Mar 11, 2020 3:32 PM
خاص

اردوغان متوعّدا: لن نتوانى عن عمل عسكري في ادلب إذا لم يُلتزم "وقف النار"
أنقرة بين الضغط على موسكو للموافقة على عرض "الفرات" والتفاوض العسكري!

المركزية- فيما لا تزال هدنة ادلب "صامدة" في الميدان، حتى الساعة، لا ينفكّ الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يتهدد ويتوعد، ملوّحا بتحريك آلته العسكرية مجددا في الميدان، إن قامت قوات الرئيس بشار الاسد بأي خطوة ناقصة.

لكن وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن كلام "السلطان" لا يبدو موجّها فقط الى دمشق، بل ايضا الى موسكو، التي تفاهم معها، في 5 آذار الجاري على اتفاق وقف النار في ادلب، ويبدو الهدف منه الضغط عليها لتتجاوب مع ما عرضه عليها اردوغان امس لناحية تقاسم نفط شرقي الفرات بين الجانبين، بدل ان يكون تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية الكردية، التي يعتبرها اردوغان ارهابية. فهل ستنجح سياسته؟

الرئيس التركي صعّد نبرته اليوم. ففيما قال إن أمن نقاط المراقبة التركية في سوريا هو على رأس أولويات بلاده، اكد "اننا سنرد على أي هجوم بالمثل وبأضعاف". وأوضح أمام كتلة حزبه النيابية في البرلمان، أن بلاده قامت باتفاق وقف إطلاق نار مؤقت، "ليس لأنها غير قادرة على عناصر الأسد والمجموعات الإرهابية، بل لأنها تسعى للحصول على حل معقول لكل الأطراف في خصوص إدلب". ولفت الى ان "حتى لو كانت حوادث محدودة، فإن وقف إطلاق النار بدأ يُنتهك. نحن نشاطر هذه التطورات مع روسيا ونتوقع أن يتم اتخاذ إجراءات"، محذرا من أن أي اعتداء على نقاط المراقبة التركية في إدلب سيرد عليه بقوة. وقال "الوضع تحسن في إدلب لكنه لم يصل إلى النتيجة المرجوة". كما اعتبر أن التدابير التي تم التوصل إليها مع موسكو بشأن إدلب إجراءات مؤقتة. ولفت أردوغان الى ان هناك انتهاكات صغيرة لوقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه مع روسيا، مضيفا أن الأولوية بالنسبة لتركيا هي سلامة 12 موقعا للمراقبة أقامتها في المنطقة.

في الموازاة، بدأت مساء امس في أنقرة، محادثات الوفدين العسكريين التركي والروسي حول تطبيق الاتفاق بين الجانبين الخاص بتسوية الأوضاع في منطقة إدلب السورية. وفي هذا الاطار، أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، اليوم، أن المحادثات التي أجراها الجانبان "إيجابية وبناءة". وأشار إلى أن اللقاءات المتبادلة مع الوفد العسكري الروسي تتواصل، مضيفا أن تركيا تخطط وتعمل من أجل البدء بتسيير الدوريات المشتركة مع الروس على الطريق الدولي "إم 4" في سوريا في 15 آذار. وكانت موسكو أعلنت في وقت سابق أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره التركي، بحثا خلاله الوضع في إدلب السورية.

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو أوضح امس أن الجيش التركي سيتكفل "بالرقابة" على الجزء الواقع شمالي ممر أمني أقيم حول طريق سريع في محافظة إدلب، بينما سيخضع الجزء الجنوبي لرقابة القوات الروسية.

ويعد الاتفاق على هذا الممر جزءا من اتفاق لوقف إطلاق النار توصلت إليه تركيا وروسيا الأسبوع الماضي لوقف القتال الدائر في إدلب الذي أدى إلى نزوح قرابة مليون شخص خلال ثلاثة أشهر وأثار احتمال وقوع اشتباك عسكري بين تركيا وروسيا. وعزز هذا الاتفاق ما حققته قوات النظام السوري المدعومة من روسيا من مكاسب أمام المعارضة التي تدعمها تركيا لكنه أوقف زحف النظام وخفف من مخاوف أنقرة وهو تدفق المزيد من المهاجرين السوريين للانضمام إلى 3.5 مليون لاجئ سوري في تركيا حاليا. وبمقتضى الاتفاق سيبدأ تسيير دوريات تركية روسية مشتركة على امتداد الطريق السريع نفسه في 15 آذار الجاري. ولم يتضح ما سيحدث لجيب للمعارضة سينشأ جنوبي الطريق.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o