Jun 17, 2020 1:56 PM
خاص

ما لم يقله نصرالله: بتنا رسميا في قلب محور الممانعة المعادي للغرب
الحزب يختزل القرار.. انعطافة حكومية قريبة نحو الشرق.. والصندوقُ "وداعا"!

المركزية- لم يكن ينقص الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه امس سوى ان يقولها بالحرف الواحد "نعلنها صراحة، بتنا بعد الامساك بكامل مفاصل السلطة في لبنان، جزءا لا يتجزّأ من دول محور الممانعة التي تكيل العداء للغرب ولسياساته وتتّكل على التعاون في ما بينها، بالتي هي أحسن، للصمود في وجه العقوبات التي تُفرَض علينا، لاننا عازمون على المضي قدما في مخططاتنا التوسّعية".

فبحسب ما ترى مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، هذه خلاصة الكلمة المطوّلة التي ألقاها نصرالله مساء. هو أعلن ان فريقه – عرّاب الحكومة اللبنانية – عازم على مساعدة سوريا في الالتفاف على قانون قيصر الذي دخل حيز التنفيذ اليوم. ولم يكتف بذلك، بل دعا اللبنانيين ايضا الى رفض التقيّد به والرضوخ له،  لأن هدفه اقفال باب التعاون بين بيروت ودمشق، لاجبار الاولى على استبدال الاخيرة، باسرائيل.. واذا كانت هذه المعادلة قابلة للنقاش، فان المؤكد والمحسوم ان الاصرار على كسر القانون الاميركي، سيجرّ عقوبات قاسية اضافية على لبنان واقتصاده المتهالك اصلا.

نصرالله اعتبر ايضا ان الاميركيين يقفون خلف الازمة النقدية القاتلة التي تتخبّط فيها البلاد اليوم، اذ هم يعملون لمنع وصول الدولار الى لبنان، ويضغطون على "المركزي" كي لا يضّخ العملة الخضراء في الاسواق، كما حمّل المصارف مسؤولية تهريب اموال الى الخارج. وفي وقت تشير الى ان الطبقة السياسية كلّها التي تعاقبت على الحكم وشاركت في الحكومات وغطّت الفساد وغياب الاصلاحات، وحزب الله في قلبها، مسؤولة ايضا عن تبديد اموال اللبنانيين، وهذه حقيقة يجب عدم القفز فوقها، تتوقّف المصادر عند اقتراح نصرالله، التخلي عن الدولار – واستطرادا عن الغرب - كحلّ للازمة، واستبداله بالانفتاح على الشرق، وقد سمّى بالاسم ايران والصين، معطيا فنزويلا نموذجا.

الامين العام ذهب أبعد. وقد حثّ اللبنانيين على التصعيد في وجه كل طرف سياسي يرفض هذا الخيار. من هنا، يمكن القول ان حزب الله سيباشر تنفيذ هذه السياسة داخل بيته، وفي حكومته تحديدا، التي سنراها تباعا تترك مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي، لصالح الانفتاح على الدعم الايراني الذي وعد نصرالله بتأمينه وعلى الشركات الصينية التي قال ايضا انها جاهزة لتأمين الكهرباء للبنان. على اي حال، كثرت في الساعات الماضية، المعطيات التي تفيد بأن رئيس الحكومة بات غير مقتنع بجدوى استمرار المفاوضات بين بيروت وصندوق النقد، وهي معلومات ارتدت صدقيةً أكبر بعد خطاب نصرالله.

الاخير وضع كل ما تفعله واشنطن، من قطع شرايين الدولار عن لبنان وصولا الى قانون قيصر، مرورا بالعقوبات على الحزب وعلى ايران، في اطار الضغط على اللبنانيين لتخييرهم بين الجوع او تسليم سلاح الحزب.. قبل ان يحسمها مختزلا من جديد القرار اللبناني كلّه: لن نجوع ولن نسلّم السلاح وسنقاتل الاميركيين. هذه الثلاثية الذهبية الجديدة، التي حاول نصرالله من خلالها شد عصب جمهوره بلعبه على وتر العواطف والتجييش (قالها 3 مرات "سنقتله"، قاصدا الاميركي) لن تحمي المواطنين من الجوع المحتوم ولن تخرجهم من الفقر المدقع بل ستغرقهم اكثر في وحوله، خاصة ان الدول التي يعوّل عليها لانقاذنا تعاني الأمرّين ماليا واقتصاديا ومعيشيا وتحتاج هي، الى من يساعدها..

ختاما، بعد ان أنهى نصرالله مشوار الحكومة مع الصندوق، وحدد للحكومة وجهتها للفترة المقبلة، والا وَجُب التصعيد شعبيا في وجهها (هذا ما قاله بنفسه)، هل من حاجة بعد لحوار بعبدا المرتقب، وللاجتماعات الوزارية والنيابية لتوحيد الارقام"؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o