Jan 30, 2020 3:04 PM
خاص

"صفقة القرن" بين بوتين ونتنــياهو في الكرملين: صمت روسـيا دليل "تحفّظ" عليها
موسكو تستثمر رماديتها لمحاولة انتزاع تنازلات من واشنطن في أوكرانيا والعقوبات؟

المركزية- من الولايات المتحدة الاميركية حيث شارك في "احتفالية" رفع الستارة عن "صفقة القرن" في البيت الابيض، طار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مباشرة، الى روسيا حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبحث معه الخطة الأميركية لإحلال السلام في الشرق الأوسط.

في مستهل اللقاء، اعتبر نتنياهو أن هناك "فرصة ربما تكون فريدة لتحقيق السلام". وقال لبوتين "أنتم أول زعيم أتحدث معه بعد زيارتي إلى واشنطن، حول "صفقة القرن" التي قدمها الرئيس الاميركي دونالد ترامب"، مضيفا "أعتقد أننا أمام فرصة فريدة هنا وأريد التحدث معك عن ذلك، وبالطبع أن أسمع رأيك". ونقلت الصفحة الرسمية لنتنياهو، على موقع فيسبوك عنه القول، إن "العلاقات الروسية الإسرائيلية أمتن وأقوى وأفضل من أي وقت مضى".

اما بعد الاجتماع الذي لم يدم طويلا، فلم تسجّل تصريحات لاي من الجانبين، كما لم يصدر بيان رسمي، واكتفى الكرملين بالقول: نتنياهو أطلع بوتين على تفاصيل الخطة الأميركية للسلام وموسكو مستمرة في تحليلها ودراستها. هذا "الصمت"، يدل وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، الى عدم وجود قراءة واحدة للخطة المطروحة بين الاسرائيليين والروس، الذين على ما يبدو حتى الساعة، "يتحفّظون" على الصفقة ومضمونها.

فوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، دعا في وقت سابق اليوم إلى إجراء تقييم دولي للخطة الأميركية. ووفقا لموقع "روسيا اليوم"، اقترح لافروف "أن تنضم اللجنة الرباعية الدولية إلى مناقشة وتحليل صفقة القرن الأميركية"، مشيرا في الوقت نفسه إلى ان واشنطن لم تطلع موسكو على تفاصيل الخطة.

وحتى اللحظة، تضيف المصادر، لم تعلّق موسكو بوضوح او بالتفصيل على اقتراح ترامب، لكنها أضاءت على واقع أنه يتعارض مع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من جهة، وعلى أن الفلسطينيين يرفضون النص، من جهة ثانية. الجدير ذكره في السياق، ان موسكو تُعّد من الوسطاء التاريخيين في هذا الصراع، وقد عملت، على مرّ العقود الماضية، على محاولة التوفيق بين الفلسطينيين والاسرائيليين وتقريب وجهات النظر بينهم، عبر اتصالات أجراها مسؤولوها على خط رام الله – تل ابيب تارة، وعبر الاعداد لقمم ولقاءات بين الطرفين، كان هدفها احياء مفاوضات السلام، طورا. وفي رأي الروس، تتابع المصادر، لا بد من حوار إسرائيلي - فلسطيني مباشر للتوصل إلى "حل وسط مقبول من الطرفين".

وبما ان الفصائل الفلسطينية على تشعّبها، وضعت خلافاتها جانبا والتقت عند رفض الصفقة التي وُصفت بـ"صفقة العار والذل، المنحازة تماما لتل ابيب والتي تعرض حقوق الفلسطينيين وارضهم، للبيع مقابل مساعدات ومغريات مالية ومادية"، فإن التريّث الروسي في إبداء اي موقف سلبي او ايجابي من الاقتراح "الترامبي"، يبدو نابعا من هنا.

لكن المصادر لا تستبعد ان تستثمر موسكو رماديتها هذه في محاولة انتزاع مكاسب من واشنطن، في سوريا او أوكرانيا او العقوبات الاميركية المفروضة عليها. فكلّما قدّمت لها الادارة الاميركية تنازلات في هذه الملفات، ليّنت موقفها اكثر من الصفقة...

يذكر اخيرا ان زيارة نتنياهو لموسكو تأتي بعد ساعات معدودة من إصدار الرئيس الروسي أمرا بالعفو عن الفتاة الإسرائيلية نعمة يساكر المحكوم عليها بالسجن لمدة سبع سنوات بتهمة تهريب المخدرات، وقد تم الإفراج عنها من السجن، ومن المتوقع أن تغادر روسيا مع رئيس حكومة بلادها، حسب محاميها.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o