Dec 24, 2019 6:11 AM
صحف

مشاورات التأليف: رأيان داخل فريق التكليف..وتصوّر عن شكلها مطلع العام

ذكرت مصادر متابعة للوضع الحكومي لـ"االواء" ان الرئيس المكلف تشكيل الحكومة حسان دياب، لا زال في بدايات اتصالاته مع الجهات المعنية بتشكيل الحكومة من مختلف القوى بعيداً عن الاعلام لكن بزخم وجدية من دون اتضاح طبيعة النتائج الاولية حتى الان، لا سيما حول اتصالاته مع ممثلي الحراك الشعبي، الذي تحول معظم اطيافه من مطالب التغيير والاصلاح ومكافحة الفساد واسترداد الاموال المنهوبة ومعالجة الازمات المالية والاقتصادية، الى مطالب مذهبية وطائفية وشخصانية من هنا وهناك، ويتم قطع الطرقات على اساسها، ما اثار ردود فعل سلبية وصلت الى تلميح البعض في البقاع بفتح الطرقات «بقوة سواعد رجال المنطقة».

وقالت المصادر: ان الرئيس دياب قد يزور الرئيس عون على الارجح اليوم، لوضعه في نتائج المشاورات التي اجراها يوم السبت مع الكتل النيابية، ويجري معه تقييماً لمقترحات الكتل، كمايتم التطرق الى الاتصالات التي يجريها دياب لا سيما مع ممثلي الحراك الشعبي.

واشارت المصادر الى ان اتصالات دياب تشمل ايضا مجموعات سياسية من خارج الاحزاب والكتل السياسية التقليدية وستشمل هذه الاحزاب والكتل ايضا حتى تلك التي لم تُسمّهِ رئيساً مكلفاً، وانه منفتح على الجميع وسيأخذ بوجهات النظر كافة لبلورة تصور لهيكلية الحكومة العتيدة. وهو يتبنى مطالب الحراك الشعبي حول مكافحة الفساد واستعادة الاموال المنهوبة. عدا عن التزامه تشكيل حكومة اختصاصيين، رجحت المصادران تكون من 20 او24 وزيراً، علماً ان فرضية حكومة من 18 مستبعدة حتى الآن.

وفهم ان لقاء بعبدا اليوم سيكون مناسبة لوضع هيكلية للحكومة، أي الأسس التي ستشكل منها ونوعية الأشخاص الذين يشاركون فيها.

ولفتت المصادر المطلعة ان الرئيس عون راغب في تأليف سريع للحكومة، مثل الرئيس المكلف، مشيرة إلى أن الصيغة الأكثر تداولاً هي حكومة من 20 أو 24 وزيراً، وان سمة التكنوقراط هي الطابع المميز للحكومة، لكن لم يعرف ما إذا كانت ستكون مطعمة بسياسيين، أو فقط من الاختصاصيين، بحسب ما يرغب الرئيس دياب، على ان المشكلة الكبرى التي تواجه مهمة الرئيس المكلف هي مسألة تمثيل الحراك في الحكومة وعدم توحيد القيادة فيه.

ولم تستبعد المصادر احتمال ان تستغرق مشاورات التأليف بعض الوقت، ولكن ليس بالكثير، وإنما في حدود السقف الذي حدده الرئيس المكلف بين 4 أو 6 أسابيع.

المهمة الأصعب: اعتبرت مصادر أنّ المهمة الأصعب التي تواجه الرئيس المكلف إيجاد قناة تواصل حقيقية وتفاهم مع ممثلي الحراك لتمثيلهم في الحكومة، وسط رفض من الحراك للدخول في جنة السلطة، وانقسام ظهر في صفوفه بين من يرفض التعاون مع الرئيس دياب بالمطلق وبين من يريدون إعطاءه فرصة لتأليف الحكومة.

وقد تبين أن المشاورات التي قيل إنها جرت مع ممثلي الحراك كانت بشكل شخصي ومنفرد.

