May 01, 2020 12:27 PM
خاص

"الثورة" انجزت ميثاقها وتعدّ مجلساً لتوجيهها
نادر: العنف نتيجة تدخل أحزاب السلطة

المركزية – لم تكن عودة ثوار 17 تشرين إلى الشوارع مع أجواء الخوف من "كورونا" في ظلّ بدء انحساره مفاجأة، إذ توعّد هؤلاء طيلة فترة الحجر بأن ثورتهم لم تنته والتحركات الميدانية عائدة مهما طالت المدّة الزمنية للحجر. إلا أن اللافت الليالي "الحامية" التي شهدتها طرابلس في الأيام الأخيرة، وسط الغليان المعيشي وتفاقم حدّة العوز والجوع، حيث اندلعت المواجهات الأعنف بين الجيش والمحتجين والتي سقط نتيجتها شهيد، إلى جانب تحطيم وإحراق مصارف. هذه التطورات أوحت بإمكانية اتخاذ الثورة منحى جديداً. فهل تتجه نحو الطابع الدموي؟ وهل هذه هي الخطوات التي وعد الثوار بتنفيذها ما بعد الوباء؟

العميد المتقاعد جورج نادر أوضح لـ "المركزية" أن "الثورة غير مسؤولة عن المنحى العنفي، بل جاء نتيجة دخول أحزاب السلطة وتحديداً المصنفين بـ "14 آذار" على الخط لتشويه الثورة وحرف مسارها، مستغلين فقر الناس عبر دفع المال لهم لتحقيق غاياتهم واستعادة حقبة 14 ضد 8، في حين أن الثورة لا تريد محاربة الأميركي ولا "حزب الله"، بل تسعى لإسقاط المنظومة الفاسدة بكاملها كي نتمكن من إنشاء وطن".

واعتبر أن "نفسية الجماهير Esprit de la foule عامل لانسياق المحتجين إلى الأعمال العنفية ووضعهم في مواجهة مع الجيش، بالتالي يمكن لمندسين معدودين جدّاً زرعوا بين الثوار الفعليين تحريضهم على التخريب مع أني أعارض بشدة أي عمل عنفي"، وتوجّه للثوار مناشداً إياهم عدم التعرّض للجيش "لأن العسكري ليس خصمكم ولم ينتخب ممثليه، بل جائع مثلكم ويحبكم وموجود لحمايتكم. كذلك حرق المصارف غير مجد ولن يغير الواقع أو يأتي بحلول، فليتّجه ثوار طرابلس عوض ذلك إلى منازل المسؤولين الفاسدين الذين جمعوا الثروات وجوعوا أبناء المدينة الأفقر على حوض البحر المتوسط، كونهم مسببين أساسيين للأزمات الراهنة".

ولفت نادر إلى أنه "يمكن القول أن كلّ ما سبق كان انتفاضة واليوم انطلقت ثورة الجوع ولا يمكن لأي كان توقّع ردات فعل الجائع والأعمال الممكن أن يقوم بها في ظلّ عجزه عن تأمين لقمة العيش وإطعام أولاده الأمر الذي يدفعه إلى القيام بأي تصرف. لا يمكن السيطرة على هؤلاء، ونتمنى ألا تبقى ثورة جياع وأن تُضبط نظراً إلى النتائج التي يمكن أن تترتب عنها، على أمل أن نتمكن قدر الإمكان من تخفيف وقعها على الناس والجيش والدولة".

وعن التجّمع الذي دعا له الثوار في ساحة الشهداء، شرح "أننا نحرص على اتخاذ كلّ الإجراءات الصحية، ونريد من هذا التجمع إيصال أربع رسائل: الأولى، التأكيد لقيادات الأحزاب ذات الأجندات الخارجية أنها لن تتمكن من تسلّق الثورة؛ الثانية، للقول إن هدفنا المنظومة الفاسدة بكلّ أركانها التي سرقت المال العام والمصارف ليست الخصم والهدف الأساسي بل المنظومة المتكاملة؛ الثالثة، لتثبيت وقوفنا إلى جانب عمال لبنان في يومهم لا سيما الذين فقدوا وظائفهم أو يتقاضون جزءا من الراتب وسنسعى جهدنا ليتمكنوا من العمل في بلدهم؛ الرابعة، للقول أننا وصلنا إلى ثورة الجوع التي للأسف لن تعود لها ضوابط في حال استمرت".

وأكد نادر أن "مجموعات الثورة أنجزت ميثاقاً ستوقّع عليه قريباً، ونحضر لإنشاء مجلس يساعد على توجيه الثورة، ومع انتهاء "كورونا" سنرى موقفا متغيّرا وخطوات تصعيدية...".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o