طرابلس قد يكون محدودا جدا وغير مؤثر على الاقل في الوقت الراهن".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o