الخرق الفاقع للتعبئة ينذر بكارثة "كورونية" فاين اجراءات الردع؟
463 حالة ووفاة خمسيني والحكومة تقر آلية عودة المغتربين
التعيينات المالية الخميس...التصويت من بين اربعة مرشحين للمنصب
المركزية- اذا لم تخرج الحكومة من غرقها الارادي في خلافات التعيينات وبؤر تناتش الحصص وسياسة النكايات والتشفي ومراعاة الخواطر، مشيحة النظرعن حال الفلتان وانتهاك المواطنين الصارخ لقرار التعبئة العامة منذ يومين، فإن "كوفيد 19 " المحكم سيطرته على العالم حاصدا الاف الوفيات يوميا سينفذ من بوابة الاستهتار اللبناني لينقل البلاد من خطة الضبط والمواجهة والارقام المقبولة الى الكارثة الصحية الاشد وقعا من بعض الدول الاسيوية والاوروبية والاميركية القوية والقادرة التي سقطت في امتحان مواجهة الوباء. فعلى رغم رفع الصوت امس بوجوب التزام قرار التعبئة، ومنع التجمعات بدا المواطنون في عدد من المناطق في قمة الاستهتار لدرجة ان بعض الطرق شهد زحمات سير غير مألوفة في الايام الطبيعية.
مشهد بالغ الخطورة رُصد اليوم، مدعوة الحكومة لمواجهته ومنع تكراره بأي وسيلة ولو استلزم الامر قمعاً واكثر، فمن يلتزم من اللبنانيين الحد الاقصى من الحجر المنزلي منذ ثلاثة اسابيع لا يستحق ان تصيبه خفة البعض بالوباء وتَلَهي الحكومة بخلافاتها، عوض الانكباب على الغوص في اعماق الملف الاجتماعي وتأمين قوت من يضطر الى الخروج للعمل اليومي، وقد اقترح الاتحاد العمالي انشاء صندوق البطالة لمواجهة الازمة وتوزيع السلة الغذائية على من يحتاج. وليحاسب آنذاك كل مستهتر بحياة الآخرين.
الخروق والارقام: لليوم الثاني على التوالي استمرت الخروق لقرار التعبئة العامة وسجلت زحمة سير وطوابير في مناطق عدة امام الصرافات الآلية وسواها، ما فاقم القلق من تزايد اعداد الفيروس في المستقبل القريب اذا لم يصر الى تشديد تدابير الرقابة.
لكن في الانتظار، بقيت الارقام معقولة ومضبوطة. فقد اعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي عن "كورونا" ان حتى تاريخ 31/3 2020، بلغ عدد الحالات المثبتة مخبريا في مستشفى الحريري الجامعي ومختبرات المستشفيات الجامعية المعتمدة بالإضافة إلى المختبرات الخاصة 463 حالة بزيادة 17 حالة عن يوم امس. كما سجلت حالة وفاة في مستشفى سيدة المعونات الجامعي لمريض في العقد الخامس من العمر، كان يعاني من امراض مزمنة مما يرفع عدد الوفيات الى إثنتي عشرة." وشددت الوزارة على تطبيق جميع الإجراءات الوقائية خاصة الالتزام بالحجر المنزلي التام الذي أضحى مسؤولية أخلاقية فردية ومجتمعية واجبة على كل مواطن وان أي تهاون بتطبيقها سيعرض صاحبها للملاحقة القانونية والجزائية".
مجلس الوزراء: في الاثناء، رأس رئيس مجلس الوزراء حسان دياب بعد الظهر ، جلسة مجلس الوزراء في السراي الحكومي، بحث خلالها المجلس في المستجدات الناتجة عن اعلان التعبئة العامة، والأوضاع والاقتراحات المتعلقة باللبنانيين الموجودين خارج لبنان في ظل ازمة الكورونا، وكلفة الكشف وعلاج المصابين بالفيروس.
