لبـنان في نـادي دول الـ"الكورونـا" رسـميا... اول اصابـــة من ايــران
حالة مؤكدة واثنتان مشـتبه بهما في مستشفى الحريري وحسـن: لا داعي للهلع
وفد "الصندوق" يبني تصوره لتجاوز الازمة و"الرغيف" في اضراب بدءا من الاثنين
المركزية- لم يكن ينقص مشهد التأزم المالي والاقتصادي والتوتر التصاعدي والسياسي الذي يعيشه لبنان بمجمله على وقع تلاعب المسؤولين، بأعصاب اللبنانيين وبمصير البلد المتجه نحو الافلاس، سوى انضمامه الى نادي الدول المصابة بفيروس "الكورونا". في الدولة الكرتونية، المترنحة على حافة الانهيار، حيث لا قيمة للانسان، تكذب السلطة على الناس. صباحا تعلن المديرية العامة للطيران المدني مستندة الى معلومات وزارة الصحة ان لا اصابات على متن الطائرة الايرانية الآتية الى لبنان، متمنية على "وسائل الإعلام توخي الدقة والحذر في نشر اي معلومة"، وبعد الظهر يطل وزير الصحة حمد حسن للاعلان عن اول اصابة مؤكدة والاشتباه بحالتين اخريين.
موجة من الهلع عمت لبنان لم تبددها تطمينات الوزير. كل آت من ايران بات في دائرة الشك. فالوافدون من منها كثر، وليس آخرهم رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني الذي حطّ في بيروت مطلع الاسبوع وجال على المسؤولين. الاجراءات الاحترازية التي تحدث عنها وزير الصحة لم تثلج القلوب، ما دام المتخذ منها في المطار غير كاف لرصد الوباء، ولا تم الاعلان عن وقف استقبال الطائرات الآتية من ايران على غرار سائر الدول، فيما الوقائية ليست كفيلة بدرء اخطار الفيروس متى انتشر والشواهد في دول العالم اكثر من ان تعد. في دولة الـ"نمشي على ما يقدر الله"، لم يعد ينفع الا الدعاء والتسليم لمشيئة الله.
وصول كورونا: أعلن الوزير حسن بعد ظهر اليوم في مؤتمر صحافي عاجل عن تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس "كورونا" في لبنان والاشتباه بحالتين اخريين، مطمئنا الى ان الاجراءات اللبنانية للوقاية كافية. وأفيد عن نقل الاصابة إلى مستشفى رفيق الحريري وتعود الى فتاة تدعى ت. ص. آتية من قم في ايران.
الصندوق يجول: وفي الامراض المستعصية اقتصاديا وماليا، واصل وفد صندوق النقد الدولي جولته على المسؤولين اللبنانيين. فبحث وزير المال غازي وزني مع وفد منه برئاسة رئيس البعثة مارتن سيريزوليه، في ما يمكن أن يقدّمه الصندوق من مشورة تقنية لمساعدة لبنان في بناء خطته الإنقاذية. وتمّ التداول في المعطيات المتوفّرة والخيارات الممكنة بناءً على رؤية الوفد وتقييمه لواقع الحال في البلاد، على أن يتم استكمال البحث لبناء تصوّر لكيفية تجاوز الوضع الراهن. وفيما تردد ان الوفد سيغادر بيروت خلال الساعات المقبلة بعد ان ينهي اجتماعاته مع المسؤولين لمزيد من التمحيص في الأزمة النقدية والمالية والاقتصادية المستفحلة وعرض الحلول الممكنة، علمت "المركزية" أن وفد الصندوق سيلتقي مجدداً لجنة الرقابة على المصارف غداً السبت أو الإثنين المقبل إذا قرر تأجيل موعد المغادرة.
