Jan 08, 2020 3:28 PM
خاص

بعد مقتل سليماني..بوتين في سوريا حاملا توجيهات للاسد:
للانضباط تحت السقف "الروسي" والابتعاد عن إيران... والا!

المركزية- فجأة ودون مقدمات او انذارات مسبقة، حط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس في سوريا، في زيارة هي الثانية له، منذ اندلاع الحرب فيها قبل 9 أعوام، حيث سبق ان زار قاعدة حميميم الجوية عام 2017. اللقاء الذي جمعه الى الرئيس السوري بشار الاسد، من حيث "الشكل" وتحديدا لناحية "مكانه" و"توقيته"، جاء مثقلا بالرسائل، قبل الغوص في مضمونه.

فبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، رغم نشر وكالة الأنباء السورية صُوَر ابتسامات متبادلة بين الرئيسين بعد الاستماع لعرض عسكري شكر خلاله الأسد الجهود الروسية التي ساهمت "باستعادة السلام في سوريا"، إلا أن التدقيق في تفاصيل المشهد لا يعكس الارتياح والوئام اللذين حاولت الوكالة الرسمية السورية تعميمهما.

فالاجتماع لم يعقد في قصر الرئاسة السورية، بل على بعد كيلومترات منه، في مقر القوات الروسية في دمشق حيث عُلّقت صورة بوتين إلى جانب وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في حين لم تظهر أي صورة للأسد خلف مكان جلوسهما، في مشهدية غير مسبوقة في أي مؤسسة في سوريا، حيث ترتفع في كافة مؤسسات الدولة، صور بشار الأسد وأبيه حافظ الأسد..

كما ظهر وزير الدفاع السوري علي عبدالله أيوب، على مقعد منخفض نسبيا مقارنة بذلك الذي جلس عليه نظيره، كما لم يظهر أي علم سوري في الموقع.

وفي تجاوز البروتوكولات التي تُعتمد عادة لدى زيارة اي رئيس دولة أخرى، رسالة واضحة أراد بوتين ايصالها الى الاسد والى العالم، يقول للأول فيها إن "مصيرك بين يدينا، فنحن، أي الروس، ساعدناك على الصمود في موقعك طوال هذه السنوات، ونحن قادرون على اقتلاعك منه، إذا لم تحسن السلوك "سياسيا وعسكريا" في الفترة المقبلة".

والحال انه، في أعقاب الغارة الاميركية التي قتلت قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني في بغداد منذ أيام، منذرة بدخول مسار "تحجيم النفوذ الايراني في المنطقة"، مرحلةً جديدة أكثر تطورا وتشددا، أبلغ بوتين الاسد، ان "تفاهم" الكرملين والبيت الابيض على تطويق انتشار "الجمهورية الاسلامية" وأذرعها في الشرق الاوسط، قائم وثابت. ومن هنا لا بد للاسد من الانضباط، اليوم اكثر من اي وقت، تحت هذا السقف، ووقف "التراخي" مع التمدد الايراني في سوريا. اما اذا أخل بهذه التوجيهات، فإنه سيدفع الثمن "شخصيا" (على الصعيد السياسي)، ومعه نظامه.

فحتى اللحظة، تتابع المصادر، لا يزال الروس لا يمانعون بقاء الاسد في موقعه، الا ان المطلوب منه التقيّد بأجندة العمل الروسية في سوريا، في شكل تام، ليبقوا على موقفهم هذا، أو أنهم سيباشرون عملية البحث عن بديل منه. وبحسب المصادر، فإن الكلمة الفصل في سوريا، متروكة للكرملين، برضا من البيت الابيض، وبمباركة منه، وإن غير معلنة، لا سيما في ظل اتفاق الجبارين الدوليين على اعطاء الاولوية للامن الاسرائيلي والحفاظ عليه في وجه التهديدات التي تمثلها له ايران، خاصة في سوريا.

ومن غير المستبعد وفق المصادر، ان يقود تبدّل سلوك الاسد، وخلعُه العباءة الايرانية ليتفيّأ "الروسية" بدلاً منها، الى تبدّل في الموقف العربي منه في قابل الايام...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o