عرسال تمنع النازحين من التوجه الى سوريا
الحجيري: التحدّي الاكبر ضبط التجمّعات في المخيمات

المركزية- باللحم الحيّ تواجه بلدة عرسال خطر تسلل فيروس كورونا اليها وهي التي تصدّت في السنوات السابقة لخطر تمدد الارهاب بين احيائها فخرجت ومعها لبنان ككل منتصرة من معركة مصيرية.

ما يجري في "زمن كورونا" لا يقلّ خطورة عن زمن الارهاب، خصوصاً ان البلدة تحتضن على اراضيها اكبر مخيّم للنازحين السوريين في لبنان الذي يضمّ نحو ستين الف نازح.

ومع ان محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر اعلن في وقت سابق ان المحافظة لا تزال بعيدة من دائرة الخطر ولم تُسجّل  رسمياً اصابات بالفيروس المستجدّ بين ابنائها، الا ان اخذ الحيطة والحذر لتجنّب الوقوع في المحظور بات اكثر من ضرورة.

وإستشعاراً منها بخطر الفيروس الذي بات وباءً عالمياً كما وصفته منظمة الصحة العالمية، بدأت بلدية عرسال بالتحرّك واتّخاذ سلسلة تدابير احترازية-وقائية لحماية سكانها من شرّ الفيروس المستجدّ.

ولهذه الغاية، عقد المجلس البلدي في عرسال اجتماعاً طارئاً حضره اطباء وممرضون وصيادلة في المراكز الطبّية في البلدة إضافةً الى جمعيات اهلية وعناصر من الدفاع المدني من اجل وضع خطة عمل مشتركة بين البلدية والمعنيين لمواجهة خطر كورونا اذا ما حلّ بالبلدة.

وكشف رئيس البلدية باسل الحجيري لـ"المركزية" "ان حملة تعقيم ستُطلقها البلدية في الساعات المقبلة تشمل احياء البلدة والجوامع والمراكز العامة ومخيمات النازحين بالتعاون مع الدفاع المدني"، كما اعلن "ان البلدية ستُقيم حاجزاً ثابتاً عند مدخل البلدة يضمّ ممرضين من المركز الطبّي في عرسال يكون مجهّزاً بمعدات لفحص حرارة كل من يخرج ويدخل من عرسال، اضافة الى تجنيد فريق عمل لنقل اي مصاب قد تظهر عليه عوارض الفيروس"، مشدداً على "ضرورة تغيير بعض السلوكيات والعادات الاجتماعية اقلّه في هذه المرحلة".

وفي حين اعلن "ان لا إصابات حتى الان في صفوف ابناء البلدة او النازحين السوريين"، شدد على "اهمية رفع مستوى الوعي في البلدة من اجل تجنّب الاصابة بالفيروس وذلك من خلال سلسلة إرشادات وقائية نضعها بمتناول ابناء البلدة والنازحين".

ولعل اكبر تحدّ يواجه بلدة عرسال الان ضبط التجمّعات في مخيم النازحين الذي يضمّ اكثر من ستين الف نازح سوري. فالخيم هو تجمّع بحدّ ذاته لا تفصل بينه مساحات شاسعة يقول الحجيري، فكيف السبيل الى ضبطه"؟ واعلن "ان البلدية اتّخذت قراراً بإقفال الحديقة العامة في البلدة وإلغاء التجمّعات الكبرى".

ومع ان لا معابر غير شرعية يتنقّل عبرها النازحون بين مخيّمهم المركزي في عرسال في اتّجاه سوريا، لان الجيش يفرض طوقاً امنياً مشدداً على طول الحدود في السلسلة الشرقية لجهة عرسال، الا ان الخطر برأي الحجيري يأتي من معابر اخرى خارج حدود عرسال وهو ما دفعنا كبلدية الى اتّخاذ قرار بمنع توجّه النازحين في عرسال الى سوريا في هذه الفترة تجنّباً لخطر تفشّي فيروس كورونا بين العراسالة وسكان مخيم النازحين". 

واذ اشار الى "ان لا تواصل بين البلدية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين من اجل الاجراءات التي يجب اتّخاذها في صفوف النازحين لمنع انتقال عدوى الفيروس"، اوضح "اننا سنتواصل مع القوى الامنية في البلدة من اجل تحديد سبل التعاون في ما بيننا للحدّ من التجمّعات الكبرى".