Mar 03, 2020 3:23 PM
خاص

ماذا بعد اعتذار علاوي عن تشكيل الحكومة العراقية؟
عبد القادر: لا حلّ إلا في التحرر من التبعيـة لإيران

المركزية - في وقت متأخر من ليل الاحد الاثنين، اعلن الرئيس المكلف تشكيل الحكومة العراقية محمد توفيق علاوي عبر التلفزيون الرسمي نبأ اعتذاره عن تشكيل الحكومة محملا المسؤولية الى "قوى سياسية متاجرة بالطائفية" لا تأبه لمصلحة البلاد. فماذا تخبئ الايام المقبلة للساحة السياسية العراقية بعد اعتذار علاوي؟ وهل فشله يعد انتصارا للمتظاهرين الذين اكدوا منذ البداية أنهم رافضون له ولمخارج مباحثاته؟

الخبير العسكري نزار عبد القادر قال لـ"المركزية": "مشكلة العراق متجذرة، بدأت مع قرار الاميركيين خلع نظام صدام حسين وإقامة "ديمقراطية" في العراق"، لافتاً إلى "ان الديمقراطية ليست قرارا يصدر عن واشنطن. فالعراق مليء الانقسامات والاثنيات وبالعداء بين النظام العراقي والايرانيين، الامر الذي أتاح لإيران "اللعب" في الساحة العراقية".

وأضاف: "الدستور المكتوب لا يصنع الديمقراطية، بل ادراك الشعوب لمدى حاجتها لصون حرياتها والعيش في ظل دولة يحكمها القانون. الدول العربية كلها، ومنها لبنان، لم تصل الى هذه الدرجة من النضوج السياسي او الاجتماعي او الاقتصادي. لذلك ما يجري في العراق هو نتيجة لهذه الديمقراطية المبكرة التي جاءت اميركا لتفرضها من خلال اسقاط نظام صدام حسين"، مشددا على "ان في كل مناطق العراق وكل الاقاليم والاثنيات، ليس هناك اي منحى او قبول لمنطق الديمقراطية التي تعيش في ظل القانون حيث يتساوى المواطنون، حتى في الاقليم الكردي الذي يعتبر اثنية واحدة، نرى ان هناك دويلة في اربيل ودويلة في السليمانية"، مضيفاً: "حتى بين الشيعة العراقيين الذين من أجلهم حمل الاميركيون هذه الديمقراطية، على حساب بقية المكوّنات، لا يتفقون في ما بينهم على وجود حكم يحكم باسم القانون ويتعامل مع الناس سواسية ويحفظ المال العام ويشجع على اقامة نظام اقتصادي عادل بين المواطنين والمحافظات والمناطق".

ورأى عبد القادر "أن ما يعيشه العراق سواء داخل الكتل السياسية في البرلمان او من خلال الصعوبات التي يواجهها لتشكيل الحكومة نتيجة مباشرة لعدم وجود مثل هذا النضوج للعيش في ظل مفهوم الديمقراطية. واكبر دليل هو ان كل الحكومات منذ اطاحة صدام حسين عام 2003 الى اليوم، كانت متهمة بالفساد وبالتبعية لايران وبكل المعاصي".

المظاهرات اليوم تعم شوارع بغداد، ونرى قوى سياسية تنضم مرة الى الثورة وأخرى تقف ضدها، لكن اكثرية المواطنين الكادحين، الذين لا ينتمون الى هذه القوى السياسية والتي جميعها تأتمر بأوامر من ايران، يرفضون الخضوع وما زالوا يتظاهرون في الشارع رغم سقوط مئات القتلى والجرحى منهم"، مؤكداً أن هذه الديمقراطية امامها طريق طويل جدا لكي تنتج حكما مستقلا وصالحا في العراق".

وأوضح "ان الرئيس برهم صالح يحاول ايجاد بديل لعلاوي، ولكن هل سينجح هذا البديل اكثر من عادل عبد المهدي وبعده علاوي في المهمة؟ اشك في الامر. كما ان رئيس الحكومة السابق عادل عبد المهدي دعا لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة، لكن هل ستنتج هذه الانتخابات برلماناً مختلفاً عن البرلمان الراهن والذي سيُنتخب في ظل سلاح الحشد الشعبي الخاضع لايران؟ اشك في ذلك".

وختم عبد القادر: "العراق في ورطة كبيرة ولن يخرج منها إلا في حال نجحت الضغوط الاميركية في اقناع ايران بتغيير سلوكها في العراق ولبنان واليمن وسوريا وغيرها، او ان يسقط الحكم في طهران تحت ضغط شعبي بسبب الضائقة الاجتماعية والوضع الاقتصادي الرديء، غير ذلك لا ارى ان العراق سيتحرر من هذه القوى الضاغطة التي تدعي الوطنية وهي تعمل لصالح ايران بدل العراق".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o