Apr 05, 2018 4:19 PM
تحليل سياسي

لبنان يجدد التمسك بالنأي بالنفس و"الاســتراتيجية" عشـية انطلاق "سـادر"
تنسيق بين الحريري وجعجع وجنبلاط لمنع الحزب من وضع يده على السلطة
بن سـلمان الــى فرنسا الاثنين لـ"تعاون اكبر على اسـتثمارات المستقبل"

المركزية- قبل  ساعات قليلة على التئام "الجمعة الدولية"لدعم لبنان في باريس التي وصلها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ليل امس لترؤس وفد لبنان الى مؤتمر "سيدر" غدا بمشاركة نحو ٥٠ دولة ومؤسسة مالية عالمية، انهمرت المواقف الرئاسية المؤكدة الالتزام بالقرارات الدولية الحامية للبنان والمطلوبة لدعمه، لا سيما تطبيق سياسة النأي بالنفس فعلا وقولا وطرح الاستراتيجية الدفاعية على طاولة النقاش بع الانتخابات النيابية كما اكد الرئيسان ميشال عون والحريري.

الاستراتيجية ساعدت: وفيما غادر الحريري  الى فرنسا ليلا على رأس وفد ضم الوزراء: علي حسن خليل ،جبران باسيل ،يوسف فنيانوس ،رائد خوري وسيزار ابي خليل ، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ،رئيس المجلس الإقتصادي الاجتماعي شارل عربيد ومستشارا رئيس الجمهورية الياس أبي صعب وميراي عون ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري والمستشار نديم المنلا، أطلعت المنسّقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان برنيل دالر كارديل، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بعبدا على "التحضيرات التي تجريها الامم المتحدة للمؤتمر في باريس غدا، كما وضعت رئيس الجمهورية في صورة اللقاءات التي عقدتها في الامم المتحدة لاطلاع أمينها العام وكبار معاونيه على تطور الاوضاع في لبنان. واعتبرت كارديل ان "المواقف التي صدرت عن الرئيس عون قبيل انعقاد مؤتمر "روما 2" لاسيما في ما خصّ مسألة الاستراتيجية الوطنية الدفاعية ساهمت في انجاح المؤتمر، اضافة الى اوراق العمل اللبنانية الجيدة والواضحة التي قُدمت الى المؤتمرين". واكدت كارديل استمرار دعم الامم المتحدة للبنان في كل المجالات والعمل مع الحكومة اللبنانية لتحقيق الاهداف التي تسعى اليها.

عون والنزوح والخروق: من جهته، شكر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كارديل على الجهود التي بذلتها والامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش خلال مؤتمر "روما 2"، مؤكدا حرص لبنان على استمرار هذا التعاون لاسيما خلال مؤتمر "بروكسل" الذي سيتطرق الى قضية النازحين السوريين الذين يدعو لبنان الى تأمين عودة تدريجية لهم الى المناطق الامنة في سوريا، لاسيما وان تداعيات هذا النزوح على الاقتصاد اللبناني بلغت حدًا كبيرًا لم يعد في قدرة لبنان تحمله. من جهة ثانية، أبلغ عون ضيفته ان لبنان "حريص على تعزيز الامن والاستقرار على الحدود الجنوبية، لأنه بلد يؤمن بالسلام وينبذ الحروب، إلا انه لا يمكن القبول بالتهديدات التي يطلقها المسؤولون الاسرائيليون من حين الى آخر، لانها هي ايضا عمل حربي".

الحريري: وكان رئيس الحكومة سعد الحريري جدد التزام الفريق الوزاري سياسة النأي بالنفس بكل مكوناتها، مشددا على أن المؤتمرات  الدولية دليل إلى دعم المجتمع الدولي للبنان، بوصفه العمود الأساس للاستقرار في المنطقة، معتبرا أن الأولوية في مؤتمر سادر للحكومة وعملها، فيما ستظهر النتائج السياسية لمؤتمر روما قريبا. وفي حوار اجرته معه مجلة "الامن العام"، أكد ان "الطريق الى بناء قوات عسكرية وامنية لبنانية قوية قطع شوطا طويلا جدا، واستلزم ذلك جهودا كبيرة جدا وتضحيات، وهو لا يزال يتطلب المزيد من  الصبر والحكمة والالتزام". واوضح ان مؤتمر "روما 2" "شكل لحظة استثنائية في تاريخ لبنان، على الدولة بكل مكوناتها الاستفادة منها للشروع في برنامج اصلاح رئيسي طال انتظاره لقطاع الامن". وقال"الحشد الدولي الذي رأيناه أظهر مرة جديدة، بما لا يرقى اليه الشك، ان بلدنا لا يزال حاجة عربية ودولية لكي يكون واحة استقرار للجميع من دون استثناء، وان المشاركين في المؤتمر أصبحوا مدركين جيدا ان أحد أبرز شروط الاستقرار فيه هو تقوية الجيش وكل القوى الامنية اللبنانية، بحيث تتمكن من بسط سلطتها على كل الاراضي والحدود اللبنانية. الدولة وحدها تشكل المظلة والضامنة لامن جميع اللبنانيين من دون استثناء".