وتقول أوساط مطلعة على أجواء الحراك لصحيفة "الأنباء الكويتية" إن إعطاء دياب فرصة والحكم على أسماء الوزراء، موضوع نقاش واسع بين شباب الانتفاضة ويثير خلافا فيما بينهم.

صعب... وأصعب: فما بين العيدين فترة تبدو تحضيرية للامتحان الحكومي، الذي يفترض أن يجري ‏بدءاً من الاسبوع الاول من السنة الجديدة، وهو من جهة امتحان صعب لفريق ‏التكليف في ترجمة وعده بتسهيل ولادة الحكومة ضمن فترة زمنية قياسية، خلافاً ‏لِما كان يجري من مماحكات أثناء الولادات الحكومية السابقة، ومَكمن الصعوبة ‏هنا هو كيفية تجاوز شهوات بعض هذا الفريق، حيال بعض الحقائب الوزارية، ‏التي توصف بـ"المدهنة"، خصوصاً انّ ثمة إشارات مسبقة بدأت تطلق من ‏بعض زوايا هذا الفريق حول عدم استعدادهم للتنازل عن بعض الوزارات ‏الحساسة خدماتيّاً مهما كان الثمن.‏
وهو من جهة ثانية امتحان أصعب على الرئيس المكلف حسان دياب، حيث ‏ستختبر قدرته على اختيار تشكيلة وزارية بمواصفات تُرضي كل الاطراف، ومعها ‏مكونات الحراك الشعبي، وأيضاً قدرته على تجاوز ما قد يواجهه من شروط ‏ومطبّات من قبل هذا الطرف او ذاك، خصوصاً انّ الاستشارات النيابية التي ‏أجراها الرئيس المكلّف حملت الكثير من المطالبات التي يصنف بعضها في ‏الموقع التعجيزي غير القابل للتنفيذ.‏

شكل الحكومة: واذا كانت مواصفات دياب، تبدو في ظاهرها، وكأنها رسم مُسبق لشكل حكومة ‏‏"تكنوقراط" بمكامل مكوّناتها، وهو أمر يتعارض مع شكل الحكومة الذي نادى به ‏الفريق السياسي الذي كلّفه تشكيل الحكومة، قبل تكليفه، وأصرّ على حكومة ‏تكنو-سياسية واختلف عليها مع رئيس حكومة تصريف الاعمال، فإن اللافت في ‏أجواء "فريق التكليف" ان المواصفات التي حددها الرئيس المكلف تلقى تحفظاً ‏من قبل هذا الفريق، ويقاربها بشيء من الحذر، حيث يسود رأيان داخل هذا ‏الفريق: الأول يدعو الى حكومة محصّنة سياسياً كما يدعو "الثنائي الشيعي"، ‏والثاني يتناغم مع مواصفات الرئيس المكلف بالذهاب الى حكومة اختصاصيين ‏بلا حزبيين، وهذا ما يرمي اليه "التيار الوطني الحر".‏
‏ ‏واذا كان الفريق المؤيد للحكومة المطعّمة بسياسيين يؤكد الحاجة الى حماية ‏سياسية للحكومة في الظرف الدقيق الذي يمرّ فيه لبنان، سواء على مستوى ‏أزمته الداخلية، او على مستوى التحديات الخارجية، فإنّ الفريق المؤيد لحكومة ‏الاختصاصيين بالكامل يتسلّح بالتأكيد بأن الاولوية اليوم هي "التعجيل في ‏تشكيل حكومة بحجم المرحلة، تعمل كحكومة طوارىء إنقاذية. فيما يبرز في ‏موازاة ذلك رأي ثالث تتبنّاه الشريحة الواسعة من اللبنانيين ويقول "إن هوية ‏الحكومة، سواء أكانت "تكنوقراط" او "تكنو-سياسية"، تبقى مجرّد تفصيل امام ‏الازمة الكبرى التي تضرب لبنان. المطلوب حكومة بمعزل عن اسمها وشكلها ‏ومضمونها، تتمتع بمصداقية وتقوم بالعمل المطلوب منها، ولا تكرر الخطايا ‏التي ارتكبتها حكومات المحاصصة السابقة".‏