عون والاصلاحات: وليس بعيدا، ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيش، الذي استقبله في بعبدا، ان معالجة الاوضاع الاقتصادية والمالية في البلاد ستكون من اولويات الحكومة بعد نيلها ثقة مجلس النواب، لاسيما وانّ الحكومة التي تشكّل فريق عمل واحدا متضامنا عازمة على تحقيق ما هو مطلوب منها في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان. وشدد الرئيس عون خلال الاجتماع الذي حضره الوزير السابق سليم جريصاتي والوفد المرافق لكوبيش، على ان احدى اهم المعارك التي ستخوضها الحكومة هي معركة مكافحة الفساد، لافتا الى ان ذلك سيتزامن مع تشكيلات في المؤسسات والاجهزة المعنية التي تساهم في تحقيق الاصلاح المنشود. واكد عون ان المعالجات قائمة للاوضاع المالية والاقتصادية الراهنة بالتعاون مع وفد صندوق النقد الدولي لاتخاذ القرارات المناسبة، لافتا الى ان الاجراءات التي ستتخذ تهدف الى حماية الواقع النقدي في البلاد وحفظ حقوق المواطنين ومصالحهم. واعرب رئيس الجمهورية عن امله في ان يكون موضوع النازحين السوريين في لبنان من النقاط التي سترد في التقرير الفصلي عن تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 في الجلسة المقبلة لمجلس الامن في بداية شهر آذار المقبل، مؤكدا ايضا ان الاستقرار في الجنوب مستمر على رغم التطورات التي حصلت أخيراً في سوريا والعراق. وهنأ كوبيش الرئيس عون بتشكيل الحكومة الجديدة ونيلها الثقة، مؤكدا دعم الامم المتحدة للاصلاحات التي تنوي اتخاذها. واشار الى انه سيقدم تقريرا الى مجلس الأمن عن واقع القرار 1701، كما سيقوم بزيارات الى عدد من الدول المعنية بالوضع اللبناني.
لقاءات دياب: في الاثناء، استقبل رئيس مجلس الوزراء حسان دياب في السراي، الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري، الذي قال اثر اللقاء "تشرفت بمقابلة دولة الرئيس لتهنئته على نيله الثقة، ووضعت بين يديه تقريرا مفصلا عن الأمور التي تحتاج الى متابعة في العلاقات اللبنانية السورية انطلاقا من المعاهدة ومن الإتفاقيات الموقعة بين الجانبين. وتداولنا الأمور الملحة التي سيصار الى معالجتها، وسنتابع الإتصالات بين الجانبين من اجل ايجاد الحلول المناسبة لبعض الأمور، ونأمل في ان نتمكن في المراحل المقبلة من اعادة تفعيل العلاقات بين البلدين". كما استقبل دياب السفير البريطاني كريس رامبلينغ في حضور الخبير الإقتصادي في وزارة الخارجية كومار ليار، نائب وزير التنمية الدولية البريطانية نيك ليا ورئيس الفريق الاقتصادي في وزارة التنمية اليكس ريد وجرى عرض الأوضاع الإقتصادية في لبنان.
فوشيه ونجم: وغداة تشديده على ضرورة تنزيه القضاء، استقبلت وزيرة العدل ماري كلود نجم، سفير فرنسا في لبنان برونو فوشيه في زيارة مجاملة حيث تناول البحث سبل التعاون الثنائي على الصعيد القضائي.
حتي: من جانبه، استقبل وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي كلا من سفيرة الولايات المتحدة الاميركية اليزابيت ريتشارد والسفير الروسي الكسندر زاسبكين. وتناول البحث سبل مساعدة لبنان اقتصاديا والمسائل ذات الاهتمام المشترك لاسيما ما يخص الوضع الداخلي والملفات الدولية.
