Mar 14, 2018 4:33 PM
تحليل سياسي

مؤتمر روما يدعم العسكر والامن عشية بحث الاستراتيجية الدفاعية
الحريري في ذكرى 14 اذار: النضال متواصل بتدعيم الدولة وبنائها
قانون العفو قريبا جدا... وبريطانيا تطرد الديبلوماسييـــن الروس

المركزية- في خضم الانهماك السياسي باستحقاق 6 ايار وتحالفاته واعلان برامج احزابه الانتخابية التي تشهد محطة جديدة اليوم مع القوات اللبنانية، وفي الذكرى الثالثة عشرة لانتفاضة "14 اذار" التي لم يبق منها الا الروح، تنحرف وجهة الاهتمام اللبناني نحو روما المأمول ان يرفد مؤتمرها الجيش والقوى الامنية بحزمة لا بأس بها من المساعدات الهادفة الى تعزيز قدراتها لتثبيت الاستقرار الذي يوليه الخارج اهمية كبرى، عشية انطلاق البحث في الاستراتيجية الدفاعية بعد الانتخابات، كما اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

العين على روما: ففي ايطاليا، انطلقت الاجتماعات التحضيرية للنسخة الثانية من المؤتمرالمخصص لدعم الجيش والاجهزة الامنية اللبنانية. وفيما يصل رئيس الحكومة سعد الحريري الى روما في الساعات المقبلة، باشر قائد الجيش العماد جوزف عون والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وكبار الضباط، اجتماعات مع نظرائهم ومع مسؤولين دوليين عرب وغربيين وأمميين على مستوى اللجان، لمناقشة الاوراق التي أعدّها لبنان وتتضمن متطلبات الجيش والاجهزة الامنية، وتحمل عنوان "الخطة الخمسية للأعوام 2018 – 2022". وكانت للعماد عون لقاءات جانبية عدة على هامش مؤتمر روما، أولها مع رئيس أركان الدفاع الإيطالي الجنرال كلاوديو غراتسيانو في مقر القيادة العسكرية، حيث جرى التداول في شؤون الجيشين، وسبل تطوير العلاقة بينهما وتفعيلها. وقلّد الجنرال غراتسيانو العماد عون وسام الشرف للقوى المشتركة، وهو أرفع وسام عسكري. والتقى عون أيضا قائد القوات البرية الإيطالية الجنرال سالفاتوري فارينا وجرى البحث في شؤون عسكرية.

الهبة في المؤتمر؟: وفي وقت ينعقد المؤتمر غدا بمشاركة كل الدول المدعوة بما فيها السعودية التي تشكل مجرد مشاركتها دعما سياسيا للبنان، اكدت مصادر قريبة من رئيس الحكومة سعد الحريري اثارته لموضوع تعويم الهبة السعودية اثناء زيارته الاخيرة للرياض، في حين لفتت اوساط متابعة للمؤتمر الى ان موضوع الهبة لايزال مجمدا. واشارت لـ"المركزية" الى ان اليابان ستقدم مساعدات لقوى الامن الداخلي بينما يشكل دعم الجيش اولوية لدى دول اخرى لجهة زيادة انتشاره على كامل الارض اللبنانية ليحل مكان قوات اليونيفل في الجنوب. واعتبرت ان الخطة الخمسية تستلزم مبالغ كبيرة، لذا فعلى الدول التي ستلتزم المساعدة ان تدرس المسألة بروية.

ماروتي: وفي السياق، اكد السفير الايطالي لدى لبنان ماسيمو ماروتي لـ"المركزية" ان انعقاد مؤتمر "روما 2"  سيشكل رافعة سياسية للبنان ويدعم سياسيا استقراره الذي يحرص المشاركون عليه.

الحريري والصدفة: وفيما تعوّل الدول المانحة على دعم الاجهزة العسكرية والامنية وتستثمر فيها لتصبح وحدها مسؤولة عن الدفاع عن لبنان، اعتبر الرئيس الحريري ان "ربما ليس مصادفة أن أتوجه اليوم في الذكرى الثالثة عشرة لـ14 آذار 2005 الى روما على رأس وفد لبنان الى مؤتمر دولي لدعم الجيش والقوى الأمنية، حماة السيادة والاستقرار في لبنان. تدعيم الدولة وبناؤها، وسيادة لبنان وحريته، كانت المطالب التي التف حولها اكثر من مليون لبناني نزلوا الى الساحات في ذلك اليوم التاريخي قبل 13 سنة. ونحن اليوم نواصل النضال لتحقيق هذه المطالب من كل المواقع وفي كل المعتركات الحكومية والسياسية والانتخابية. وقال في بيان "الرابع عشر من اذار انطلق من شهادة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ، ليشكل محطة فاصلة لا يمكن ان تمحى من وجدان اللبنانيين الذين يتطلعون لقيام دولة العدالة والاستقرار، ومن وجدان تيار المستقبل. وهو سيبقى علامة فارقة في تاريخ لبنان وعنوانًا للحرية والسيادة ورفض الهيمنة والوصاية، وجسرًا للعبور الحقيقي الى الدولة وإرادة الشرعية التي تعلو فوق كل الارادات .

