Apr 17, 2020 12:14 PM
خاص

الكباش السوري-الايراني الخفيّ في لبنان
هل تتولى دمشق مهمة إنهاء سلاح حزب الله؟

المركزية- لطالما شكّل لبنان نقطة حيوية بالنسبة لسوريا على الصعد الاقتصادية والسياسية والثقافية ومنفذاً بحرياً على البحر الابيض المتوسط يُعتبر بمثابة جسر عبور الى الدول الغربية والعالم أجمع.

من هنا قدّمت سوريا نفسها في محطات لبنانية عدة بصفتها الجار الاقرب والشقيقة الكبرى على انها الحريصة على مصالح اللبنانيين والخط الدفاعي عنهم في أزماتهم المتعددة. فكانت إطلالتها المباشرة والاساسية على الملف اللبناني منذ الدخول الفلسطيني الكثيف عام 1970، حيث فُتحت الحدود اللبنانية امام جنودها في مهمة الردع العربية بغطاء عربي ودولي بهدف تثبيت الامن والاستقرار في لبنان.

ومع الوجود الفلسطيني المسلّح في لبنان وتحويله قاعدة عسكرية لمواجهة العدو الاسرائيلي، إرتفعت أصوات قوى لبنانية للمطالبة بوضع حدّ للنفوذ الفلسطيني ومنظمة التحرير، فأتت سوريا لتُلبّي النداء تحت عنوان تقليص نفوذ ياسر عرفات ووضع حدّ لقواته العسكرية على الاراضي اللبنانية.

ومنذ ذلك الوقت، برز صراع "خفي" بين سوريا والفلسطينيين فأنشئت فرقة الصاعقة من فلسطينيين محسوبين على سوريا. وفي الوقت نفسه بدأ صراع سوري فلسطيني بالواسطة بين فلسطينيين ولبنانيين محسوبين على الفريقين واستعرت الحرب بينهما الى ان تدخل الخارج الاميركي والعربي وفوّض سوريا بإنهاء النفوذ الفلسطيني والقضاء على منظمة التحرير بقيادة عرفات الى ان غادرت بيروت في اتّجاء الاردن.

ومن المهمة العسكرية انتقل النفوذ السوري في لبنان الى المهمة السياسية مع دعم الرئيس السوري آنذاك حافظ الاسد اتّفاق الطائف الذي كان بمثابة "التلزيم" السياسي للورقة اللبنانية بمباركة عربية ودولية وإستمرّ ذلك حتى عام 2005 بعد جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري وما تلاه من إنسحاب للجيش السوري.

وغداة الانسحاب السوري، لعب ابرز حلفاء دمشق في لبنان حزب الله دوراً رئيسياً في الحياة السياسية وسعى لملء الفراغ الذي خلّفه ذلك بفضل النفوذ السياسي الذي وفّرته له إمكاناته العسكرية وقدرته على تعبئة الطائفة الشيعية. فجمع حلفاء دمشق تحت راية تحالف الثامن من آذار واستطاع فرض إيقاعه على اللعبة السياسية في استحقاقات عدة.

الا ان التطورات الاخيرة في المنطقة بدأت تفعل فعلها في لبنان، لاسيما على مسار محور الممانعة نتيجة الصراع على النفوذ وتحديداً على الورقة اللبنانية بين حزب الله ومن ورائه ايران من جهة ودمشق وحلفائها التقليديين في الجهة المقابلة على حدّ قول سياسي مخضرم لـ"المركزية".

ووفق السياسي، حاول حزب الله الافادة من التحالف السوري الايراني في محور الممانعة للدفع في اتّجاه تعزيز النفوذ الايراني في المنطقة عامةً ولبنان خاصةً، الا ان التطورات التي طرأت في اكثر من ميدان عربي ادّت الى إحداث تغييرات اساسية في التحالفات وتصدع بعضها وإبتعاد بعضها عن بعض بسبب تضارب المصالح والخلافات على تقاسم جبنة النفوذ، فكانت الحرب السورية التي انتهت عسكريا مع دخول روسيا وإمتلاكها الورقة السورية سياسياً وعسكرياً وبمباركة من النظام السوري".

ومع تراجع النفوذ الايراني في سوريا لمصلحة روسيا، عاد حلم إمتلاك الورقة اللبنانية الى القيادة في دمشق يُضيف السياسي المُخضرم، فلم تستسغِ "سحبها" من تحت عباءتها او مشاركتها مع ايّ مكوّن، لاسيما اقليمي. من هنا نلاحظ تشظّي العلاقات بين اركان منصة استانة لحلّ الازمة السورية المؤلّفة من الثلاثي الروسي-الايراني-التركي. ولان لبنان خاصرة سوريا فقد ابلغت قيادتها من يعنيهم الامر انها ترفض الشراكة مع احد في الساحة اللبنانية، خصوصا لمكوّنات اقليمية لها اطماعها ومشاريعها واجنداتها التي لا تتطابق مع الاجندة السورية بعد الحرب الاخيرة".

وختم السياسي المخضرم قراءته لصراع النفوذ السوري-الايراني الخفي على الورقة اللبنانية بإشارته الى "ان هذا الكباش بات ملموساً بين مكوّنات الثامن من اذار، خصوصاً في حكومة "اللون الواحد"، وسأل "هل يُحسم هذا الصراع بتفويض سوريا بما لُزّمت به في سبعينيات القرن الماضي لتحرير لبنان من اي سلاح خارج الشرعية والمؤسسات الامنية والعسكرية"؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o