Mar 10, 2018 2:32 PM
صحف

"نيويورك تايمز": معسكران في دائرة القرار الروسي حول سوريا

المركزية- نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا قالت فيه إن "مشكلة روسيا في سوريا هي رئيس النظام السوري بشار الأسد"، موضحة أن "مسؤولا بارزا في الكرملين جلس العام الماضي مع الأسد، حيث وصف المنافع التي يمكن أن تحصل عليها موسكو لو استطاعت تحقيق تسوية سياسية في سوريا وإعادة بنائها، إلا أن الأسد قاطع المسؤول الروسي، متسائلا عن السبب الذي يدعو روسيا الى الحديث عن حل سياسي في وقت تقترب فيه الحكومة من تحقيق النصر". 

وقالت إنه  "بعد عامين ونصف العام من التدخل الروسي لدعم الأسد، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجد نفسه متورطا في سوريا وغير قادر على حل الأزمة، رغم أنه أعلن أن المهمة أنجزت في ثلاث مناسبات، ورغم أن التدخل جعل من روسيا لاعبا مهما في الشرق الأوسط، وللمرة الاولى منذ عقود، إلا أن إخراج روسيا من سوريا يبدو معقدا أكثر مما تصور". 

وبينت أن "المشكلة هي أن موسكو ربطت نفسها بمصير الأسد، من دون أن يكون لديها أي مجال للمناورة، فلا يستطيع بوتين سحب قواته أو الدفع باتجاه حل سياسي في سوريا، بشكل يؤدي إلى انهيار الحكومة السورية، ويعرض جهود خفض التأثير الأميركي في المنطقة وسمعة بوتين للخطر".  

ولفتت إلى أن "الأسد يعلم أن لديه أوراق ضغط، وهي مقاومة محاولات روسيا دفعه الى تقديم تنازلات مع المعارضة السورية، وبهذه المعادلة، فإن الحرب مستمرة من دون أن تعلم موسكو نتائجها، وباعتبارها اللاعب الخارجي الأقوى، فإن روسيا حملت مسؤولية المعاناة التي عانى منها المدنيون السوريون". 

وأفادت أنه "توجد في سوريا اليوم تشكيلة من القوات التي تضم مرتزقة من روسيا، الذين يشكل مصيرهم صداعا لموسكو في الداخل، ويزيد من مخاطر توسيع درجة العنف، وتعميق التورط الروسي هناك"، لافتة إلى أنه "في الوقت ذاته فإن هناك تنافسا متزايدا مع إيران في شأن عقود إعادة الإعمار، وهو ما يهدد بتقويض التحالف بينهما". 

واشارت إلى أن "الخلافات مع دمشق بدت واضحة في اجتماع خاص للشرق الأوسط، قد في موسكو نهاية شباط، حيث افتتح وزير الخارجية سيرغي لافروف اللقاء الذي استمر ليومين في نادي فالداي للحوار"، الذي يعد من أهم المنابر الروسية للسياسة الخارجية، وفي الوقت الذي أشاد فيه بجهود بلاده للتوصل إلى تسوية للحرب، فإن الحكومة السورية لم تظهر أي اهتمام"، مشيرة الى أن "خطاب مستشارة رئيس النظام السوري بثينة شعبان، حذف منه أي ذكر لكلمة التسوية السياسية، وبدلا من ذلك قالت إن دمشق ستعلن "النصر النهائي" قريبا، الذي يعرقله الدعم الأميركي والتركي للمعارضة السورية".

وبحسب الصحيفة، فإن "روسيا عبرت عن إحباطها، وانتقدت ورقة العمل لحوار فالداي التي قدمت في بداية اللقاء، الموقف السوري، وجاء فيها "هناك جزء من النخبة الحاكمة لديه آمال عريضة لتحقيق النصر العسكري، بدلا من الاهتمام بالمنافع التي تنتج في النهاية من خلال المفاوضات". 

وقالت إن "المحللين والخبراء العسكريين في شؤون الشرق الأوسط، لاحظوا أن الانقسامات داخل الحكومة الروسية، لا سيما في داخل وزارة الدفاع، أسهمت في وجود الثغرة بين روسيا وسوريا، فمعسكر الحمائم يرى أهمية الاحتفاظ بالميزة العسكرية، والخروج من سوريا، حيث يرون في هزيمة تنظيم الدولة فرصة ضائعة للخروج، أما الصقور فيرون أهمية البقاء الروسي في سوريا كجرح مفتوح".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o