May 11, 2020 2:35 PM
خاص

زيارة البخاري لبيت الوسط.. تثبّت ايضا "مقاطعةَ" الخليج للبنان الرسمي!
أي أفق للخطة الانقاذية في ضوء الموقف العربي–الدولي من حكومة اللون الواحد؟

المركزية- بغضّ النظر عما نقله السفير السعودي في لبنان وليد البخاري الى رئيس تيار المستقبل سعد الحريري امس، سواء طمأنه الى ان "لا علاقة للمملكة بالكلام الكثير المتداول عن دعم مُفترض من قبلها لخيار نقل "العباءة" السنية في بيروت من سعد الى كتفيّ شقيقه الاكبر بهاء الدين"، ام لا، فإن ما يهم الشارع اللبناني العريض من هذه الزيارة، في هذا الظرف الحساس الذي يمر فيه، هو أنها أتت لتثبت مرة جديدة، ان الدبلوماسية السعودية خصوصا والخليجية عموما، لا تزال تعتبر ان بيت الوسط وما يدور في فلكه، أولويتها في بيروت.. أما حكومتها وسلطتها السياسية ككل، فليست مدرجة على جدول اعمالها حتى الساعة.

بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، فإن اي زيارة للبخاري الى السراي لم تسجل بعد، رغم تسلّم الرئيس حسان دياب مهامه رسميا منذ قرابة المئة يوم. كما ان اي مسؤول خليجي بارز او من الصف الاول، لم يطأ مركز السلطة الثالثة بعد، بل، ولدى كل مناسبة تُوجّه اليهم الدعوة للمشاركة فيها- وآخرها كان منذ اسبوع تقريبا للاطلاع على خطة لبنان الاقتصادية- يكتفون بايفاد قائم بأعمال، لتمثيلهم. واذ تلفت الى ان السفير الكويتي عبد العال القناعي سيزور بيت الوسط اليوم، تقول ان هذه المقاطعة، مثقلة بالرسائل، كما ان مفاعيلها الداخلية "خطيرة" اذا جاز القول. فهذا الاحجام الخليجي، يعني ان دول منظمة التعاون غير راضية عن اشتداد باع "حزب الله" على الساحة اللبنانية، وانها ليست في وارد التواصل او التنسيق او فتح القنوات مجددا بينها وبين العهد وحكومة اللون الواحد. 

والحال ان الخطة الانقاذية التي وضعتها الاخيرة تقوم في شكل كبير على طلب تمويل سريع من صندوق النقد الدولي كخطوة أولية ضرورية للانطلاق في مشوار اخراج لبنان من "الحفرة". ولما كانت الدول الخليجية من اهم ممولي الصندوق، الى جانب حليفتها الكبرى الولايات المتحدة، هل سيتمكن الصندوق من تجيير قروض الى بيروت مجانا ومن دون اصلاحات مالية طبعا، لكن سياسية ايضا، عمودُها الفقري الالتزام بالنأي بالنفس من جهة، وضبط الحدود الشرقية والحركة الناشطة عبرها للمسلحين والبضائع والاموال، والتي يديرها ويستفيد منها، بطبيعة الحال، حزب الله، من جهة ثانية؟ على الارجح، الجواب هو "لا".

الى ذلك، فإن الخطة العتيدة، تلحظ في اطار المداخيل المفترضة، رفع عدد السياح من 2 مليون اليوم الى 4 مليون في السنوات المقبلة. واذ توضح ان عدد السياح اليوم ليس 2 مليون بل يلامس الصفر، خاصة في اعقاب كورونا، فإن المصادر تذكر بأن عصب السياحة الى لبنان "عربي – خليجي"، وتاليا فإن رهان الحكومة هنا، قد يخيب مجددا.

وبعد، وفي حين قلّص اليوم احد سكّان البيت الحكومي الداخلي، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، احتمالات اي تعاون مع الصندوق، كاشفا ان ثمة رفضا للشروط التي سيطرحها كتحرير سعر صرف الليرة وفرض ضريبة على البنزين.. الا يصبح السؤال عن قدرة حكومة "الحزب" على انتشال اللبنانيين من الكارثة المعيشية – الاقتصادية التي يتخبّطون فيها، مشروعا؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o