تصعيد ميداني في الحديدة تزامنا مع زيارة غريفيث إلى صنعــاء
عام على "اتفاق استوكهولم" الذي لم ينفّذ: رهينة الصراع الاقليمي!
المركزية- تزامنًا مع زيارة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث للعاصمة صنعاء التي وصلها امس، شهدت محافظة الحديدة اليمنية خلال الساعات الماضية، مواجهات وتصعيدا ميدانيا.
وتبادل الجيش اليمني والحوثيون الاتهامات في شأن التوتر العسكري في محافظة الحديدة (غرب)، في وقت تحدثت تقارير عن سقوط قتلى وجرحى في مواجهات هناك. ومنتصف الليلة الماضية، ذكرت قوات "ألوية العمالقة" التابعة للجيش في بيان اطلعت عليه الأناضول، أن 6 من مسلحي "مليشيات" الحوثي قتلوا، فيما أصيب 10 آخرون، جنوبي الحديدة. أضاف البيان أن "هؤلاء سقطوا خلال تصدي القوات المشتركة (ألوية العمالقة والمقاومة الوطنية والمقاومة التهامية) لهجمات شنتها "ميليشيات" الحوثي على مناطق متفرقة جنوبي محافظة الحديدة". في المقابل، اتهمت جماعة الحوثي، القوات اليمنية المشتركة، بالتصعيد الميداني وخرق اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة. وقالت قناة "المسيرة" الفضائية التابعة للجماعة إن" قوى العدوان (إشارة للقوات اليمنية) واصلت خروقاتها لوقف إطلاق النار بالحديدة وفقا لاتفاق السويد، وأنه تم فتح نيران الرشاشات الثقيلة باتجاه مطار المدينة". وأضافت أنه "تم إطلاق 7 قذائف مدفعية، مع إطلاق رشاشات متوسطة على مناطق متفرقة من منطقة الجبلية في مديرية التحيتا جنوبي الحديدة".
في السياسة، التقى المبعوث الأممي في صنعاء، عددا من مسؤولي جماعة الحوثي، أبرزهم زعيمها عبد الملك بدر الدين الحوثي، ومهدي المشاط، رئيس "المجلس السياسي الأعلى" (بمثابة الرئاسة لدى الحوثيين).
ووفق ما تشرح مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" فإن زيارته اليمن، تأتي بعد 3 أيام من اكتمال عام كامل، على توقيع اتفاق استوكهولم بين الحكومة والحوثيين في 13 كانون الاول 2018، بالتزامن مع مواصلة الجهود الدولية للدفع لتنفيذ الاتفاق الذي يعاني من صعوبات. وهو يتعلق بحل الوضع في محافظة الحديدة الساحلية (غرب)، إضافة إلى تبادل الأسرى والمعتقلين لدى الجانبين، الذين يزيد عددهم عن 15 ألفا.
وبحسب ما تقول المصادر، فإن مصير هذا التفاهم تتحكم به بقوة، العلاقاتُ السعودية – الايرانية. ففيما الاولى تقود تحالفا عسكريا لدعم الشرعية في اليمن، تموّل الثانية مجموعة الحوثي وتمدّها بالمال والسلاح. ما يعني ان الاتفاق، تماما كما الأزمة اليمنية ككل، يتأثر بالاجواء السائدة بين القوتين الاقليميتين. ولمّا كانت في أغلب الاحيان، ملبّدة وغير مستقرة، فمن الصعب جدا ان يتم تطبيقه وتثبيته على ارض الواقع، كما ان من الصعب توقّع التوصّل الى تسوية للصراع اليمني، المتوالي فصولا دموية منذ أيلول 2014.
في الاثناء، حذرت الحكومة اليمنية الشرعية اليوم، من "تماهي البعثات الدبلوماسية العاملة في طهران مع أجندة النظام الإيراني في شرعنة الانقلاب الحوثي وسياساته التخريبية، التي تمثل تهديداً للأمن الإقليمي والدولي". وجاء ذلك في تصريح لوزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، نشرته وكالة الأنباء الرسمية، حيث انتقد لقاء السفير السويسري في إيران، مارکوس لیتنیر، مع مندوب الحوثيين في طهران، معتبراً ذلك "مخالفاً للأعراف الدبلوماسية". وقال "إن اللقاء الذي عقد في العاصمة الإيرانية طهران مخالفة سافرة للأعراف الدبلوماسية وتجاوز مرفوض للقوانين والقرارات الدولية ذات الصلة بالأزمة اليمنية".
وتدل هذه الوقائع والمواقف الى ان اليمن لا يزال ساحة للاشتباك الاقليمي وان ايران لن تتخلى عن ورقة الحوثيين بسهولة. غير انها تشير الى ان الجهود الدولية منصبّة على ايجاد حل له قبل سواه، على ان يكون باكورة التسوية الكبرى في المنطقة...