خلط لوائح ومفاجأت انتخابية واجتماعات حسم خلال ساعـــــــات
حزب الله على تصوره للاستراتيجية والرأي بمؤتمر روما في مجلس الوزراء
سلة تعيينات فـي الافق... وقاووق يستعيد الهجوم على السعوديــــة

المركزية- أبرزت حصيلة الاتصالات واللقاءات التي نشطت خلال الايام الاخيرة خلطا واسعا في خريطة التحالفات الانتخابية من دون الوصول الى حافة الخيارات الحاسمة التي من شأنها ان توضح طبيعة المشهد التحالفي وتظّهر اللوائح في طبعتها المنقّحة على بعد ايام من انتهاء المهلة الرسمية في 26 الجاري.
ومع انه بدا سابقاً لاوانه سوق اي توقعات متسرعة لما يمكن ان تفضي اليه الاتصالات، فإن بعض الاوساط المطلعة لم يستبعد حصول مفاجأت في الساعات الاخيرة قد تفترضها موجبات قانون "يا رب نفسي".

بويز يعزف ومعوض مع التيار: على هذا الخط، وفيما اعلن الوزير السابق فارس بويز في مؤتمر صحافي عزوفه عن خوض الانتخابات النيابية في دائرة كسروان الفتوح- جبيل لان "المعركة قذرة ومشوّهة وفارغة من اي نكهة سياسية ومليئة بالوصولية والانتهازية والشعوذة ولا تمت لنا بصلة"، اعلن رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوّض "اننا اتفقنا على تحالف مع "التيار الوطني الحر" في دائرة الشمال الثالثة"، موضحاً "ان مفاوضاتنا مع "التيار" انطلقت من ثوابتنا، ومن مسار إيجابي تراكمي بنيناه معه بعد دعمنا لاتفاق معراب وتأييدنا للمصالحة المسيحية، لذلك اتفقنا على اسس دعمنا الثابت للعهد، واحترام وتفهّم كاملين من كل طرف لخصوصيات وثوابت وقناعات الطرف الآخر." وشدد على ان علاقتنا مع القوات" باقية فهم حلفاء تاريخيون.

لقاء المستقبل- القوات: على الضفة القواتية –المستقبلية، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ" المركزية" ان حالا من الجمود تسود بين معراب وبيت الوسط على مستوى عقد اللقاءات التفاوضية الانتخابية في شأن التحالفات بعدما اقترب آخرها من حائط مسدود. الا انها توقعت استئنافها خلال الساعات الثماني والاربعين المقبلة من خلال اجتماع قد يعقد مساء الاحد المقبل بين وزيري الاعلام والثقافة لاستكمال البحث وتبادل الاقتراحات تمهيدا لحسم المنحى الذي ستسلكه التحالفات سلبا او ايجابا، بحيث يتسنى لكل فريق في ضوئه الانصراف الى نسج تحالفات مع قوى سياسية اخرى.

الحريري: في الاثناء، اكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ان هدف مؤتمر روما، دعم وتقوية الجيش اللبناني والقوى الامنية كافة، وهذا من شأنه تعزيز سلطة الدولة كلها وتأمين الاستقرار في كل لبنان، لان الدولة تبقى هي المظلة والضامنة لأمن جميع اللبنانيين من دون استثناء.

حزب الله... مقررات روما والاستراتيجية: في سياق متصل، ووسط صمت مطبق من حزب الله ازاء مقررات مؤتمر روما 2 التي ركزت على القرارات الدولية وفي مقدمها الـ1701 والـ1559 والمواقف اللبنانية الرئاسية من الاستراتيجية الدفاعية، اشار وزير الشباب والرياضة محمد فنيش لـ"المركزية" الى "ان موقفنا من الاستراتيجية الدفاعية واضح، سبق واعلناه على طاولة الحوار التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في العام 2006 من خلال تصوّرنا لكيفية الدفاع عن لبنان". وقال "في ضوء ما سيطرحه رئيس الحكومة على طاولة مجلس الوزراء الثلثاء المقبل لناحية ما يرتبط بمؤتمر "روما 2" (البيان الختامي، اللقاء والمشاورات) نتطرّق الى مسألة الاستراتيجية الدفاعية".

آخر سلة تعيينات: وسط هذه الاجواء، وعلى هامش التحضيرات الجارية لمجموعة من الإستحقاقات التي تواجهها الحكومة، كشفت مصادر واسعة الإطلاع لـ "المركزية" عن صفقة تعيينات إدارية يجري العمل على تظهيرها بالتكافل والتضامن بين "الأقوياء الأربعة" في الحكومة بغية انجازها قبل ان تدخل البلاد مدار الإنتخابات النيابية. وقالت المصادر ان مجموعة من التعيينات معظمها من الفئة الثانية في اكثر من وزارة ومؤسسة عامة شغرت مراكزها باحالة شاغليها الى التقاعد، انجزت ووضعت اللمسات الأخيرة عليها في الأيام القليلة الماضية وستحال الى مجلس الوزراء. وأضافت هناك محاولة لبتها في جلسة الثلاثاء المقبل من خارج جدول الأعمال، وفي حال جوبهت برد فعل سلبي سيؤجل البت بها الى الجلسة التي تلي.

