لبنان يتأرجـح على حبلي نتائج زيارة الرياض و"فبركات" قضية عيتانـي سجال "التيار- الحركة" عود على بدء: اتهامات بالسرقة والتزوير والهدر قروض الاسكان نحو حل قريب... ومساعدات انسـانية تدخـل الغوطـة
المركزية- عنوانان عريضان تقاسما المشهد السياسي اللبناني. ترقب لنتائج زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى المملكة العربية السعودية التي عاد منها مساء امس عبر اشارات ومواقف سياسية ولقاءات بدأت مع زيارة الرئيس فؤاد السنيورة، فور وصوله الى بيروت، ومسار التحقيقات في قضية " المقدم والفنان" التي سجل جديدها تمديد مهلة توقيف رئيسة مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية سابقا المقدم سوزان الحاج 48 ساعة.
وبين العنوانين ملامح انفراج في ملف القروض السكنية العالقة بإيعاز رئاسي حيث طلب رئيس الجمهورية
العماد ميشال عون من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، تأمين صرف القروض السكنية التي التزمت المصارف دفعها الى اصحاب الطلبات على ان يتواصل بعد ذلك مع الجهات المعنية بالقروض السكنية لوضع حلول تضمن استمرارية هذه القروض وفقا للقواعد والاصول المعتمدة.
نتائج زيارة الحريري: ومع عودة الرئيس الحريري لبيروت، بدأت دوائر الرصد السياسي بمتابعة مواقف وتحركات ولقاءات رئيس الحكومة لتلمس "مقررات" زيارة المملكة التي، كما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية"، لن تتظهر من خلال مواقف علنية انما عبر سلسلة اشارات رصدت اولاها في زيارة الحريري للرئيس فؤاد السنيورة مباشرة بعد العودة، وما تضمنها من كلام ايجابي وتمنيات بمضي السنيورة في الترشح، فيما ثاني الاشارات المرتقبة في السياق، يفترض ان تصدر في اتجاه معراب التي توفد في الثامنة مساء اليوم الى السراي وزير الاعلام في زيارة ادرجتها مصادر قواتية في اطار استكمال المباحثات الانتخابية التي عُلقت نتيجة سفر الحريري، على ان تتوضح في ضوئها معالم، ولو جزئية، من نتائج الزيارة الى المملكة، ليبنى في ضوئها على الشيء مقتضاه، ان في الموقف السياسي او في التحالفات الانتخابية. واذ اكدت ان لا اشارة محددة في اتجاه زعيم معراب، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، حتى الساعة، لفتت الى ترقب ما قد يصدر في هذا الاتجاه ان باتصال هاتفي بين بيت الوسط ومعراب او بلقاء يجمع الحريري- جعجع، يضع حدا لحقبة توتر العلاقات التي سادت بين حليفي الامس جراء ازمة استقالة الحريري في 4 تشرين الثاني.
التحقيقات مستمرة: اما في المقلب القضائي، فيتابع قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا، تحقيقاته في قضية عيتاني، وهو في انتظار الجواب على الاستنابة القضائية التي سطرها الى فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي ليصار في ضوئها الى متابعة التحقيقات واتخاذ الاجراءات القانونية التي يراها مناسبة، وبذلك يتقرر مصير المقدم الحاج وعيتاني. وكان وكيل عيتاني المحامي صليبا الحاج قدم طلبا لتخلية سبيل موكله الاسبوع الماضي. وأعلن الوزير السابق ونقيب محامي الشمال السابق رشيد درباس، تسلمه الملف كوكيل عن الحاج في حال تم تكوينه "انطلاقا من علاقة الصداقة التي تربطه بعائلة الحاج"، مؤكدا ان "ليس من ملف لان ليس من ادعاء حتى الآن". وأشارت المعلومات "الى ان النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود مدد مهلة توقيف الحاج 48 ساعة، لافتة الى ان المواجهة بين المقدم سوزان الحاج والمخبر او المقرصن إيلي غبش لن تحصل اليوم. وذكرت ان فرع المعلومات لم يسلّم قاضي التحقيق العسكري التقرير الفني في قضية عيتاني. الى ذلك، عقد في المديرية العامة لقوى الامن الداخلي إجتماع أمني وحضر الملف من ضمن المحادثات بين رؤساء الاجهزة الامنية.
ملفات مفبركة: وتداعيات قضية الحاج –عيتاني لم تنحسر بالملف في حد ذاته بل انعكست على ملفات اخرى، اذ حرّكت اهالي الموقوفين الاسلاميين في اتجاه سجن رومية المركزي حيث اعتصموا مطالبين بالعفو العام عن ابنائه.، فاعتبروا ان كما ثبت وجود فبركة في قضية المسرحي زياد عيتاني، فإن ملفات ابنائهم ايضا مفبركة.
