Aug 09, 2019 1:31 PM
اقتصاد

نقباء المستشفيات والأطباء وتجار ومستوردي المعدات الطبية يرفعون الصوت:
صرخة ما قبل المحظور... الاوضاع لا تحتمل

المركزية- عقد نقيب المستشفيات في لبنان سليمان هارون مؤتمراً صحافياً شارك فيه كل من نقيب اطباء لبنان في بيروت شرف أبو شرف، نقيب اطباء لبنان في الشمال سليم أبي صالح، ونائب رئيس نقابة تجار ومستوردي المعدات والمستلزمات الطبية بيار سلوم.

وحضره النائب فادي علامه، وأعضاء مجلس نقابة المستشفيات، وممثلون عن المستشفيات وتجار الأدوية والمعدات الطبية وأطباء.

هارون: بدأ هارون المؤتمر بكلمة  قال فيها: منذ ما يقارب الشهرين نظمت نقابة المستشفيات اعتصاماً للعاملين في المستشفيات أمام مبنى وزارة الصحة العامة، رفعنا خلاله شعارات تعبّر عن الحالة التي يعاني منها القطاع الصحي في لبنان وناشدنا المسؤولين تدارك الوضع من خلال العمل على:

1-  زيادة الاعتمادات المرصودة للاستشفاء في موازنة كل الجهات الضامنة الممولة من الدولة لا سيما وزارة الصحة والجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي وسائر القوى الامنية وتعاونية موظفي الدولة بما يتناسب مع التقديمات التي تؤمّنها للمستفيدين وتسديد مستحقات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لدى الدولة.

2- تأمين الاعتمادات او الآلية اللازمة لتسديد قيمة العجز المتراكم منذ العام 2012 في ذمة بعض هذه المؤسسات.

3- تسديد المستحقات العائدة للعام 2018 الملحوظة في موازنة العام نفسه.

4- تشكيل لجنة مشتركة بين وزارة الصحة ووزارة المال ونقابة المستشفيات للبحث في آلية تؤمّن تدفق نقدي منتظم يمكن المستشفيات من جدولة مدفوعاتها الشهرية الى موردي الادوية والمستلزمات الطبية وسائر مقدمي الخدمات المتعاقدة.

5- تتابع هذه اللجنة الوضع الاستشفائي والصعوبات التي يواجهها وتقترح الحلول لمعالجتها ضمن إطار التعاون بين الجميع حتى نتمكن سوياً من تجاوز هذه المرحلة الدقيقة وتفادياً لتفاقم الأوضاع مع ما قد ينتج عن ذلك من انعكاسات سلبية. وكان لوزير الصحة مشكوراً، موقف داعم لمطالبنا آنذاك والتي تزامنت مع دراسة موازنة العام 2019 من قبل مجلسيّ الوزراء والنواب. إلا أن أياً من هذه الأمور لم تأخذ في الاعتبار لا بل ازدادت الاوضاع سوءاً، كما انه سيكون هناك المزيد من الاعباء التي ستنتج عن تطبيق الضرائب الجديدة التي أقرّت في موازنة العام 2019.

أضاف: دعونا اليوم الى هذا المؤتمر مع  نقيب اطباء لبنان في بيروت ونقيب اطباء لبنان في الشمال ونقيب تجار ومستوردي المعدات والمستلزمات الطبية لإطلاق الصرخة علّ صداها يصل الى مسامع المسؤولين قبل وقوع المحظور. وأصبح معلوماً ان ديون المستشفيات لدى الجهات الضامنة الرسمية تعدت 2000 مليار ليرة لبنانية ولا بد من الاشارة الى ان 20% منها هي اتعاب اطباء و20% ثمن مستلزمات طبية ومخبرية و20% ثمن أدوية. وإننا إذ ننوّه بالتعاون الذي يبديه تجار المستلزمات الطبية عموماً لجهة صبرهم على تأخر المستشفيات في تسديد مستحقاتهم، لا بد ان نشير الى التشدد الذي يبديه تجار الادوية من تحصيل مستحقاتهم خلال مدة خمسة اشهر وهو امر لا يمكن للمستشفيات الالتزام به. ومن المؤسف ان الاكثر تشدداً هم وكلاء ادوية الامراض المزمنة والسرطانية وهي اجمالا باهظة الثمن، وهم يتمنّعون عن تسليم هذه الادوية اذا تجاوزت المستشفيات المهلة الممنوحة للتسديد ما يحرم المرضى من الدواء.

