العقوبات الاميركية على المنطقة تتصاعد.. ما مداها الاقصى؟
طبارة: ضغط انتخابي لضمان فوز ترامب وتقرير الجمهوريين لن يُقر

المركزية – كشف موقع The Washington Free Beacon"" عن استعداد أعضاء في الحزب الجمهوري في الكونغرس الاميركي لاقتراح أكبر حزمة من العقوبات على إيران هذا الأسبوع. وأكد الموقع أن هذه العقوبات "غير مسبوقة" وستهدف إلى "شل مشروع الإرهاب العالمي في طهران وإفلاس النظام الذي يعاني من ضائقة مالية". وأشار إلى "أن الجمهوريين سيصدرون مقترحا تشريعيا ضخما يستهدف الأنظمة "الخبيثة" في جميع أنحاء العالم بما في ذلك روسيا والصين وإيران، ويتضمن أكثر من 150 مبادرة جديدة".

امس، رُفِعت السرية عن تقرير لجنة الدراسات في الحزب الجمهوري، وهو يقع في ١١١ صفحة خُصّص الشأن الغالب فيه لما تعتبره الولايات المتحدة الخطر الايراني على أمنها القومي، ويشمل في جزء منه لبنان ويتضمن عقوبات "على كافة وزراء "حزب الله" في الحكومة، ومن يقدمون أنفسهم على أنهم مستقلون وهم داعمون للحزب، كالنائب جميل السيّد، إضافة الى الوزيرين السابقين جميل جبق وفوزي صلوخ". كذلك، طالبت اللجنة "بإصدار تشريع يلاحق داعمي الحزب، كرئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل". فما مدى حظوظ هذا الاقتراح بأن يبصر النور، وفي حال إقراره، ما مدى تأثيره على لبنان؟

السفير السابق في واشنطن رياض طبارة أوضح لـ"المركزية" "أن free beacon هي مجموعة من المحافظين مقربة من الرئيس الاميركي دونالد ترامب، ساعدته في حملته الانتخابية الماضية، تتعاطى مع الخبر بشكل منحاز ومبالغ فيه، في حين لو أن الخبر صدر عن "نيويورك تايمز" او "واشنطن بوست" لاختلف الامر"، موضحاً "أن اسماء أعضاء اللجنة الذين تم ذكرهم في التقرير هم من الجمهوريين، من جماعة ترامب، الذين يحاولون القيام بإنجاز في السياسة الخارجية لأهداف انتخابية"، جازماً "أن كل شيء في واشنطن مسخّر للانتخابات القادمة، واي ضغوطات تصب في هذا الاتجاه سيقومون بفرضها".

ولفت إلى "أن ترامب لم يسجّل أي نجاح في السياسة الخارجية، ففشل في الاتفاق مع كوريا، وفي افغانستان سوف يسلّم طالبان كل شيء دون مقابل، واليوم زهرة الانجازات هي ايران. لذلك، سيواصل الضغط عليها كي يدفع الايرانيين للجلوس الى الطاولة والبدء بالمفاوضات قبل الانتخابات، كي يبرهن للشعب الاميركي أنه انسحب من الاتفاق النووي لكنه سيقوم باتفاق جديد يشمل الصواريخ".

ورأى طبارة "أن اللجنة لا تتضمن اسم اي ديمقراطي، والكونغرس الذي يمسك بزمام الامور المالية والموازنة ليس بيد الجمهوريين بطبيعة الحال"، مضيفاً: "نذكر منذ اسابيع عندما برز كلام عن ايقاف المساعدات الى الجيش اللبناني، اعترض الكونغرس وأكد وقوفه الى جانب الجيش".

واعتبر "ان جماعة ترامب تحاول مساعدته لزيادة الضغط على ايران للجلوس الى الطاولة. في المقابل، تعرف ايران ان ما زال أمامها خمسة اشهر قبل موعد الانتخابات الاميركية، وكلما اقترب الموعد استطاعت ان تأخذ اكثر من ترامب وكانت في الموقع الاقوى، خاصة بعد التطورات والتظاهرات ضد العنصرية التي اجتاحت الولايات المتحدة. فإذا شعر الايرانيون ان ترامب لن يربح، سيناورون، لأنهم يفضلون التفاوض مع الديمقراطيين، بما أنهم أبرموا الاتفاق النووي معهم. لذا سنلمس في هذه الاشهر الخمسة زيادة ضغوطات من واشنطن بكل الطرق المتاحة".