تنسيق لا عودة الى الحلف: في الاثناء، بقيت اصداء الخلوة التي جمعت الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط حاضرة في الاوساط السياسية في محاولة لتلمُّس نتائجها ومدى تأثيرها على المرحلة التالية، خصوصا ان محورها الابرز تركز على عودة التنسيق بين القوى التي تحمل الثوابت السياسية نفسها والذي يشكل ضرورة وطنية في هذه المرحلة الحساسة اقليميا ودوليا، حيث تنصب الجهود على وجوب مساعدة لبنان عبر سلسلة مؤتمرات الدعم لمنع انهياره. واكدت مصادر مطّلعة على اجواء ما جرى لـ"المركزية" ان المملكة العربية السعودية لا تتطلع من خلف جمع القادة الثلاثة الى اعادة احياء قوى 14 اذار، فهي تدرك تماما ان تلك المرحلة انطوت ولا مصلحة لاي فريق في العودة الى الاصطفافات الحادة التي من شأنها ان توتر الاجواء السياسية، بل تتطلع الى مواكبة جهودها الدولية لا سيما مع الاميركيين لمحاصرة ايران وتقليم اظافرها ومعها اذرعها العسكرية في دول المنطقة، ومن ضمنها حزب الله لمنعه من وضع يده على الدولة او توظيف دوره الإقليمي على حساب المصلحة اللبنانية. وافادت ان التنسيق المطروح بين الحريري وجعجع وجنبلاط هو على طريقة التنسيق بين نصرالله وبري وعون وفرنجية وغيرهم، اي التنسيق من دون العودة الى ٨ آذار.

لقاء الحريري- جعجع: وليس بعيدا اكدت اوساط معراب لـ"المركزية" ان بعد لقاء الـ"فينيسيا" فإن كل الحواجز التي ارتفعت حول امكان عقد لقاء بين جعجع والحريري سقطت، وبات اجتماع الرجلين امرا واقعا في اي لحظة اثر عودة الحريري من باريس.

الطاقة للقوات: في مجال آخر وبعيد موقف جعجع امس المطالب بحقيبة الطاقة للقوات في الحكومة الجديدة، افادت اوساط معراب "المركزية" ان كلام جعجع بعيد كل البعد عن المزايدات الانتخابية او محاولة استفزاز اي طرف، انما يشكل تعبيرا حقيقيا عن رغبة قوية بالمغامرة في اتجاه ارساء حل لأزمة مزمنة فإما تنجح او تفشل، لكن القاعدة الاساس تستند الى الطريق الإنقاذي الوحيد القاضي بالعودة الى ملاحظات إدارة المناقصات بعيدا من الصفقات المشبوهة. وتقول ان الحزب يعتبر نفسه جزءا اساسيا من التسوية السياسية الرئاسية، وتمكّن من خلال نهجه المتبع على المستوى الحكومي ان يظهّر ممارسة سياسية شكلت "علامة فارقة"،  يحرص على استمرارها، فإذا امكن ان تمتد الى الملف الكهربائي وتمكنت من تحقيق الهدف فإن النجاح لن يكون للقوات فحسب بل للبنان واللبنانيين.

سوزان الحاج: قضائيا، وفي جديد ملف "الحاج – عيتاني"، ردّت محكمة التمييز العسكرية برئاسة القاضي طاني لطوف، اليوم، طلب تخلية سبيل المقدم سوزان الحاج حبيش، التي كانت استأنفت بواسطة وكلائها قرار قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا الذي رفض اخلاء سبيلها.

بن سلمان في باريس: دوليا، يتوجه ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان إلى فرنسا في 9 و10 نيسان في زيارة رسمية تهدف إلى عقد "شراكة استراتيجية  فرنسية سعودية جديدة"، بحسب ما أعلنت الرئاسة الفرنسية اليوم. وقال قصر الإليزيه: "نأمل في حصول تعاون جديد، يتمحور بشكل أقل على عقود آنية وبشكل اكبر على استثمارات للمستقبل، ولا سيما في المجال الرقمي والطاقة المتجددة، مع قيام رؤية مشتركة". يذكر ان الزيارة هي الاولى لبن سلمان الى باريس كولي للعهد، من المقرر ان يلتقي خلالها رئيس الحكومة الفرنسية إدوار فيليب، ووزيري الخارجية جان إيف لودريان والدفاع فلورانس بارلي، ثم يزور "معهد العالم العربي"، حيث يستقبله رئيس المعهد الوزير السابق جاك لانغ، قبل ان يتوّج محادثاته الفرنسية باجتماع موسّع يضمه، الثلثاء المقبل، الى الرئيس ايمانويل ماكرون في الإليزيه، يليه مؤتمر صحافي مشترك.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o