وقال هارون: سمعنا أمس وزير الصحة يقول انه سيقفل اي مستشفى يرفض استقبال اي مريض لاسباب مادية ونحن بدورنا نسأله ماذا سيفعل اذا اضطر عدد كبير من المستشفيات التوقف عن تقديم العلاجات الضرورية للمرضى بسبب تمنع التجار عن تسليم الدواء للمستشفيات بحجة التأخر في تسديد ثمنها؟ رأينا كيف بادر معاليه الى العمل كي يتم دفع مستحقات مستوردي الادوية عندما اوقف هؤلاء تسليم الوزارة الادوية لعدم استيفائهم ثمنها، فهل على المستشفيات ان تتوقف عن استقبال المرضى كي تحصل على حقوقها؟؟

وأضاف: بالنسبة إلى الاوكسجين وغازات البنج فلقد بادرت مؤخراً إحدى الشركتين الوحيدتين التي تسلم هذه المواد الى تبليغ المستشفيات العاملة معها الى ضرورة تسديد ثمن هذه المواد في خلال مدة شهرين من تسليمها وهو شرط تعجيزي قد يؤدّي الى كارثة حقيقية. إزاء ما تقدّم باشرنا بزيارة لرؤساء الكتل النيابية بدءاً من كتلة الوفاء للمقاومة وكتلة الكتائب ونشكرهم على تفهمهم ودعمهم، وسنواصل زيارة سائر الكتل كي تكون على بيّنة من الأخطار الصحيّة التي تواجه المواطنين طالبين منها التدخل لدى المسؤولين في الحكومة وفي الادارات لاتخاذ الاجراءات اللازمة لتأمين مستحقات المستشفيات والاطباء في مهلة قصيرة.

وتابع: حرصنا على مدى سنين على التعامل مع المشاكل التي تواجهنا بحكمة وحذر، لأننا نعلم مدى حساسية الشأن الصحي وانعكاسات قرارات النقابات الصحية على الصحة العامة والمرضى ولا سيما المحتاجين منهم، وبالرغم من الضغوطات التي تتعرّض لها المستشفيات سواء المادية او المعنوية، فقد تعاطينا مع المواضيع كافة بإيجابية كي لا يتعرّض أي مريض لأي أذى. إلا ان الاوضاع باتت لا تحتمل بحيث أصبح عبء تأمين الامان الصحي للمواطنين على عاتق المستشفيات والاطباء ومستوردي المستلزمات الطبية وحدهم. وفي حال عدم التجاوب فسنصل الى مرحلة لن نتمكن من استقبال المرضى إلا في حالات الضرورة القصوى مع ما يترتب على ذلك من مشاكل نحن كلنا في غنى عنها.

أبي صالح: أما أبي صالح فقال: تنادينا اليوم كنقابات تشكل تحت لوائها أعمدة أساسية في بنيان النظام الصحي في لبنان، تنادينا للقاء برغم الخلافات والتباين والشوائب التي تعكّر العلاقات بين مَن نمثل، تنادينا إلى الاجتماع لنطلق صرخة تحثّ ضمائر وعقول المواطنين اللبنانيين سواء مَن هم في سدّة المسؤولية الرسمية او المجتمعية او المواطنين العاديين، صرخة هدفها الاساس منع انهيار النظام الصحي في لبنان. الخاسر الاكبر هو صحة المواطن في الدرجة الاولى والوضع الاقتصادي والاجتماعي لشرائح واسعة من اللبنانيين الذين يعتاشون من هذا القطاع.

أضاف: اتيت اليوم أحمل أوجاع الاطباء المنتشرين داخل ربوع الوطن او في المهجر، يعانون ما يعانيه سائر افراد الشرائح الاجتماعية الاخرى، ولكن ما يميزهم هو التزامهم بالقسم الذي اقسموه امام الله واساتذتهم عند تخرجهم من كليات الطب وهم متمسكون به، هذا القسم الذي ينص على منح المريض افضل رعاية صحية  بغض النظر عن الظروف والاوضاع المحيطة سواء كانت مادية او معنوية. ولكنني اتيت اليوم باسم هؤلاء الاطباء لنقول كفى استثماراً لهذا الصبر على المعاناة والعضَ على الجرح.

فلم يعد مقبولاً، ان يكون هناك 25% من الاطباء المقيمين في لبنان شبه عاطلين عن العمل.

