Mar 03, 2020 3:53 PM
خاص

ذكرى ثورة الأرز تمر مجددا من دون احتفال:
عندما تضرب 14 آذار من أهل البيت أولا!

المركزية- على عكس ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط، بات يوم 14 آذار، الذي كان يوم ثورة الأرز ضد الاحتلال السوري، يوما عاديا في روزنامة الأحداث اللبنانية، يمر منذ سنوات من دون احتفال يخلد هذا اليوم الذي كسر فيه اللبنانيون حواجز الخوف والانتماءات ليغزوا الساحات البيروتية مطالبين بالحقيقة والحرية والسيادة والاستقلال.

على أي حال، فإن هذا العام، وعلى رغم كونه شهد ثورة محقة موحدة هي الأولى من نوعها منذ 14 آذار 2005، سيمر بدوره من دون احتفال شعبي تلتقي تحت سقفه كل مكونات هذا التحالف السيادي، الذي كسب يوما رهانه على الناس وأمسك ورقة الغالبية النيابية في استحقاقي 2005 و2009 النيابيين. وفي السياق، لفتت مصادر سياسية عبر "المركزية" إلى أن غياب المشهدية الاحتفالية في ذكرى 14 آذار يعد أمرا طبيعيا ومتوقعا بالنظر إلى الأوضاع السياسية العامة في البلاد. لأن التصدعات بين حلفاء الأمس لا تنفك تكبر يوما بعد يوما، مطيحة فرص ردم الهوة بين الأفرقاء المعنيين.

وذكّرت المصادر أن أولى حلقات هذا المسلسل الطويل بدأت مع إقدام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على إبرام اتفاق معراب مع مؤسس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون وتبني ترشيحه للانتخابات الرئاسية في خيار أثار حفيظة الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي عاد واعترض في وقت لاحق على التسوية الرئاسية التي قادت عون إلى بعبدا بدعم من الرئيس سعد الحريري. ولفتت إلى أن الأخير وجد نفسه تبعا لذلك في موقع المواجهة المباشرة مع حليفيه القواتي والاشتراكي إلى أن قرر خلع العباءة الحكومية ودفن التسوية إلى غير رجعة في خطاب عنيف ألقاه في ذكرى 14 شباط قبل نحو 3 أسابيع.

بذلك، تضيف المصادر، يكون الحريري انتقل إلى صفوف المعسكر المعارض، لينضم إلى القوات (التي سبقته إلى التخلي عن أربعة مناصب حكومية على وقع ضغط الثورة، بعدما راكمت الاشارات على امتعاضها من النهج الحكومي) والحزب الاشتراكي، الذي لم يشأ ترك الحريري وحيدا في حلبة "حكومة حزب الله".

غير أن عملية إعادة التموضع السياسي هذه لا تعني أن 14 آذار في معناها التقليدي عائدة إلى الحياة. ذلك أن سلاح حزب الله "غير الشرعي" لا يزال موضع خلاف استراتيجي كبير بين هؤلاء الأطراف الذين اختاروا الركون إلى المعارضة ضد العهد وحكومة الرئيس حسان دياب. وهو ما أشار إليه بوضوح رئيس حزب القوات سمير جعجع في لقاء مع الاعلاميين أمس، حيث استبعد قيام جبهة معارضة موحدة "لأن المستقبل والاشتراكي لا يريدان الذهاب في هذا الاتجاه لاعتبارات تتعلق بهما، بينها عدم رغبتهما في الذهاب حتى النهاية في مواجهة حزب الله". موقف يحمل بين طياته انتقادات  مبطنة لكل من المختارة وبيت الوسط، المتمسكين بسياسة ربط النزاع مع الضاحية، أقله في المرحلة الراهنة، بدليل أن الحريري ركز هجومه في 14 شباط على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، متفاديا إشعال فتيل اشتباك جديد مع الحزب. بدوره، يطلق جنبلاط سهامه "الكهربائية" في اتجاه العهد وباسيل، مبتعدا هو الآخر عن أي سجال مع الضاحية، ذاهبا إلى حد الدعوة إلى إعطاء حكومة دياب (التي يعتبر  كثيرون أنها حكومة الحزب) فرصة للعمل، على اعتبار أن وجودها أفضل من الفراغ.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o