هتلر العرب: وسط هذه الاجواء، استعاد حزب الله اللهجة الهجومية على المملكة العربية السعودية بعد سكون استمر منذ زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى المملكة حيث كان اتفاق خلف الكواليس بالنأي بالرياض عن هجمات حزب الله الكلامية، اذ أكد عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق ردا على وصف ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان مرشد الثورة الاعلى في الجمهورية الاسلامية علي خامنئي بهتلر "أن الذي ارتكب المجازر في اليمن بحق الأطفال والنساء والشيوخ، وأغرقها ببحر الدم، وفرض الحصار على الشعب الفقير فيها، هو هتلر العصر والعرب، لأنه ينشر الكراهية والأحقاد، وينفق الأموال ليحرض الشعوب بعضها على بعض. أما إيران، فهي الدولة التي ساعدت العراق وسوريا لمواجهة خطر تمدد داعش، ولولا تضحياتها ومساعدتها، لكانت داعش تسيطر على دول الخليج، ولكانت وصلت إلى أعماق أوروبا". واعتبر قاووق "أن آخر مساوىء السياسة السعودية على لبنان، كان التدخل السعودي في الشؤون الداخلية اللبنانية، ودخوله بشكل فاعل على خط الانتخابات النيابية المقبلة التي نجدها محطة أساسية لبناء دولة المؤسسات، ومواجهة الفساد، وحماية الخيارات الوطنية وتحصينها، وموقع لبنان المقاوم ودوره، ولكن التدخلات السعودية تحرض اللبنانيين بعضهم على بعض، وتعيد حال الانقسام والتوتر السياسي بين اللبنانيين، وتدفع لبنان نحو جولة جديدة من الفتن الداخلية"، مشيرا الى "ان السعودية بتدخلها في الانتخابات النيابية وتشكيل اللوائح ودعم المرشحين لمواجهة حزب الله، تريد أن تغير المعادلات السياسية الداخلية، وأن تعوض عن خسائرها في العراق واليمن وسوريا، لكن مهما دفعوا وحرضوا، فلن يغيروا من المعادلات السياسية الداخلية مثقال ذرة، ولن يحصدوا إلا الخيبة."

صرخة تربوية: في المقلب الحياتي، برز موقف للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي رأس قداسا إحتفاليا في الذكرى الستين لتأسيس مدرسة ودير راهبات العائلة المقدسة المارونيات في كنيسة السيدة في مجدليا قضاء زغرتا، تناول فيه اشكالية رفع الاقساط في المدارس الكاثوليكية اذ قال "تمر مدارسنا الكاثوليكية والخاصة ومدارسنا المجانية في مرحلة تهدد وجودها جراء القانون 46/2017 الخاص بسلسلة الرتب والرواتب، إذا لم تتحمل الدولة كلفة الدرجات الست، لكون المدرسة الخاصة كالرسمية ذات منفعة عامة، فيما المدرسة تتحمل موجبات السلسلة وفقا للملحق 17 من القانون 46...أما إذا تهربت الدولة من هذه المسؤولية، وقعت البلاد في أزمتين كبيرتين: الأولى تربوية هي إقفال عدد لا يستهان به من المدارس، ولا سيما مدارس الجبل والأطراف؛ والثانية اجتماعية هي زج عدد لا يستهان به من الإداريين والمعلمين والموظفين في حالة البطالة والعوز...إننا نجدد معكم النداء والتحذير إلى فخامة رئيس الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي، في هذا الوقت الذي تناقش فيه الموازنة العامة، وتعقد المؤتمرات الدولية، مشكورة، لدعم لبنان."

طرد متبادل: في مقلب الكباش البريطاني –الروسي، اعلنت وزارة الخارجية الروسية أن 23 دبلوماسيا بريطانيا "غير مرغوب فيهم في البلاد" وتطالب بمغادرتهم روسيا في غضون أسبوع. واعلنت في بيان "أن موسكو تسحب موافقتها بشأن افتتاح قنصلية بريطانية في سان بطرسبورغ. وأشارت إلى أنها أصدرت قرارا يتعلق بأنشطة المجلس الثقافي البريطاني في الاتحاد الروسي، بسبب الوضع غير المستقر للمجلس. وحذرت الخارجية الروسية بريطانيا من أنها تحتفظ بحق الرد، في حال تم اتخاذ إجراءات "انتقامية" أخرى غير ودية جديدة تجاه روسيا. وكانت الخارجية الروسية استدعت السفير البريطاني في روسيا، لوري بريستو.

وفي رد مباشر على الاجراء الروسي قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ان" طرد روسيا للدبلوماسين البريطانيين "لا يُغيّر شيئاً" في قضية تسميم الجاسوس."