الموازنــة نحـو الاقـرار تشــريعيا: جلســة شـكلية ومداخـلات رتيبــة
المشــنوق يفتح النار الانتخابيـة على حزب الله بـ"ســرايا الفتنة المأجــورة"
ترامب: كوريا قد تتخلى عن النووي... والعبادي على الحياد بين واشنطن وطهران
المركزية- جلستان تشريعية وحكومية تصدرتا واجهة المشهد السياسي بعد استراحة انتخابية من عجقة تسجيل اللوائح قبل الانطلاق مجددا نحو اعداد عدة المعركة للمنازلة الكبرى في 6 ايار. الاولى خالية من عنصر المفاجأة ما دام هدفها محدد وقراراتها كذلك، اقرار الموازنة العامة للعام 2018. اما الثانية فرتيبة بفعل المواضيع العادية المدرجة على جدول اعمالها .
وفيما مصير مشروع موازنة العام 2018 في الهيئة العامة لمجلس النواب، معروفٌ سلفا، واقرارُه محسوم في ظل التوافق السياسي على إمراره، بدت النقاشات التي شهدتها اليوم ساحة النجمة، للشّكل لا أكثر، خصوصا ان الجلسة منقولة مباشرة على الهواء عشية الانتخابات النيابية ومعظم من تعاقبوا على المنبر يمثّلون اطرافا حاضرة في الحكومة التي أحالت هذا القانون الى البرلمان. واذ أجمعت المداخلات على انتقاد "العجلة" في درس الموازنة وصوّبت على غياب الاصلاحات وإهمال معالجة الفساد ومكامنه وركّزت على رفض اغراق لبنان اكثر في الديون، حضرت "بواخر" الطاقة في معظم الكلمات ايضا حيث تمسك من تحدثوا من نواب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله، بضرورة عدم تجاوز ادارة المناقصات. والجلسة التي رفعها رئيس المجلس نبيه بري في الثالثة، تُستأنف في الخامسة والنصف وتنطلق مجددا غدا، لاقرار الموازنة وسلّة قوانين أخرى "ضروري إنجازها قبل الذهاب الى مؤتمر سادر 1" بحسب ما قال رئيس المجلس.
15 ملاحظة: وكان تقرير لجنة المال والموازنة النيابية الذي تلاه رئيس اللجنة النائب ابراهيم كنعان في جلسة مناقشة الموازنة لحظ 15 توصية اصلاحية وتعليق وتعديل مواد والغاء اخرى.
احتجاجات: وتزامنا مع الجلسة، اعتصم قدامى القوى المسلحة في ساحة رياض الصلح احتجاجا على عدم نيل حقوقهم من سلسلة الرتب والرواتب وقطعوا طريق الصيفي في اتجاه السوديكو ، قبل أن يعاد فتحها لاحقا.
وجلسة حكومية: وبعيد انفضاض "الجمعة" التشريعية في ساحة النجمة توجه الوزراء الى السراي حيث التأمت "جمعة" حكومية، فرأس رئيس الحكومة سعد الحريري جلسة عادية لمجلس الوزراء بحثت في جدول اعمال من ثمانية بنود.
سلامة... الافلاس مزايدات: وسط هذه الاجواء، ومع ارتفاع وتيرة الحديث عن اتجاه البلد الى الافلاس، لا سيما بعد الموقف الذي نقله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واستتبع بتوضيح من المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية، اكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة "أن العملة اللبنانية بأمان ولبنان بأمان. وشدد في حديث للمؤسسة اللبنانية للارسال على "أن الحديث عن افلاس هو مزايدات سياسية."
خليل: من جهته، أكد وزير المال علي حسن خليل خلال افتتاحه "المؤتمر الوطني الأول لمكافحة التجارة غير المشروعة"، أن "الواقع المالي المأزوم" يفرض "ضبط هذه التجارة غير المشروعة والتهريب والفساد الإداري والمالي لكي يستقيم وضع الاقتصاد والمالية العامة". واعتبر أن إقرار الموازنة العامة لسنة 2018 "سيعيد الانتظام إلى المالية العامة ويشكّل رسالة إيجابية لكل الناس على مستوى الداخل والخارج بأنّ الحياة انتظمت على المستوى المالي الحكومي". وإذ وصفها أنها "موازنة متوازنة"، اعتبر أن الإجراءات الإصلاحيّة التي تتضمنها "ضروريّة لكنّها غير كافية"، آملاً في أن "تتحوّل في السنوات المقبلة إلى مسار عمل تعتمده الحكومات". وتمنى أن يكون مؤتمر "سادر" في باريس محطة للانتقال "نحو واقع أفضل"، محذراً من أن عدم مواكبته بالإصلاحات سيؤدي إلى زيادة "الأعباءً والديون من دون الخروج من المسار المظلم الذي نعيش فيه على مستوى المديونيّة العامة".
