Mar 09, 2020 3:40 PM
خاص

الكتائب تقرأ بين سطور الاعتداء على البيت المركزي:
ليست الرسالة الاولى لخفض سقف الخطاب

المركزية- الأحد8 آذار 2020. السادسة فجرا. ست رصاصات تصيب واجهة بيت الكتائب المركزي في الصيفي، من دون أن توقع إصابات في الأرواح، قبل أن يهرب الفاعلون، وتفتح التحقيقات لكشف الجناة. وفي وقت تريث الحزب لأكثر من 12 ساعة قبل إعلان الخبر، في انتظار ما ستنتهي إليه جهود الأجهزة الأمنية، يبقى أن توقيت الحادثة في ذاته يثير عددا من علامات الاستفهام حول الرسائل السياسية التي أراد الفاعلون أو ربما من يقف وراءهم ايصالها إلى الحزب ورئيسه النائب سامي الجميل، المتموضعين في مقدمة المعسكر المعارض للنهج السائد في البلد والقيمين عليه، وفي واجهة الدعم للثورة ومطالبها، وهو كان عبر عن ذلك في مواقف أطلقها في مجلس النواب، كما من على منبر الصيفي، الذي يعود إليه غدا في مؤتمر صحافي يتناول فيه الحادث وخلفياته والمعطيات المتوافرة لدى الكتائب في شأنه.

غير أن الكتائبيين لا ينتظرون إطلالة رئيس حزبهم غدا ليجددوا تمسكهم ببعض ما يعتبرونها ثوابت لا تتغير على وقع محاولات دفع الحزب إلى تصفية حسابات سياسية في غير زمانها ومكانها: الكتائب فهمت الرسالة جيدا. لكنها لن تخفض سقف خطابها ومواقفها لا لشيء إلا "لأنها إلى جانب الناس"، ومقتنعة بأن ما جرى أمس يصب في سياق محاولات فاشلة لإسكات الأصوات المعارضة في البلاد ، لحرف الأنظار عن حقيقة الصراع السياسي الدائر في البلاد والهادف إلى محاولة تغيير هوية لبنان وكيانه.

هذه القراءة، تقدمها مصادر قيادية كتائبية عبر "المركزية" عشية المؤتمر الصحافي للنائب الجميل، مشددة على "أننا لا نريد سوق الاتهامات يمينا ويسارا. غير أن الجميع يعرفون أن في البلد جوا من محاولة تسييب المعارضة والأصوات الحرة والقوى الحية. لكننا متساوون مع الناس الذين يتم توقيفهم، وأولئك الذين يتعرضون يوميا للاعتداءات".

لكن المصادر عينها تلفت إلى أن الاعتداء طال رمزية بيت الكتائب في ذاكرة الناس، مشيرة إلى هناك تراكم مواقف ومسارا مطبوعا بالمعارضة والتشبيك مع الناس"، مشددة على أن "هذا الحادث رسالة لتخويف وإرهاب حزب الكتائب على اعتبار أنه ذهب بعيدا في دعم الناس ومساندتهم، علما أنه يواصل اجتماعاته اليومية مع الناس وممثلين عن مختلف المجموعات الموجودة على الأرض".

وفي السياق عينه، تعتبر المصادر أن هناك محاولة لضرب "الجهاز العصبي" الذي لا يزال يمد الشارع بالحيوية السياسية والاجتماعية والمطلبية. غير أن مركزية هذا الشارع نابعة من كل بيت لبناني يتوق أهله إلى التغيير العادل في لبنان".

أما في ما يخص التوقيت السياسي لهذه الرسالة ، فتلفت المصادر الكتائبية إلى أن "هذه ليست المرة الأولى التي تصلنا فيها إشارات معينة إلى ضرورة الحد من الحركة السياسية وتخفيض سقف الخطاب. وكنا نضعها دائما في سياق حملات تدجين الكتائب لتفقد المعارضة والثورة حرية معينة. ونحن لم نعر هذا الأمر اهتماما وقد اعتدنا أن نكون مطبوعين بالشهادة"، داعية الدولة إلى كشف الفاعلين لنعرف من المستفيد من العملية.

وأشارت المصادر إلى أن حزب الكتائب هو الصوت الوحيد الذي لا يتحدث تبعا لمنطق تصفية الحسابات، بل تهمه المحافظة على لبنان الكيان وتسمية الأمور باسمائها، ولا يزال يعتبر أن أم المعاصي هي التسوية الرئاسية، والتي لا تخدم إلا فريقا واحدا يحمل راية اللادولة واللا سيادة، ولا نزال نقول إن لا يمكن فصل السياسة عن الاقتصاد، مشددة على أن "الصراع اليوم ليس على السلطة، بل على الوطن ولبنان الذي نريد، فيما هناك تغيير لوجه لبنان، ونحن القوة الوحيدة التي نواجهها"، مشيرة إلى أن "الجميع يعارضون تحت سقف القبول بسيطرة حزب الله على البلاد" وهذه هي التسوية في صيغتها الجديدة".

وتختم المصادر مستبعدة إدراج هذا الحادث في إطار تحريك الوضع الأمني في البلاد، خصوصا أن الجميع يعرف القوى المسيطرة الآن على لبنان، ولا مصلحة لأحد في ذلك لأن هناك وسائل قد تعطي نتائج أفعل من التصفية الجسدية. لكن هناك قنصا سياسيا، لإفهامنا الرسالة جيدا.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o