فضل الله: في المواقف، وغداة تظاهرة التيار الوطني امام المصرف المركزي مطالبا باستعادة الاموال التي حولت الى الخارج، كشف عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أن "الكتلة طرحت موضوع التحويلات المالية الى الخارج في المجلس النيابي، وطالبت من المصرف المركزي وجمعية المصارف وأجهزة الرقابة على المصارف ومن القضاء وهيئة التحقيقات الخاصة ومن كل الجهات المعنية بتحقيق شفاف في كل التحويلات التي جرت منذ بداية العام 2019 وحتى نهايته على مدى عام، ومن هم الذين حولوا أموالهم، وهم ليسوا مواطنين عاديين وانما في السلطة واصحاب المصارف وكبار المتعهدين والموظفين والمتنفذين في الدولة التي تحوم حولهم شبهات فساد على اموالهم لأنهم بنفوذهم وعلاقاتهم وما لديهم من معلومات في الكواليس، عرفوا أن الوضع متأزم وهربوا الاموال. وهذا المال الذي حول هو أموال المودعين في الوقت الذي يذل فيه المواطن على أبواب المصارف للحصول على مئتي دولار من حسابه الخاص". ورأى أن "هذا الوضع يتحمل مسؤوليته كل من يعرقل المحاسبة والمساءلة"، مؤكدا ان "هناك حماة في لبنان للفاسدين نراهم في كل المواقع التحريضية المذهبية والطائفية والسياسية لمنع محاسبة الذين أوصلوا البلاد الى ما وصلنا اليه". وأكد "الجدية والتعاون وتحمل المسؤولية مع الحكومة وأن تقوم بدورها كاملا مع الدقة في القرارات والخيارات والاستحقاقات وان تقيس قراراتها بميزان الذهب حتى لا يأخذنا أحد الى اتجاهات لا نعرف الى اين تصل".
المخابز: معيشيا، وفي وقت كشف مؤشر أسعار جمعية المستهلك ارتفاعاً بلغ 45.16% منذ بداية تشرين الاول 2019 وحتى 15 شباط 2020، أعلنت الجمعية العمومية لاتحاد نقابات المخابز والافران الاضراب المفتوح اعتبارا من الاثنين المقبل اذا لم تتحقق مطالب اصحاب المخابز والافران بدعم القمح والابقاء على وزن وسعر ربطة الخبز على ما هو عليه اليوم. وبدأت الجمعية العمومية بكلمة لرئيس الاتحاد كاظم ابراهيم، اشار فيها إلى أن "لقاءنا اليوم لوضع الامور في نصابها خصوصاً واننا لم نعد نستطيع الاستمرار في ظل الظروف الاقتصادية الخطيرة التي يمر بها البلد، خصوصاً في ما يتعلق بصناعة الرغيف التي باتت اليوم تعاني الويلات حيث نتكبد خسائر مالية كبيرة تمنعنا من القدرة على الاستمرار".
المحروقات: في المقابل، عقد موزعو المحروقات اجتماعا استثنائيا برئاسة فادي أبو شقرا وبحثوا في وضع القطاع والمشاكل التي يتخبط فيها. بعد الاجتماع، قال ابو شقرا: "ان الموزعين يتركون الحل بين أيدي دولة رئيس الحكومة حسان دياب ووزير الطاقة والمياه ريمون غجر اللذين يعملان على صيغة لمعالجة المشكلة التي يمر بها القطاع النفطي". واكد ابو شقرا "ان لا داعي للقلق لان الموضوع أخذ طريقه الصحيح للحل".
ادلب: اقليميا، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "سأتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء اليوم وسيحدد حوارنا موقف تركيا من إدلب". وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن روسيا تناقش احتمال عقد قمة في شأن سوريا مع زعماء تركيا وفرنسا وألمانيا. وجاء إعلان الكرملين بعدما اتصل الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية بالرئيس الروسي أمس الخميس للتعبير عن قلقهما من الوضع الإنساني في منطقة إدلب السورية وللحث على إنهاء الصراع هناك. وقال بيسكوف للصحافيين: "نناقش احتمال عقد قمة. لا توجد أي قرارات مؤكدة حتى الآن. لكن إذا رأى الزعماء الأربعة أن ذلك ضروري فلا نستبعد احتمال عقد مثل هذا الاجتماع". هذا وأعلنت الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان طلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تقديم دعم "ملموس" لإنهاء الأزمة الإنسانية في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا، وذلك في ظل تصاعد التوتر في المنطقة.