ضحية ثانية للكورونـــا وعدّاد الاصابات يرتفع الى 68
اجتماع طارئ للجنة المتابعة واجراءات صارمة واقفالات
فرنجية في موسكو وجنبلاط اليها نهاية الجاري واردوغان يهدد
المركزية- لم يعد المسار التصاعدي لعدّاد الاصابات بفيروس الكورونا وحده يستفز اللبنانيين بعد "التطبيع" مع الأمر الواقع الناشئ منذ نحو اسبوعين وتفلت الارقام من عقالها، اذ يبدو، للاسف" انهم اعتبارا من اليوم سيركزون انظارهم على عدّاد الوفيات، في ضوء تسجيل حالة وفاة ثانية في مستشفى رفيق الحريري لمريض خمسيني، رافعا نسبة الهلع لديهم كون "الضحية الثانية" ليس مسنّاً ولم يكن يعاني من مشاكل صحية ، كما انه لم يكن خارج لبنان، ذنبه الوحيد انه استاذ نقل اليه العدوى احد تلامذته.
هذه الوفاة تطرح اشكالية جديدة مع الكورونا وكيفية المقاربة الرسمية والسياسية للأزمة. ومع ان مسار الاجراءات الوقائية يتجه بدوره تصاعديا مع حزمة جديدة من الاقفالات طالت المطاعم والمقاهي والملاهي ودور اللهو واعلان المصالح المستقلة والمؤسسات العامة التوقف عن العمل حتى الاحد، فإن المطلوب على ما تظهر الوقائع والحيثيات يبدو على الارجح اعلان حال طوارئ صحية في البلاد للحد من انتشار الفيروس قبل ان يصبح الندم من دون جدوى بعد فوات الاوان، في دولة عاجزة منهارة لا تتوافر فيها ادنى مقومات الصمود.
ثاني وفاة: تم اليوم تسجيل حالة وفاة ثانية بالفيروس في مستشفى الحريري. وافادت المعلومات ان الشخص المتوفي اسمه مارون كرم عمره 55 سنة "لم يكن يعاني من مشاكل صحية وقد تبين، وفق مكتب وزير الصحة، أن جهاز مناعته ضعيف جدا"، وقد انتقلت اليه العدوى من احد تلامذته الآتي من الخارج.
68 اصابة: في الموازاة، ارتفع عدد الاصابات اليوم الى 68. بعدما كانت اعلنت وزارة الصحة العامة التقرير اليومي عن فيروس كورونا، وجاء فيه، انه حتى الظهر، "بلغ مجموع الحالات المثبتة 61 حالة ، 51 حالة مشخصة في مستشفى رفيق الحريري و9 حالات في المستشفيات الجامعية. وتتوزع الحالات كالآتي: 37% وافدة من الخارج (مصر، المملكة المتحدة، ايران، وسويسرا)، 58% من بين المخالطين للحالات المثبتة (13 من بين المخالطين لحالة وافدة من مصر، 5 من بين المخالطين لحالة وافدة من المملكة المتحدة، 5 من بين المخالطين لحالات وافدة من ايران)، واضافة الى 3 حالات قيد التقصي (6%). تتوزع الحالات حسب الفئات العمرية كالآتي: 11% دون العشرين، 77% من عمر 20 الى 59 سنة، و10% من عمر 60 سنة وما فوق. كما سجلت حالة وفاة جديدة لمريض في العقد السادس كان مصابا بمرض مزمن".
المعونات: من جانبه، أعلن مستشفى سيدة المعونات الجامعي في جبيل انه "بعد الانتهاء من اجراء الفحوصات المخبرية على العاملين فيه والذين كانوا على تواصل مباشر مع أحد المرضى المصابين، تبيّن إصابة 10 أشخاص من طاقمه. ثانيا، إن جميع العاملين الذين شخّصوا بإصابتهم بالفيروس لم يظهروا أي عوارض مرتبطة وهم بصحة جيدة. وتم استقبالهم في قسم جُهّز لهم خصيصا وتم عزله نهائيا عن المستشفى وتتم مرافقتهم ومتابعتهم من قبل فريق طبي وتمريضي خاص طوال فترة حجرهم الصحي. ثالثا، ما زال يتواجد في المستشفى أحد المرضى الذي أصيب بفيروس كورونا وهو في حال حرجة وتتم متابعته في إحدى غرف العزل".
اجراءات صارمة؟: وسط هذه الاجواء الضاغطة والمقلقة، عقد اجتماع طارئ للجنة متابعة التدابير والاجراءات الوقائية لفيروس كورونا عند الرابعة في السراي، ستتخذ خلاله اجراءات صارمة ومهمة جداً وفق المعلومات. واذ اعلنت نقابة المطاعم الاقفال احترازيا وتعليق العمل في اكثر من نقابة، افيد ان لجنة الطوارئ ستتخذ اجراءات صارمة لناحية اقفال المطاعم والمقاهي ومراكز التجمع الكبيرة وستشدد على استمرار اقفال المدارس والجامعات والادارات العامة اضافة الى اجراءات تنظم عمل مؤسسات القطاع الخاص بشكل يحد من الاكتظاظ وستعلن عن تدابير اضافية موسعة عند المعابر.
