Jun 16, 2020 3:36 PM
خاص

سوريا في عين عاصفة "قيصر" والاتفاق الاميركي-الروسي قاب قوسين
لبنان سيدفع الفاتورة الاغلى بسبب حــــــــــــــزب الله والمكابرة لن تنفع

المركزية- هي ساعات وتدخل سوريا في عين عاصفة قانون "قيصر" الذي يدخل حيّز التنفيذ غداً مع صدور أوّل رزمة عقوبات ضد النظام السوري بسبب جرائمه ضد المدنيين على ان تلحقها رزم اخرى تمتد حتى نهاية اب المقبل وتطال حلفاء النظام في لبنان والعراق وايران وروسيا.  

مؤشرات هذه العاصفة التي يُجمع بعض الخبراء على انها ستُصيب بمقتل النظام وحلفاءه، بدأت تظهر في الاجواء السورية منذ فترة من خلال معطيات داخلية سياسية مرتبطة بالخلافات المستجدّة بين اهل الحكم، تحديداً بين الرئيس بشار الاسد وابن خالته رامي مخلوف، وميدانية عبر التظاهرات التي خرجت في مناطق دروز الجولان في المنطقة المحتلة دعماً لتظاهرات ابناء السويداء ودرعا المطالبين بسقوط النظام، إضافة الى شعارات تُطلق للمرّة الاولى بعنوان "إخراج إيران من سوريا".

وفي موازاة عاصفة "قيصر"، حركة لقاءات واتصالات بين الاميركي والروسي بوساطة اسرائيلية من اجل التوصل لإتّفاق لحل الازمة السورية على قاعدة "تقاسم" الجبنة كل بحسب ما يتناسب ومصلحته.

ولم يعد مصير الاسد عائقاً امام الحل كما في بداية الازمة، لأن وفق مصادر دبلوماسية غربية تحدّثت لـ"المركزية" "فان الاميركي والروسي تيقنا ان الاسد ونظامه سبب المشكلة في سوريا وان الاسد هو من يتمسّك بإيران المسؤولة الاولى عن دمار وحدة سوريا ودفعها الى صراعات اهلية طائفية  من بوّابتين: الاولى تحريض النظام على القمع ليأخذ منحى طائفياً ضد العرب السنّة تحديداً، والثاني إطلاق منظمات التطرّف السنّي مثل "داعش" والنصرة" لتشويه صورة الثورة السورية وتحويلها حرباً اهلية".

واشارت المصادر الى "ان روسيا طلبت من النظام سحب الفرقة الرابعة من المناطق التي سيطرت عليها اخيراً وهي بقيادة ماهر الاسد الموالي لايران لتحل محلها الفرقة الخامسة بقيادة سهيل الحسن المحسوب على روسيا، الا ان النظام لم يتجاوب مع الطلب الروسي وتبين ان ماهر يسعى لتقديم اوراق اعتماد للجانب الاميركي لفتح حوار مباشر معه، بحيث يتولى النظام التجاوب مع المطالب الاميركية فقط".

وفي المقابل، كشفت المصادر عن تواصل اميركي مع الرئيس الاسد حصل بعد صدور قانون "قيصر"  اذ طلبوا منه إخراج ايران من سوريا، والا فإنهما (اي الاسد وايران) سيخرجان معاً من سوريا، غير ان جوابه كان التمسّك بإيران لانها الوحيدة التي يعتمد عليها للبقاء قي سدّة الرئاسة".

وفي معرض تعليقها على مفاعيل قانون "قيصر"، أكدت المصادر الدبلوماسية "ان تأثير العقوبات التي ستصدر بإسمه ستكون موجعة جداً للنظام، حتى انها قد تطال مواد اساسية كالدواء والطحين ما يعني ان السوريين مقبلون على ايام صعبة، لكنها حتماً ليست اصعب من فترة تجويع الغوطة وغيرها".

وذكّرت "بان الاسد كان اعتمد مبدأ "الجوع او الركوع" في حين ان إدارة الرئيس دونالد ترامب تعتمد مبدأ "الجوع او ايران" وتخيير الشعب السوري بين الابقاء على النظام المسؤول الاوّل عن تدهور احوالهم وتشريدهم الى جانب حلفائه الروس والايرانيين واللبنانيين والعراقيين او التنعّم بحياة مستقرّة امنياً واقتصادياً".

واكدت المصادر "ان لبنان سيدفع الثمن الاكبر من فاتورة "قيصر" بسبب تدخله بالشؤون السورية. فصحيح انه إعتمد سياسة النأي بالنفس الا انه لم يلتزم بها والنتيجة كانت إنغماسه بالوحول السورية، وهذا الامر سيكون مكلفاً على حزب الله تحديداً بتجريده من سلاحه وتسليمه للجيش اللبناني، لأنه ساهم بزعزعة استقرار دول عربية عدة منها سوريا من خلال تدخله العسكري فيها".

واوضحت "ان المكابرة "اللبنانية" في هذا المجال لن تنفع، لان المؤشرات الدولية والاقليمية تصبّ جميعها في خانة تقليم اظافر ايران في المنطقة وتحجيم نفوذها ونفوذ محور الممانعة، والا فإن الشعب اللبناني سيكون الضحية الاكبر. فهل سيرضى بأن يعتاش من "السلل الغذائية" التي تُقدّمها مؤسسات الدعم"؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o