ولم يعد مقبولاً، ان يكون هناك 50% من الاطباء دخلهم دون المليون والنصف مليون ليرة لبنانية.

ولم يعد مقبولاً، ان تستطيع وزارة الصحة العامة تطبيق فصل اتعاب الاطباء عن فاتورة الاستشفاء بينما باقي الجهات الضامنة لا تستطيع ذلك او لا تريده.

ولم يعد مقبولاً، التأخير الكبير في دفع مستحقات الاطباء لتصل الى سنوات.

ولم يعد مقبولاً، عدم ربط بدل اتعاب الاطباء بمؤشر الغلاء .

ولم يعد مقبولاً، ان يتم التعامل مع الاخطاء الطبية امام القضاء الجزائي وليس القضاء المدني .

لم يعد مقبولاً، هجرة العدد الهائل من الاطباء الى الخارج.

ولم يعد مقبولاً، إعطاء تراخيص جديدة لانشاء كليات الطب بناءً على حاجات خارج الاطار الأكاديمي، وفي المقابل لا تلقى كلية الطب في الجامعة الوطنية الاهتمام والرعاية الكافية .

ولم يعد مقبولاً، ان يكون السقف المالي للاستشفاء متدنياً ما يوقع الطبيب والمؤسسة الاستشفائية في مواجهة المواطن بينما الخلل في مكان آخر.

ولم يعد مقبولاً، ان يعتبر تخطي السقف المالي تجاوزاً ونقع في خانة المصالحات التي لا يعرف احد متى تصرف وبأي قيمة؟

وختم: هذه بعض من أوجاع الاطباء، والوجع الاهم هو ان غالبيتهم فقدت القدرة على اقناع وتهدئة خواطر ابنائها ومن هم على عاتقها بأن قسم الطبيب يمنعه من  التوقف عن تقديم الرعاية الصحية احتجاجاً ولكن لا يمنعه من اللجوء الى إجراءات أخرى. إن صحة المواطن وحقوقنا المادية والمعنوية  كل لا يتجزأ ولن نفرّط بها، ولا بصحة الناس ولا بحقوقنا.

سلوم: بدوره، قال سلوم: جئنا لنرفع الصوت عالياً مع نقيب المستشفيات ونقيب اطباء لبنان في بيروت ونقيب اطباء لبنان في الشمال لجهة ما آلت اليه اوضاع القطاع الصحي في لبنان والذي باتت تداعياتها تنعكس على جميع المعنيين في هذا القطاع. وبعد عرض نقابتي الاطباء في بيروت والشمال ونقابة المستشفيات، معاناتها لجهة تخلف الجهات الضامنة من تسديد التزاماتها تجاههم، اسمحوا لنا بأن نعرض لكم شؤون وشجون معظم التجار المنتسبين لنقابتنا بسبب تأخير المستشفيات والمراكز الطبية ولفترة تجاوزت في بعض الاحيان سنتين عن تسديد متوجباتها.

أضاف: نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: الوضع المالي للتجار الذي بات ينذر بالخطر لجهة نقص التدفقات المالية لشركاتهم وما يستتبع ذلك من تداعيات على علاقاتهم مع المصارف ناهيك عن تهديد ديمومتها.

النقص في مخزون  البضاعة لدى التجار وما يستتبع ذلك من عدم امكانية تلبية قسم كبير من المستلزمات الطبية للمستشفيات من جهة، وتعريض علاقتهم للخطر مع مورديهم بسبب مواعيد الاستحقاقات وتلكؤهم عن سداد التزامتهم من جهة اخرى. عدم امكانية الاستمرار على هذا النحو خصوصاً ان تباشير التعثّر المالي لبعض الشركات وإنهاء خدمات بعض موظفيها بدأت منذ فترة.

وختم مناشداً المسؤولين "اقصى الاهتمام حفاظاً على سلامة المريض وعنايته والقطاع الصحي بأكمله في لبنان".

أبو شرف: وأخيراً، تحدث أبو شرف فقال: لا شك في أن وضع القطاع الاستشفائي والصحي وصل الى مرحلة مأزومة. لا نستطيع الاستمرار في هذا الوضع لانه يؤثر على المريض في الدرجة الأولى. نناشد المسؤولين الإسراع في تسديد ما عليهم من مستحقات تجاه القطاع لتمكينه من الاستمرار في المستوى العالي نفسه الذي كان عليه على كل الأصعدة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o