للعام والخاص: وقال الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء الركن محمود الاسمر ان وزارة الصحة اعلنت تجهيز مستشفيات حكومية في مناطق عدة والمستشفيات الخاصة اعلنت ايضا جهوزيتها لحالات الكورونا، مضيفا "التوصيات التي نصدرها تطال القطاعين العام والخاص وهي توصيات لمصلحة الشعب ونطلب من المواطنين تطبيق التعاميم الصادرة بحذافيرها". وتابع "مدير عام الطيران المدني سيحضر الاجتماع لنستمع اليه لكي نرى ما هو الموقف الواجب اتخاذه لحماية البلد". في المقابل، افادت مصادر معنيّة بالإجراءات الوقائية في المطار أن لا قرار إتّخذ بإقفال المطار حتى الآن وتقول إن مسألة وقف الطيران من الدول الموبوءة ستبحث في اجتماع السراي.
مناوبة بالحد الادنى: من جهته، غرّد أمين عام مجلس الوزراء محمود مكية على "تويتر"، قائلا "في انتظار توصيات اللجنة التقنية، التوجه اليوم للطلب من الادارات كافة وضع جداول مناوبة بالحدّ الأدنى من عدد الموظفين بما يؤمن السلامة العامة ومقتضيات الوقاية من جهة، وإنجاز المعاملات التي ترتدي طابع العجلة من جهة مقابلة".
بيروت – الرياض: في الموازاة، اعلنت السفارة السعودية في بيروت عن "التنسيق مع طيران الشرق الاوسط لتسيير رحلة السبت 14آذار الثامنة صباحاً الى مطار الملك خالد في الرياض ورحلة أخرى الاحد 15 آذار الثامنة صباحاً الى مطار الملك عبد العزيز للمواطنين السعوديّين الراغبين في العودة الى المملكة".
الحريري: وقبيل اجتماع اللجنة، وفي سلسلة تغريدات كتب الرئيس سعد الحريري عبر تويتر: "اذا كانت القضايا السياسية والاقتصادية محل خلافات تحتمل الاجتهاد والتباين في وجهات النظر فان خطر فيروس الكورونا يستدعي عدم التردد في اتخاذ الاجراءات التي تحمي سلامة المواطنين والمقيمين وتعلو على اية مصالح والتزامات سياسية". وأضاف: ""اقفلوا الابواب في وجه الكورونا من اي دولة أتى شقيقة او صديقة بعيدة او قريبة ولتكن سلامة اللبنانيين تتقدم على اي اعتبار".
جعجع: اما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فاعتبر، في بيان، "ان المطلوب فوراً، اولاً، إعلان حال طوارئ صحية جدّية، خصوصاً في ما يتعلق بتأمين وتزويد المستشفيات العامة والخاصة بكل ما يلزم، واتّخاذ اقصى تدابير الحيطة المطلوبة بكل تفاصيلها وصولا إلى الحد المقبول من التجهيزات الضرورية والأساسية لمعالجة اي حالات جديدة".
كوبيش: سياسيا، عرض رئيس الحكومة حسان دياب في السراي التطورات مع ممثل الامين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش الذي قال: لقائي مع الرئيس دياب جاء قبل زيارتي الامم المتحدة في نيويورك لاطلاع مجلس الامن على التطورات في لبنان وتنفيذ مندرجات القرار الرقم ١٧٠١ والقرارات الاخرى. وتحدثنا عن الخطوات التي تقوم بها الحكومة، والتقدم الحاصل على صعيد تحسين الوضع في مختلف القطاعات، ومنها الاقتصادي، اضافة الى البحث في مواضيع اخرى. واستمعت الى وجهة نظر الرئيس قبل مغادرتي لنقل الرسائل والمعطيات خلال زيارتي الى نيويورك.
فرنجية في موسكو: من جهة ثانية، وفي وقت يزور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط موسكو في 30 الجاري، شدد رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية ووزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف على ضرورة تفعيل العلاقات بين روسيا ولبنان على الصعد كافة، وعدم السماح بالتدخلات الخارجية في شؤون لبنان الداخلية. هذا الموقف جاء خلال زيارة رئيس "المرده" جمهورية روسيا الاتحادية، حيث أجرى سلسلة محادثات مع كل من وزير خارجيتها ونائبه ميخائيل بوغدانوف، تم خلالها عرض للأوضاع في الشرق الأوسط عموما ولبنان خصوصا. وقدم لافروف نظرة شاملة عن الموقف الروسي من القضايا الراهنة، فيما عرض فرنجيه وجهة نظره للمسائل التي تمحور حولها النقاش.
اردوغان يهدد: اقليميا، أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان تركيا لن تتوانى عن القيام بعمل عسكري أكبر من السابق في منطقة إدلب في شمال غربي سوريا إذا لم يتم الالتزام بوقف لإطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه الأسبوع الماضي. وفي كلمة ألقاها أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان التركي، قال أردوغان:" إن انتهاكات صغيرة لوقف إطلاق النار، الذي تم الاتفاق عليه مع روسيا، بدأت والأولوية بالنسبة الى تركيا هي سلامة 12 موقعا للمراقبة أقامتها في المنطقة". الى ذلك، نقلت وكالة الأناضول للأنباء عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قوله إن المحادثات بين تركيا وروسيا في شأن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في منطقة إدلب بسوريا "إيجابية وبناءة".