سجال كهربائي: وسط هذه الاجواء، اشتعلت مجددا بين التيار الوطني الحر وحركة أمل، على خلفية ملف الكهرباء هذه المرة، واتهام رئيس التيار وزير الخارجية جبران باسيل وزير المال علي حسن خليل بتعطيل مشروع دير عمار والحؤول دون وجود الكهرباء 24/24. فرد خليل متهما باسيل بمحاولة السرقة في قيمة الـTVA في مشروع دير عمار. وقال "شرف كبير لي ان امنع السرقة والهدر، وهذه المعزوفة لتغطية الفشل يجب ان تتوقف، وعلى اللبنانيين ان يعلموا من المسؤول عن عدم إنجاز مشروع الكهرباء"، مضيفا "ديوان المحاسبة اجتمع بهيئته العامة وقرر بالإجماع أن قيمة الـTVA من قيمة العقد وان اي تجاوز هو سرقة أو محاولة سرقة". هذا الموقف استدعى تدخلا من وزير الطاقة سيزار ابي خليل الذي قال عبر تويتر "ما أبلغ علي حسن خليل عندما يزوّر الحقائق ويحاضر بالعفة". فردٌ مجددا وزير المال قائلا "لن ارد على الوكيل لانه يعرف ويحرف كما يطلب منه والحكم هو القانون".
اللجنة الوزارية: من جهة أخرى، رأس الحريري بعد الظهر في السراي الحكومي، اجتماعاً للجنة الوزارية المخصصة لدرس مشروع قانون موازنة 2018. واشار وزير الصحة غسان حاصباني الى ان الاجتماع الوزاري قد يكون قبل الأخير في ما يتعلق بالبحث في النفقات الإدارية للوزارات"، متحدثا عن "احتمال كبير لإقرار الموازنة قبل نهاية آذار". ولفت الى "اننا ملتزمون في وزارة الصحة بتخفيض الـ20 بالمئة لكن للمصاريف الادارية وليس الاستشفاء والدواء".
القروض نحو الحلحلة: في الأثناء، تبدو أزمة قروض الاسكان وضعت على سكة الحلحلة. فهي كانت اليوم محور البحث في لقاء الرئيس عون والحاكم سلامة. وخلاله، طلب رئيس الجمهورية تأمين صرف القروض السكنية التي التزمت المصارف دفعها الى اصحاب الطلبات، على ان يتواصل بعد ذلك مع الجهات المعنية بالقروض السكنية لوضع حلول تضمن استمرارية هذه القروض وفقا للقواعد والاصول المعتمدة. واطلع الحاكم سلامة رئيس الجمهورية على نتائج زيارته الى باريس والتحضيرات الجارية لانعقاد مؤتمر "سادر" لدعم الاقتصاد اللبناني. واوضح انه عرض ايضا مع الرئيس عون الاوضاع المالية في البلاد واصفا اياها بالمستقرة.
وعلمت "المركزية" في السياق، أن اجتماع عمل عُقد قبل الظهر بين وفد من جمعية المصارف ورئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للإسكان ومديرها العام روني لحود، بهدف البحث عن آلية لحل مشكلة القروض الإسكانية العالقة، أعقبته زيارة قام بها لحود إلى قصر بعبدا في الثالثة بعد الظهر للغاية عينها. وكشفت مصادر مطلعة لـ"المركزية" عن تسوية طُرحت على طاولة اجتماع الجمعية – المؤسسة ، تناولت مجموعة فئات حصلت على موافقة مسبقة للحصول على قروض سكنية وأموالها لا تزال محجوزة. وقضت كمرحلة أولى، برفد تلك الفئات بأموال يضخّها مصرف لبنان، كون هذه الفئات ارتبطت بعقود".
مساعدات للغوطة: اقليميا، تمكنت الاتصالات الدولية من فرض ادخال مساعدات انسانية الى الغوطة الشرقية المحاصرة منذ اكثر من اسبوعين، غير انها لم تنجح في حمايتها من الاستهداف. وقافلة المساعدات التي دخلت ظهرا إلى الغوطة، وفق ما أعلنت متحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا، هي الأولى منذ بدء التصعيد العسكري النظامي ضد أبرز معاقل المعارضة قرب دمشق، وتتشارك فيها الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري، وهي مؤلفة من 46 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والطبية وتكفي لـ27500 ألف شخص، موجودين في المنطقة.
تصعيد اميركي – روسي: في المقابل، استمر التصعيد الاميركي – الروسي. اذ نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قوله إن موسكو لديها أدلة على أن الولايات المتحدة تحاول التدخل في الانتخابات الرئاسية الروسية. أما الولايات المتحدة، فوجّهت أقوى اتهاماتها لموسكو حتى الآن، متحدثة عن تورطها في قتل مدنيين في الغوطة الشرقية، وقائلة إن طائرات الجيش الروسي نفذت ما لا يقل عن 20 مهمة قصف يومية في الغوطة الشرقية في الفترة بين 24 و28 شباط. وقال البيت الأبيض في بيان "واصلت روسيا تجاهل شروط (وقف لإطلاق النار ترعاه الأمم المتحدة) وقتل المدنيين الأبرياء بذريعة عمليات مكافحة الإرهاب"، موضحة أن الطائرات الروسية أقلعت من قاعدة حميميم الجوية في شمال غرب سوريا.