Aug 03, 2019 7:06 PM
اقتصاد

"تنضل هون".. Y4C تنظم جولة للاعلاميين في جرد البترون

دعت جمعية Y4C، في إطار نشاطها الموسمي، أهل الصحافة والإعلام والناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي، إلى جولة بيئية سياحية في جرد البترون، تحت عنوان "تنضل هون"، للتعرف على القرى التي يضمها هذا القضاء وقصص النجاح التي يحيكها أهلها.

بدأت الجولة من ساحة بلدة بشعلة ب"ترويقة" على طريقة "ستات الأخوية" اللواتي استقبلن الضيوف بالزغاريد والتأهيل، فكانت كلمة لكاهن الرعية الأب أنطوان مارون رحب فيها بالحضور، شاكرا اياهم على "كل الجهود التي تبذل من أجل الإضاءة على الحياة الريفية وأبرز الأنشطة التي تقوم بها المجتمعات المحلية". وتشارك الجميع فطورا من منتجات بلدية.

بعدها كان التجمع للانطلاق في رياضة السير على الأقدام في الطبيعة، مع مجموعة "دروب بشعلة"، والدروب هذه سبعة، يقود كل واحد منها إلى معلم سياحي أو أثري وسط طبيعة خلابة حرجية نقية. وقبل الانطلاق شرحت مؤسسة جمعية دروب بشعلة رانيا جعجع خواجة تاريخ تأهيل هذه الدروب، وأهميتها البيئية والسياحية والتاريخية. فيما خصص الدليل باتريك الهاني كلمته لتزويد الضيوف بإرشادات تقنية تتعلق خاصة بشروط السلامة والوقاية أثناء المشي.

انطلق الجميع على "درب قلعة الحصن بشعلة" وهي درب وعرة تجتاز الاراضي الزراعية والحرجية في البلدة لتنتهي المرحلة الاخيرة فيها والأكثر صعوبة، عند قلعة الحصن- بشعلة. وهي أنقاض قلعة قيد التنقيب، يحكي المؤرخون عنها قصصا كثيرة أبرزها أنها كانت معبدا لتقديم الأضاحي في العصور الكنعانية الفينيقية القديمة، كونها موجودة على تلة مرتفعة جدا، لأنه في تلك الأزمنة كانت هذه الأماكن تعتبر الأقرب إلى الآلهة. تطل قلعة الحصن على الساحل اللبناني من عكار حتى جبيل، كما يمكن للواقف في موقع القلعة ان يرى جزيرة الأرانب وقسما من الساحل السوري.

بعد استراحة قصيرة تحت الصليب الموجود على تلة القلعة، عاد الزوار أدراجهم نحو البلدة لتكون استراحة الغداء الذي أعد بمجمله من المنتوجات المحلية، في منزل رئيس الجمعية التعاونية في بشعله جان رزق، وقد أعدت التعاونية معرضا لأبرز منتوجات المنطقة الزراعية، من كبد البط وزيت الزيتون والعرق البلدي والنبيذ، والمنتوجات الحرفية.

رزق

وكانت كلمة لرئيس جمعية Y4C جيلبير رزق قال فيها: "إن قرانا هي أمانة في أعناقنا، ونحن مؤتمنون عليها لنسلمها لأولادنا أفضل مما هي عليه الآن. وما الدرب الوعرة التي سلكناها في مشوارنا إلى القلعة اليوم إلا دليلا على النضال والتضحيات الكثيرة التي بذلها أسلافنا لتتحول هذه الجبال إلى أرض خيرة تأوي المضطهدين وتطعم الكثيرين. وهذا يحتم علينا مسؤولية كبيرة نتشاركها وإياكم للحفاظ على هذا الإرث الثمين وتحصينه، تنضل هون، ولتعود مناطقنا وتنهض من جديد مع الحفاظ على طابعها البيئي والريفي الذي لطالما تميزت به هذه القرى".

دوما

بعد استراحة الغداء كانت المحطة في بلدة دوما المعروفة بقرميد منازلها وأسواقها التاريخية وعراقتها كونها ثاني بلدية تاريخيا في لبنان، وخصوصا أن دوما كانت تعتبر صلة وصل بين الساحل والجرد، ومركزا اداريا وتجاريا ازدهر في اواخر القرن التاسع عشر، حيث شهدت حركة عمرانية لافتة تعود أسبابها بشكل أساسي إلى أموال المغتربين الدومانيين، خصوصا في أميركا اللاتينة واستراليا، التي تدفقت إليها.

المحطة الأولى المركز البلدي في دوما وجولة تاريخية سريعة على تاريخ البلدية والرؤساء الذين تعاقبوا عليها وأبرز النشاطات الحالية، بعدها جال الضيوف في سوق دوما التاريخي واستمعوا إلى شرح المتخصص في الشؤون السياحية والمسؤول عن تسويق دوما سياحيا باتريك شماس، حيث كانت لهم محطة في سينما دوما وهي من الأقدم في لبنان، وهي ما زالت تستخدم لعرض الأفلام الثقافية والتاريخية في البلدة.

ثم انتقل الجميع إلى النادي الرياضي في دوما الذي شهد تطورا كبيرا خلال الأعوام المنصرمة، فكانت في استقبال الحضور رئيسة النادي صباح معلوف التي شرحت أبرز إنجازاته والتوسع الذي شهده.

ثم عاد الجميع بالباص إلى بشعلة، حيث كانت وقفة عند زيتونها الأثري الذي أكدت الدراسات أن عمره تجاوز ال2043 سنة بحسب آخر التحاليل المخبرية، فيما يؤكد كبار البلدة أن الخزعة التي أجريت عليها التحاليل هي من القسم الظاهر للزيتون، أما جذوره المتشعبة تحت الأرض فقد يصل عمرها إلى 6 آلاف عام.

وختام الجولة كان في دير مار ضومط الأثري في بشعلة المسيج بالسنديان المعمر ويقدر عمر أشجاره بال600 عام، أما الكنيسة فقد بنيت على أنقاض معبد وثني ما يشير إلى قدمها.

وعلى تلة مار ضومط المميزة التي تطل من على ارتفاع 1200 متر على ساحل البترون، حمل كل مشارك في النشاط غرسة أرز وزرعها باسمه، فتشارك الحضور متعة إعادة تشجير لبنان والحرص على توسيع حجم ثروته الحرجية وتنميتها.

ثم انتقل الجميع إلى تناول الطعام في الطبيعة، حيث أعد المجلس البلدي حفل استقبال، فكانت جلسة تبادل أحاديث وأنخاب تابع في خلالها المدعوون مشهدا ساحرا لغروب الشمس على وقع أنغام الموسيقى الجميلة وقد افترشوا الطبيعة الخلابة التي احتضنتهم.

وختاما كانت كلمة لرئيس بلدية بشعلة رشيد جعجع شكر فيها الحضور، معددا إنجازات البلدية على المستويين الإنمائي والبيئي، ومتمنيا "أن يعود المشاركون في مناسبات أخرى للإطمئنان إلى صحة أرزاتهم التي غرسوها". كما دعا الإعلام إلى "المشاركة في حمل الأمانة، ليصل الصوت، لتتمكن البلدة من تنفيذ هذه المشاريع والوصول لهدف بشعلة خضرا في العام 2030". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o