Jun 12, 2020 2:14 PM
خاص

المنطقة في مخاض التسوية ولا حلول قبل الخريف
وحدة مصير ومسار بين ازمتي لبنان وسوريا..فمن يسبق؟

المركزية- على "قساوة" المشهد اللبناني الذي يتداخل فيه حابل السياسة بنابل الاقتصاد والمال، ورغم "كفر" اللبنانيين بتدهور أوضاعهم المعيشية بسبب الإرتفاع الجنوني بسعر صرف الدولار مقابل الليرة وهو ما دفعهم الى النزول الى الشارع إحتجاجاً، إلا أن الفرج لن يأتي من الاجتماعات الداخلية سواء من الحكومة او المعنيين بالشأن الاقتصادي والنقدي، إنما من وراء الحدود وهذا ليس بالامر المُستغرب في بلد لطالما كان ساحة صراع لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية و"ملحقاً" في التسويات المُبرمة بين الكبار.  

وفي الاطار، تقول اوساط دبلوماسية غربية لـ"المركزية" "ان منطقة الشرق الاوسط باتت تحت تأثير التنسيق والاتفاق الاميركي الروسي الاسرائيلي، وبالتالي فان الحلول ستكون "ترجمة" لهذا الاتفاق".

واشارت الى ما يحصل في سوريا من تظاهرات خرجت في مناطق عدة إحتجاجاً على تدهور الليرة السورية وإرتفاع الاسعار يؤشر الى تصاعد الامور، خصوصاً عشية دخول قانون "قيصر" حيّز التنفيذ وصدور أوّل حزمة عقوبات متوقّعة ضد مسؤولين في النظام السوري على ان تتبعها حزم اخرى في وقت لاحق تتضمّن كيانات وشخصيات داعمة للنظام من خارج سوريا".

وإنطلاقاً من القول المأثور أيام حكم سوريا للبنان "وحدة المصير والمسار"، لفتت الاوساط الى "تلازم الحلّين للازمتين اللبنانية والسورية، بدليل ان سعر صرف الليرة مقابل الدولار قفز فجأة في لبنان من 3980 الى 4800 بعد ان قفز السعر في سوريا الى 4500. وبالتالي فإن لا حل في لبنان قبل اتّضاح المشهد السوري اقلّه اقتصادياً، وهذا لن يحصل بين ليلة وضحاها وإنما مرتبط بتنفيذ الاتفاق الاميركي-الروسي، مع العلم ان الخارجية الروسية اعلنت منذ يومين انها جاهزة للحديث مع واشنطن في شأن الحل في سوريا".

وتوقّعت الاوساط الدبلوماسية "ان يسوء الوضع في لبنان أكثر بسبب إصرار المسؤولين على ربط مصيره بالخارج وبما يجري في المنطقة، خصوصاً في سوريا والعراق، وذلك من خلال نسف سياسة النأي بالنفس "عن بكرة ابيها" وتبنّي نهج المقاومة والالتحاق بمحور ايران في مواجهة الولايات المتحدة الاميركية والمجتمع الدولي والعرب، وما "مسرحية" التعيينات الادارية والمالية التي كانت المحاصصة الطائفية والسياسية ابرز ابطالها سوى النموذج الفاقع عن "تجاهل" من يدور في فلك هذا المحور للنصائح الدولية بإعتماد الكفاءة بالتعيينات وصرخات الثوّار بإعتماد الشفافية والاستقلالية في مقاربة الاستحقاقات".

من هنا، تضيف الاوساط "يحجم المسؤولون عن إنشاء هيئة حوار وطني لمناقشة عناوين وطنية كبرى مثل الاستراتيجية الدفاعية- كما وُعد المجتمع الدولي قبل الانتخابات النيابية، وتطبيق القرارات الدولية التي تُعزز سلطة الدولة وهيبتها، وهذا كله سينعكس سلباً على لبنان ويحمل الخارج، لا سيما الدول المانحة على فرملة مساعداتها، ما يعني مزيداً من الانهيار على الصعد كافة وتفقير الشعب وفي الوقت نفسه إنغماس اكثر بمحور الممانعة التابع لايران".

وخلصت الاوساط الى القول "بأن المنطقة في مخاض عسير حتى ولادة التسوية الكبرى مع بدء فصل الخريف حيث تتوضّح الصورة اميركياً إما بالتجديد للرئيس دونالد ترامب لولاية ثانية او فوز منافسه جو بايدن، وحتى ذلك التاريخ، فإن المنطقة ستتقلّب على نيران عدة يكون الدولار أحد ابرز شراراتها".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o