اقرار آلية العودة: وبالفعل، أقرّ المجلس آلية العودة التي رفعتها اليه اللجنة الوزارية المختصة التي اجتمعت قبل الجلسة. وبحسب معطيات صحافية، يبدأ تنفيذ الالية بعد استيراد فحص الـ anti gene، الذي يبدأ بالوصول الى بيروت الجمعة المقبل، حيث تُحضر الفرق الطبية وتُزود بالـanti-gene وتتوجه بالتوازي الى كل الدول حيث يوجد لبنانيون يريدون العودة الى لبنان ، مشيرة الى تسيير 10 رحلات جوية اعتبارا من الاحد المقبل.. ولفتت المعلومات الى أنه لن تقلع أي طائرة من لبنان قبل وصول الفحوص المطلوبة وتجهيز الفرق الطبية وبانتظار احصاءات وزارة الخارجية باعداد الراغبين بالعودة ومن اي دول. وأشارت المعلومات الى أن لا تمييز بين بلد واخر ولا اولوية لبلد حيث يتواجد لبنانيون على آخر.
تعيينات الخميس؟: وبعد الانتهاء من ملف اعادة المغتربين، الذي لعب الثنائي الشيعي دورا بارزا في اقراره وزاريا، يبدو طبخة التعيينات المالية استوت ايضا، بدفع من حزب الله الذي عمل على رأب الصدع بين حلفائه في هذا الشأن. فقد ذكرت معلومات صحافية أن جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل ستتضمن تعيين ٤ نواب لحاكم مصرف لبنان ورئيس واعضاء لجنة الرقابة على المصارف وهم 5 أشخاص، و٣ أعضاء لهيئة الاسواق المالية، بعدها يعين وزير المال مفوضا للحكومة لدى مصرف لبنان ومفوض حكومة لدى لجنة الرقابة. وبحسب المعلومات فان كل الذين سيتم تعيينهم هم من الوجوه الجديدة وكان توزع ١٦ سيرة ذاتية للوزراء عن ٤ نواب للحاكم، و٢٠ سيرة ذاتية للجنة الرقابة و١٢ سيرة ذاتية للاسواق المالية، مشيرة الى ان التعيينات سيبت فيها في جلسة الحكومة التي ستعقد الخميس في قصر بعبدا.
...والآلية: وكشفت مصادر سياسية عليمة لـ"المركزية" ان التعيينات ستتم وفق آلية تم الاتفاق عليها بين الرؤساء تقوم على ان يقدم وزير المال غازي وزني لكل منصب اربعة مرشحين مع سيرهم الذاتية على ان يتم التصويت عليها ويعين من ينال اكثرية الاصوات.
حزب الله والخطة: وتأتي التعيينات في ظل توجّه سيتشدّد لدى حزب الله، يدفع الحكومة الى ايلاء الملف الاقتصادي الاولوية في المرحلة المقبلة. فقد رأى نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم في تصريح، أن "الحكومة ولدت في ظروف صعبة ومعقدة، ونالت الثقة لإنقاذ البلد، وقد نجحت في مواجهة فيروس كورونا بخطوات متدرجة حكيمة وشجاعة، وهي تعمل لتسهيل عودة الراغبين من أبناء الوطن إلى وطنهم تحت سقف العودة الآمنة بكل مستلزماتها، وتعد خطة للمساعدات الاجتماعية للتخفيف من أزمة الناس المضاعفة بسببين: الوضع الاقتصادي وفيروس الكورونا". واعتبر أنها "بداية جيدة أزعجت ووترت المراهنين على إسقاط الحكومة، والذين آلمهم أن تستمر بنشاط وتصميم في هذه الظروف الصعبة، ولكن يجب الالتفات بأن انجاز خطة الاصلاح الاقتصادي والمالي والاجتماعي هو الأولوية، وقد عقدت الحكومة بلجانها اجتماعات كثيرة وأجرت مشاورات واسعة مع مختصين، وأصبح لديها سلة متنوعة من الأفكار، نحن نعتبر أن الوقت قد حان لحسم الخيار واقرار الحكومة للخطة الاصلاحية المتكاملة". وختم: "لن يقدم المزيد من الوقت شيئا، وما تحتاجه الحكومة من وقت لبعض البرامج تضعه في خطتها، لكن إعلان الخطة الاصلاحية عنوان قوة للحكومة، وتحديد لخارطة الطريق إلى الانقاذ".