Apr 15, 2020 1:38 PM
خاص

بري اقرب الى "الثلاثي المعارض" من "الثلاثي غير المرح"
متمايز عن العهد والحكومة ولا يؤيد السياسات الكيدية

المركزية-  قبل ان يتصل برئيس الجمهورية العماد ميشال عون والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي معايدا بالفصح يوم الاحد الماضي، اجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالا هاتفيا برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مهنئا. صحيح ان الاتصال اقتصر على المعايدة ولم يتطرق الى السياسة كما اكد جعجع نفسه لـ"المركزية"، وهو تلقى اتصالا مماثلا من الرئيس سعد الحريري، غير انه وُضع في دائرة الرصد نظرا لعوامل عدة تحوط علاقة الرجلين وتوجب التمعن في ما خلفها.

دأب جعجع منذ مدة على توصيف حزب الله وحركة امل والتيار الوطني الحر بـ"الثلاثي غير المرح" واعتبر ان هذا الثلاثي ما دام متحكما بالحكومة فهي لن تتمكن من تحقيق اي اصلاح. لكن بنظرة سريعة على مواقف وممارسات الرئيس بري يتبين انه متمايز عن موقف الحزب في ما يتصل بالاداء الحكومي والخطة الانقاذية التي لا ينفك ينتقد مجمل بنودها لدرجة انه لم يسلم من سهام بعض الاقلام الاعلامية الدائرة في فلك الحزب. اما التيار، فحدّث ولا حرج، وهو اساساً يكاد لا يلتقي معه في اي طرح، وأحد لا يفوته مدى سوء العلاقة بين بري ورئيس التيار جبران باسيل، كما مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي لا يجمعه به الا الواجب الدستوري والبروتوكول في المناسبات الوطنية.

في المقابل، تبدو العلاقة بين الرئيس بري ومثلث المعارضة الخارج حديثاً من الجنة الحكومية في حال من الاستقرار لا بل التناغم. فمنذ تشكيل حكومة حسّان دياب، بدا بري اقرب الى مواقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس "القوات" سمير جعجع والرئيس سعد الحريري المعروف نضال الرئيس بري لاعادته الى رئاسة الحكومة، بعيد استقالته نزولا عند رغبة ثورة 17 تشرين، منه الى حزب الله الذي يلتقي واياه استراتيجيا، والتيار الذي يصح توصيف علاقته به بالمعادلة الجيومترية، "خطان متوازيان لا يلتقيان ابدا".

تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية" ان مواقف الرئيس بري في مجمل الملفات المحلية تتطابق مع مواقف الثلاثي المعارض من خطة الانقاذ الى الهيركات فالكابيتال كونترول والاستعانة بصندوق النقد الدولي وعدم الرغبة في اقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، واعادة المغتربين الذي عكس بقوة مدى تأزم العلاقة مع المكونات الحكومية حينما هدد بتعليق مشاركة وزرائه في الحكومة اذا لم تبادر الى اعادة الراغبين من اللبنانيين الى الوطن خوفا من فيروس كورونا. آنذاك سارع امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لتأييد طلب بري وشغل كل محركاته، فكان له ما اراد واعلنت الحكومة عن خطة العودة.

تقول اوساط قريبة من الرئيس بري انه ابلغ الرئيسين ميشال عون وحسان دياب بأن اي خطة تنطوي على خطوات تمس بودائع اللبنانيين لن تمر"فمفتاح المجلس في يدي  ولن اسمح بذلك". وفي السياق تكشف مصادرفي المعارضة ان بعضا من فريق السلطة حاول تمرير الكابيتال كونترول والهيركات عبرتعاميم عن حاكم مصرف لبنان وتحميل رياض سلامه المسؤولية. الا ان سلامة رفض اتخاذ اي خطوة من دون غطاء شرعي على رغم ضغوط كثيرة مورست عليه، وابلغ الرئيس بري رفضه اتخاذ خطوات مماثلة لانها مخالفة للدستور.امام هذه الوقائع طلب بري من وزيرالمال سحب اقتراح الكابيتال كونترول من جدول اعمال مجلس الوزراء بعدما اكتشف المخطط، وسط استياء وغضب فريق السلطة. واعلن رفض الهيركات والبرنامج الاصلاحي الذي وضعه فريق من مستشاري العهد ورئيس الحكومة وابلغ موقفه الى المسؤولين واعلنه اعلاميا ما اسهم في ضرب البرنامج الاصلاحي .

ازاء هذه المعطيات، ينقل زوار عين التينه عن الرئيس نبيه بري انه ليس مع فريق "الثلاثي غيرالمرح" الذي يستخدمه جعجع للحديث عن الحكومة والعهد، وهذا ما قاله له في اتصال المعايدة  الذي خصّه به قبل ان يعايد الرئيس ميشال عون والبطريرك الراعي في اليوم التالي.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o