Mar 04, 2020 2:27 PM
خاص

"اليوروبوندز" ومشرفية في سوريا:
ألغام "الممانعة" على طريق ديـاب

المركزية- "أول دخولو شمعة طولو". لم تكد تمر ثلاثة أسابيع على نيل حكومة "مواجهة التحديات" الثقة في المجلس النيابي، على رغم الاحتجاجات العارمة من جانب الثوار، حتى تلقى البيان الوزاري أول سهم قاتل في صدره. ذلك أن وزير السياحة والشؤون الاجتماعية رمزي مشرفية لم يتأخر في تسجيل أول خرق حكومي علني لسياسة النأي بالنفس.

فكما سلفه صالح الغريب المحسوب على رئيس الحزب الديموقراطي طلال إرسلان، بادر مشرفية (المقرب هو الآخر من دارة خلدة) إلى زيارة دمشق للقاء عدد من المسؤولين والوزراء السوريين تحت ستار ضرورة معالجة ملف اللاجئين السوريين. وفي وقت لم تحمل المعطيات السياسية والاعلامية أي إشارة إلى موافقة رسمية على الزيارة، نبهت مصادر سياسية عبر "المركزية" إلى أن هذه الخطوة، في توقيتها والرسائل السياسية التي تحملها تتجاوز "ذريعة" إعادة فتح النقاش ذي الطابع الرسمي في ملف اللجوء السوري وانعكاساته الثقيلة على الاقتصاد اللبناني.

ولفتت المصادر في هذا الاطار، إلى أن إقدام مشرفية على زيارة دمشق يعد ضربة قاسية للحكومة من... أهل بيتها. ففيما يبذل الرئيس دياب كثيرا من الجهد لإثبات ان حكومته مؤلفة من المستقلين الاختصاصيين غير المحسوبين على الأحزاب السياسية التي يرفضها ثوار 17 تشرين، أتت الخطوة الانفتاحية في اتجاه دمشق لترفع منسوب المخاوف إزاء احتمالات جر لبنان إلى أحد محاور الصراع الملتهب في المنطقة. وشددت المصادر عينها على أن الركون إلى هذا النوع من الممارسات يطيح قدرة لبنان على البقاء بعيدا من انعكاسات "تصفية الحسابات الدولية" الدائرة على أشدها في سماء سوريا وعلى أراضيها، بدليل الحصيلة المرعبة من القتلى الذين اعترف حزب الله بسقوطهم خلال المواجهات في إدلب. ولا يخفى أن في ذلك مؤشرا إضافيا إلى أن عرابي الفريق الوزاري الجديد، الذين عبّدوا طريق التأليف في لحظة التقاء مصالحهم المحلية والاقليمية، هم الذين يقفون اليوم في موقع من يضع العصي في الدواليب، بدليل أنهم أعادوا إلى الضوء معضلة تطبيع العلاقات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، علما أنهم يعرفون تمام المعرفة أن هذا الملف الشائك يواجه بالرفض من نسبة لا يستهان بها من اللبنانيين، كما الأفرقاء البارزين المصنفين في الخانة "السيادية". علما أنهم انتقلوا بوضوح إلى المعسكر المعارض للرئيس دياب، في رسالة واضحة إلى محور الممانعة.

غير أن المصادر بدت حريصة على الاشارة إلى أن الدفع في اتجاه ضخ الحرارة على خط بيروت- دمشق ليس القنبلة الوحيدة التي تحاول "الممانعة" زرعها على طريق دياب وفريقه. وذكّرت في السياق أن حزب الله لم يجد ضيرا في استباق الخيارات التي قد ترسو عليها السفينة الحكومية في شأن استحقاق سندات اليوروبوندز في 9 آذار المقبل، حيث أعلن نائب الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم قبل أكثر من أسبوع أن الضاحية ترفض خيار الركون إلى خطة إصلاحية يضعها صندوق النقد الدولي على اعتبار أن في ذلك "خضوعا للمؤسسات الاستكبارية"، تاركا للحكومة اتخاذ "القرار الذي تراه مناسبا". ولفتت إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري أكمل اليوم عملية التضييق على الحكومة بإعلانه في لقاء الأربعاء النيابي "أننا نرفض الدفع المسبق لسندات اليوروبوندز، ومع أي تدبير تتخذه الحكومة إلا الدفع". موقف من شأنه أن يضيق مروحة الخيارات أمام مجلس الوزراء.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o