جوجلة تمهّد لتصوّر: وفي هذا السياق، ذكرت "الجمهورية" ان مطبخ التأليف قد شرع في عملية ‏إنضاج الطبخة الحكومية وما يتصل بأسماء الوزراء والحقائب وكيفية توزيعها، ‏وان الرئيس المكلف، الذي بعدما أنهى لقاءاته البروتوكولية مع رؤساء الحكومات ‏السابقين، والاستشارات غير الملزمة مع النواب، ودَوّن مطالب النائب، بدأ في ‏الساعات الماضية عملية جوجلة للافكار النيابية والتفاصيل السياسية والعناوين ‏المطلبية، والتي ستقترن بمشاورات وشيكة يجريها مع قوى فريق "التكليف"، ‏تمهيداً لوضع تصوّره للحكومة الجديدة. كذلك عقد سلسلة اجتماعات داخلية مع ‏فريق عمله الحكومي، والتقى عدداً من الشخصيات وناقش معها الاستحقاقات ‏المقبلة وكيفية مواجهتها، بالاضافة الى مراجعة بعض المواقف ونتائج ما جَمعه ‏من الاستشارات النيابية وتلك التي يريد التوسّع فيها في عطلة العيد على طريق ‏وضع التصوّر للتشكيلة الحكومية الجديدة.‏‏ ‏
وبحسب الاجواء المحيطة بهذه الجوجلة، فإنّ مرحلة ما بعد العيدين ستشهد ‏تزخيماً للمشاورات حول هذا الموضوع، مع ترجيح ان تحمل نهاية الاسبوع الاول ‏من كانون الثاني المقبل تصوّراً للحكومة الجديدة، الّا انّ ذلك مرهون بإقران ‏‏"فريق التكليف" أقواله بتسهيل مهمة الرئيس المكلف، بأفعال إيجابية وعدم زرع ‏العراقيل والالغام في طريقه.‏

الى بعبدا: وافادت "الجمهورية" انّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ينتظر زيارة يقوم ‏بها الرئيس المكلف اليوم الى قصر بعبدا لوضعه في النتائج التي أفضَت اليها ‏استشاراته على اكثر من مستوى، وحصيلة المشاورات النيابية والسياسية ‏والحزبية التي أجراها بعيداً من الأضواء، وما ينوي القيام به في المرحلة المقبلة.‏
‏ ‏وسيجري رئيس الجمهورية والرئيس المكلف جوجلة للآراء المتبادلة وقراءة ‏تفصيلية حول الانطباعات التي تكوّنت لديهما نتيجة للخيارات التي أفضت اليها ‏الإستشارات النيابية الملزمة وكيفية مواجهة المستجدات في المرحلة المقبلة، ‏ولاسيما الدستورية منها، لعبورها في أفضل الظروف التي تؤدي الى إتمام ‏المهمة التي يقوم بها الرئيس المكلف.‏‏‏ ‏
عون... مرتاح: وأمس، نقل زوّار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عنه ارتياحه لتكليف ‏الرئيس دياب تأليف الحكومة الجديدة، ولوحِظ توسّعه في تعداد صفاته وإمكاناته ‏التي تؤهله للمهمة.‏‏ ‏
وبحسب هؤلاء الزوار فإنّ رئيس الجمهورية لا يعطي أهمية لبعض المواقف التي ‏تتحدث عن سوء العلاقات بين لبنان وبعض الدول الخليجية، ولاسيما مع ‏المملكلة العربية السعودية، مُراهناً على وجود قرار بمساعدة لبنان فور إنجاز ‏التشكيلة الحكومية واستعادة الحركة الناشطة واكتمال عقد المؤسسات ‏الدستورية.‏
‏‏ ‏

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o