المشنوق والكلام الذهبي: في المقلب السياسي الانتخابي، وفي موقف بارز من حزب الله، أكّد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق "ان بيروت في 6 أيار 2018 لن تنتخب لائحة 7 أيار 2008"، وأضاف: "لا يعتقدنّ أحد أنّ بإمكانه الإمساك بقرار بيروت اليوم بعدما اعتدى عليها منذ عشر سنوات بالسلاح". وردّ على كلام قيل أمام كوادر حزب الله في ماكينة بيروت الانتخابية التابعة له قائلا: "قرأنا كلاماً قيل منذ زمن بعيد واعتقدنا أنّنا تجاوزناه لكن يبدو أنّه كان مخبّأً لحين استعماله في هذه المرحلة، وهو كلام عن خطر داخلي يفوق الخطر الإسرائيلي وعن أناس قاموا بأسوأ مما قامت به إسرائيل" "فليسمحوا لنا، الأخطر هو الفريق المتورّط في الاعتداء على العرب في كلّ حروب الفتنة من سوريا الى العراق إلى اليمن، والأخطر هو راعي خلايا التفجير في كل مكان، والأخطر والأخطر هو تعميم سلاح ما يسمى بسرايا المقاومة وهي سرايا الفتنة في بيروت وفي عرمون وفي بشامون، سرايا الفتنة المأجورة". وقال وزير الداخلية، خلال حفل عشاء تكريمي لموظفي الفئة الأولى من البيارتة: "شخصية كبيرة انتقدت وصفي بعض السرايا، ونعتتني بأنّني قلتُ كلاماً مذهبياً، وأنا أقول لهم إنّني قلتُ كلاماً ذهبياً وليس مذهبياً، فأنا لا أتحدث بالكلام المذهبي، لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل، أما موضوع سرايا الفتنة فهو موضوع خلافي وسيبقى خلافيا، وبعض السرايا من ديننا ومذهبنا، فكيف يكون كلامي مذهبياً؟".ورأى أنّ "الأخطر هو من يهلّل لصورايخ الغدر والعدوان التي يطلقها عملاء إسرائيل على السعودية، صواريخ الفتنة التي لا تزيد المملكة العربية السعودية إلا صلابة وعروبة، والمُهلّل بإطلاقها لا تزيده إلا سقوطاً ".
استونيا وقبرص في بيروت: في غضون ذلك، شهدت الساحة اللبنانية زيارتين لكل من رئيس وزراء استونيا جوري راتاس الذي زار رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الحريري ووزير الخارجية القبرصي نيكوس خريستودوليديس الذي حطّ ليلا في بيروت وزار قبل الظهر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. واذ اكد الزائر الاول دعم استونيا لامن واستقرار وسيادة لبنان، شدد الثاني على استمرار قبرص في مساندة لبنان ومشاركتها في مؤتمر "سادر" في باريس بعدما شاركت في مؤتمر روما. من جهته، تمنى الوزير باسيل على نظيره القبرصي مساعدة لبنان لاعادة النازحين السوريين حيث ان الحجة الامنية اصبحت ساقطة"، داعيا الى تأمين المساعدات للسوريين على الارض السورية وليس لمن هم في لبنان"، ومشيرا الى ان "لبنان لا يحمل ٦٥٠ شخصا على الكيلومتر المربع الواحد، فكيف بالأحرى ان يكون نصف هؤلاء من النازحين واللاجئين"؟ الى ذلك، أعلن باسيل ان "تم الاتفاق على اتفاقية سياحية ثلاثية بين لبنان واليونان وقبرص في سياق الاجتماعات التي عقدت على مستوى وزراء الخارجية تمهيدا للقمة الثلاثية، لافتا الى ان "البحث تناول انعاش الاقتصاد عبر دخول المنتتجات اللبنانية الى الاسواق الاوروبية".
كيم يتخلى عن النووي؟ في المقلب الدولي، تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة عن "احتمال قوي" بأن يتخلى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون عن أسلحته النووية. وكان ترامب أعطى موافقته على عقد قمة مع الزعيم الكوري الشمالي الذي قام بزيارة استغرقت ثلاثة أيام إلى بكين، التقى خلالها الرئيس الصيني شي جينبينغ.
العبادي: اما اقليميا، فبرز كلام لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن أن بلاده تريد أن تنأى بنفسها عن الصراع بين الولايات المتحدة وإيران. وقال خلال مؤتمر للطاقة في بغداد أن العراق يريد تحقيق "توازن" في علاقاته مع واشنطن ومع طهران، قائلا إن هذه السياسة تصب في صالح بغداد.