الموازنة قبل "سادر": محليا، بقيت الموازنة في الواجهة. فقد قال رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال لقاء الاربعاء ان "بعد إحالة الموازنة الى المجلس ستعكف لجنة المال على درسها في جلسات مكثفة، مشيرا الى "ان جلسة مناقشتها وإقرارها ستكون قبل نهاية هذا الشهر"، نظرا لمصادفة عيد الفصح المجيد وقبل إنعقاد مؤتمر باريس في 6 نيسان المقبل". وبحسب النواب فإن بري شدد على ضرورة ان تقر الموازنة قبل مؤتمر سادر، لافتا الى أنه دعا الى تكثيف جلسات لجنة المال والموازنة بشكل يومي، وسيسعى الى تعيين جلسة لاقرارها قبل عطلة الفصح، مشيرين الى ان لرئيس المجلس يتجه الى عقد جلسات عامة للموازنة في ايّام 28 ، 29 و31 آذار أي قبل عيد الفصح وقبل مؤتمر باريس.

بري والانتصار: من جهة ثانية، قال بري "ان لبنان سجل نصرا جديدا على العدو الإسرائيلي في ما يتعلق بالحدود البرية والبحرية، من خلال دخول الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" الى ما يسمى بالنقطة "ب" وتأكيد الخرائط والوثائق اللبنانية بالدلائل والثوابت الحسية على الأرض. وأكد "ان لبنان واللبنانيين سواء في البحر او البر متمسكون بسيادتهم وحدودهم وحقوقهم وكل ثرواتهم، ولن يتنازلوا عن اي منها أبدا".
العفو قريب: على صعيد آخر، واصل اهالي الموقوفين الاسلاميين اليوم تحركاتهم التصعيدية وزاروا مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى، مطالبين بعفو عام يشمل أبناءهم، فطمأنهم دريان الى ان "القضية قضيتي ولن نسمح لأحد بتجاوزنا او المزايدة علينا ونحن اول من طالب بعفو شامل". أما الابرز، فكان اعلان وزير الداخلية نهاد المشنوق أنّ "المسودّة الأولى للعفو العام انتهت" قائلا"مرسوم العفو بات إقراره قريباً جداً، وان شاء الله يكون الاقرار في السريع العاجل بعد جهد كبير بذله الرئيس سعد الحريري ووزراء المستقبل". وأكّد في الموازنة "أنّ مشروع القانون الذي حوّلته الحكومة إلى مجلس النواب أقرّ تعديل دوام نهار الجمعة بحيث أصبح يبدأ الثامنة صباحاً وينتهي في الحادية عشرة ظهرا".

تدهور العلاقات: دوليا، بقيت قضية تسميم الجاسوس المزدوج الروسي - البريطاني سيرغي سكريبال، تتفاعل وتوتر العلاقات بين الدولتين.اذ اعلنت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي أن بلادها ستطرد 23 دبلوماسيا روسيا ردا على تسميمه. وقالت ماي أمام مجلس العموم البريطاني، إن الدبلوماسيين أمامهم مهلة أسبوع لمغادرة البلاد، معلنة ان بريطانيا ستقاطع رسمياً كأس العالم في روسيا وان هناك أدلة على تورط روسيا في عملية الاغتيال. وفي وقت اشارت الى أن لقاء لافروف في لندن أرجئ، اعتبر السفير الروسي في بريطانيا أن قرار لندن طرد الدبلوماسيين الروس غير مقبول واستفزاز صارخ. وليس بعيدا، يعقد مجلس الأمن اجتماعا الليلة بطلب من بريطانيا لمناقشة ملف الأزمة بين لندن وموسكو.

سوريا: على الضفة السورية، يتوالى القصف النظامي – الروسي للغوطة، فصولا، توازيا مع عملية "غضن الزيتون" التركية ضد الاكراد في مدينة عفرين السورية الحدودية. وأعرب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن أمله في إحكام الطوق نهائيا على المدينة بحلول المساء، الا ان اكراد سوريا اعتبروا كلامه هذا "أحلام يقظة". وفي حين يزيد الكباش الاميركي – الروسي الميدان اشتعالا ويعوق تقدم قطار التسوية السياسية المنتظرة، علّق الكرملين على إقالة تيلرسون بالقول "نأمل بمقاربة أميركية بناءة في شأن العلاقات مع روسيا". أما وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، فأعلن "ان تركيا تريد مواصلة علاقة تقوم على التفاهم مع وزير الخارجية الأمريكي المقبل مايك بومبيو لكن على مدير المخابرات المركزية الأميركية أن يتعلم ضرورة احترام أنقرة". وخلال مؤتمر صحفي في موسكو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف قال تشاووش أوغلو إن المحادثات التي كانت مقررة بين الولايات المتحدة وتركيا في 19 آذار يمكن أن تتأجل بسبب إقالة تيلرسون".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o