Jun 21, 2019 5:04 PM
اقتصاد

أبو سليمان: الأرقام عن البطالة مضخمة وغير دقيقة

عقد في حرم كلية العلوم الأنسانية ظهر اليوم، برعاية وزير العمل كميل أبو سليمان وبدعوة من رئيس جامعة القديس يوسف الأب البروفسور سليم دكاش ومدير المرصد الجامعي للواقع الإجتماعي والإقتصادي نزار الحريري، مؤتمر قدمت خلاله شوغيك كسباريان نتائج الدراسة التي أجراها المرصد الجامعي للواقع الإجتماعي والإقتصادي حول "مصير متخرجي جامعة القديس يوسف ، 2009-2013"، والتي ستنشر في كتاب من اصدار منشورات جامعة القديس يوسف.

حضر المدير العام لوزارة العمل جورج ايدا، عميدة الكلية كريستين بابكيان عساف وعدد من العمداء والمديرين والدكاترة وطلاب الجامعة.

دكاش
بداية النشيد الوطني اللبناني ثم كلمة للبروفسور دكاش شكر فيها وزير العمل لرعايته هذا الحفل الذي يعرض لمصير ولمسار الخريجين. وقال: "كونك يا معالي الوزير من خريجي كلية الحقوق في الجامعة، فأنت نموذج للخريجين، كمحام ناجح ووزير ممتاز. وان ابرز اهتماماتنا في الجامعات هي في تمكين الطلاب حاملي الشهادات من الإنخراط في سوق العملو كان اهتمامنا في الجامعة تأمين الوظائف لطلابنا، وهذا الأمر هو بمثابة رسالة بالنسبة الينا . ولقد اجابة الدراسة التي اجراها المرصد الجامعي للواقع الإجتماعي والأقتصادي في الكلية بادارة السيدة شوغيك كسباريان على واقع المتخرجين الإجتماعي والديموغرافي، والمسار الجامعي، حياة المتخرجين المهنية وتقييم المتخرجين للدروس والعمل. واعتبر ان الدراسات التي يجريها المرصد جد مهمة لأنها تمكن من معرفة مسار الخريجين في الحياة الإقتصادية والإجتماعية في السنوات الأولى لحصولهم على الشهادات، وهي تمكننا من تعديل برامجنا في الحالات اللازمة، ومن معرفة اقتراحات الطلاب، ونحن انشأنا منذ 4 سنوات في الجامعة قسما للإنخراط في سوق العمل يوجه طلابنا الذين يرغبون بالعمل نحو الشركات التي تحتاج الى موظفين".

عساف
وقدمت عساف نبذة عن انشاء المرصد الجامعي للواقع الأجتماعي والإقتصادي في الجامعة اليسوعية الذي اسسه رئيس الجامعة الراحل الأب سليم عبو عام 2000. واعلنت ان "من اهداف المرصد مراقبة وتحليل الواقع الإقتصادي والإجتماعي اللبناني من خلال متابعة وتحليل الوقائع والمعطيات، وهو يستلهم رسالة الجامعة في المواطنة وفي تشجيع الأبحاث يريد ان يكون حصنا اكاديميا وعلميا موثوقا ومستقلا عت كل التدخلات السياسية".

كسباريان
وأعطت السيدة شوغيك كسباريان لمحة سريعة عن المعلومات المختلفة التي تحتويها هذه الدراسة، كما حددت منهجية البحث وعرضت النتائج الرئيسية التي تندرج تحت المواضيع التالية: واقع المتخرجين الإجتماعي والديموغرافي، المسار الجامعي، حياة المتخرجين المهنية وتقييم المتخرجين للدروس وللعمل.

وأجاب 2225 متخرجا من أصل 9431 خلال السنوات الممتدة بين 2009 و2013، عن الإستمارة التي وجهها إليهم المرصد الجامعي للواقع الإجتماعي والإقتصادي عن طريق البريد الإلكتروني خلال 2016 و2017.

