Mar 19, 2020 4:11 PM
خاص

امام الاعتراضات والخلاف الشيعي.. هل ينجح الزرفي في تشكيل الحكومة ؟
التأجيل قد يستمر حتى موعد الانتخابات النيابية في ايار

المركزية - كلّف الرئيس العراقي برهم صالح النائب عدنان الزرفي تشكيل الحكومة الجديدة خلال 30 يوما، في محاولة لتجاوز أشهر من الجمود السياسي، خلفًا لمحمد توفيق علاوي الذي اعتذر عن التشكيل في أول آذار الجاري لعدم تمكنه من التوصل إلى توافق سياسي بين الافرقاء كافة. فهل سينجح الزرفي حيث فشل علاوي؟ وهل سيتمكن من توفير التوافق حوله والتعاون مع المتظاهرين الذين يطالبون بحكومة اختصاصيين مستقلة غير سياسية وغير حزبية ومن اقناع القوى السياسية بانه حيادي مستقل وعلى مسافة واحدة من ايران والولايات المتحدة مع بعض الميل باتجاه ايران جارة العراق؟

يُعتَبر المرشح، وفق ما أفادت اوساط سياسية عربية مراقبة "المركزية"، من المعادين للرئيس السابق صدام حسين. انخرط في حزب الدعوة وعين سابقاً محافظا للنجف، لافتة إلى ان الكتل الشيعية المحسوبة على ايران غير متفقة في ما بينها ولم توحّد موقفها حول مرشح معيّن واعترضت على تسمية الزرفي، فيما وافق مقتدى الصدر على التسمية واعلن في تصريح  عن رفضه تدخّل دول الجوار بشؤون العراق الداخلية، في اشارة الى ايران.

وتضيف الاوساط: "يبدو ان الزرفي ليس برجل سياسي بل حيادي، بدليل عدم اعتراض الجانب الاميركي على تسميته، واعلن فور تكليفه أنه سيحضّر لإجراء انتخابات نزيهة وحرة وشفافة في فترة اقصاها سنة بعد تشكيل الحكومة. كما تعهّد بالعمل على حصر السلاح بيد الدولة وانهاء كل المظاهر المسلحة، مشدداً على ان سلاح الدولة لن يحمل ضد الشعب بل لحمايته وصيانة حقوق العراق. كذلك، رفضته الاحزاب الموالية لايران لانها تعتبره "أميركي" الهوى ومن حزب الدعوة سابقاً. اما المتظاهرون ورغم دعوة الزرفي الى الحوار معهم واعدا بمحاسبة المسؤولين عن العنف ضدهم، فقد اعلنوا اعتراضهم مطالبين بحكومة مستقلة مؤلفة من اختصاصيين غير سياسيين.

وتشير الاوساط إلى "ان المرشح الجديد لن يتمكن من تشكيل الحكومة وقد يستمر التأجيل حتى ايار موعد الانتخابات النيابية، بحيث تشكل اللائحة التي تنال الاكثرية الحكومة فلا يضطر الرئيس، وسط الخلاف الحاد بين القوى السياسية، الى تأمين التوافق لتسمية المرشح"، مشددة على "ان ايران تريد رئيسا ايراني الهوى كما كان نوري المالكي، إلا ان تحالف السنّة والاكراد ساهم في منع وصول مرشح ايراني"، لافتة الى أن الزرفي حيادي لا ميول سياسية له وفي الوقت عينه ليس ضد ايران.

وتكشف الاوساط "ان ايران لا يمكنها التسليم بشراكة في الشخصية المكلفة تشكيل الحكومة وهي تريده صافيا لها خصوصاً بعد ان خسرت قاسم سليماني وقد ترك غيابه، وفق اوساط شيعية عراقية، إرباكا لدى جماعة ايران وباتوا في حال من الضياع امام ضغط القوى السياسية المناوئة للسياسة الايرانية في العراق، لذلك كان موقفهم سلبياً من تسمية الزرفي".

اما بشأن ما يتردد عن اعادة النظر في توزيع السلطات ومطالبة الاكراد والسنة والمسيحيين وحتى شيعة العراق بان تسند رئاسة الحكومة إلى السنّة ورئاسة الجهوررية او مجلس النواب للشيعة، فتقول الاوساط "ان هذا التبديل يحتاج الى تغيير في موازين القوى في المنطقة". وتسأل "هل ستنجح المحاولة في اعادة توزيع المناصب في ظل الموقع القوي لإيران ورفضها التخلي عن مكسب شيعي في العراق على حدود ايران؟"

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o