أهم النتائج المعروضة
تم في البداية تلخيص واقع المتخرجين الإجتماعي والديموغرافي. وأظهرت الأرقام تقدما على صعيد عدد المتخرجين، ترافق مع زيادة ملحوظة في عدد الطلاب الجامعيين في البلد. ويبدو العنصر الأنثوي طاغيا على مستوى مجموع طلاب جامعة القديس يوسف بنسبة 66.4%، ويظهر ذلك جليا في الكليات أو في المعاهد التي تختارها عادة الإناث إذ بلغت نسبتهن في العلوم الإنسانية 87% وفي العلوم الإجتماعية 62% وفي المعاهد الصحية والإجتماعية 88% كما يظهر ذلك في معاهد أخرى حيث بلغت نسبتهن في العلوم 70% أما في الحقوق والعلوم السياسية فبلغت 69%. ويعيش حوالى ربع متخرجي الجامعة خارج لبنان إما لمتابعة دروسهم (34%) إما للعمل (48%) وإما لأسباب عائلية (29%) و 11% بداعي الهجرة. ويرغب حوالى 14% منهم في العودة إلى وطنهم فيما 31% منهم متردد و30% منهم لا ينوي العودة إلى وطنه. وتبلغ نسبة المتخرجين الذين يعملون 89%، منهم 15% ما زال يتابع دراسات جامعية عليا.

وتم بعد ذلك عرض المعلومات الرئيسية التي تتعلق بالمسالك الجامعية. فأظهرت المعطيات التي تم جمعها حول المسار الجامعي أنّ عدد المتخرجين الذي يتابع دراسته الجامعية العليا يزداد أكثر فأكثر. فيما 31% منهم يترك نظام التعليم بعد حيازته على شهادة واحدة فقط. وبعد أن تمّ سؤالهم حول الأسباب التي دفعتهم لاستكمال دراستهم الجامعية العليا، أجاب 10% منهم إن ذلك بديل عن الصعوبات في سوق العمل وأجاب 31% منهم أن ذلك يمكنهم من الدخول بطريقة أسهل إلى سوق العمل.

وعندما سئلوا عن السبب الذي دفعهم لاختيار تخصصهم، 51% منهم عزا اختياره لحبه للتخصص، فيما 40% منهم برر اختياره بإيجاد فرص العمل. والجدير بالذكر أن سمعة جامعة القديس يوسف وجودة التعليم هما العاملان الرئيسيان اللذان ساهما في استقطاب الطلاب (60%).قام معظم المتخرجين بالعمل بصفة متمرن خلال فترة الدراسة (75%)، وأدى ذلك بتوظيف نسبة 28% منهم.

وتم في ما بعد عرض وصف دقيق لحياة المتخرجين المهنية.
فمن بين المتخرجين الذين تجاوبوا مع التحقيق (2225) صرّح 1953 (أي ما يعادل 89%) بأنهم يعملون. 15% منهم يعمل ويدرس في الوقت عينه. تتوزع مهن المتخرجين بين متخصصين في تكنولوجيا المعلومات والإتصالات 6%، والعاملين في المهن الطبية 8% والمعلمين11%. وتصل نسبة العاملين في المهن الإدارية والتجارية والموارد البشرية إلى 14% بينما تصل نسبة المتخصصين في مهن الخدمات المالية إلى 13%. كما تصل نسبة المتخرجين الذين يمارسون المهن الوسطى في الأمور الإدارية والمالية والتجارية إلى 9%.كما أظهرت الدراسة أن أغلبية المتخرجين هم أجراء (85%)، 64% منهم يعمل بشكل دائم و21% منهم يعمل على أساس عقد لمدة محددة.

من جهة أخرى، بينت الدراسة أن القطاع الخاص هو الأكثر استقطابا لهؤلاء المتخرجين بنسبة 85%، 7% يعمل في القطاع العام و7% في القطاع الأهلي. يعمل 25% من المتخرجين الذين دخلوا سوق العمل في الخارج، هذه النسبة مرتفعة لدى الشباب (40%) أكثر من الشابات (17%). ويبلغ الدخل الشهري لمتخرج جامعي شاب يعمل في لبنان 2،800،000 ليرة لبنانية ويصل هذا الدخل إلى 6،100،000 ليرة لبنانية للأشخاص الذين يعملون في الخارج. أبدى 32% من المتخرجين رضاهم عن عملهم، فيما أعرب 16% عن عدم رضاه عن عمله وقيّم الباقي منهم نسبة رضاه بدرجة وسط.

وعن كيفية تقييم المتخرجين دراستهم وعملهم فلقد تمنوا الإنفتاح على العالم المهني وتذمروا بشكل أساسي من ضعف الأجور.

ابو سليمان
وألقى أبو سليمان كلمة أعرب فيها عن اعجابه بالدراسة التي انجزت، وقال: "ولدت لدي انطباعات عدة، فأنا متفاجىء بعدد الطلاب والخريجين الذين وجدوا عملا، واعتبر ان نسبتهم افضل من جامعة هارفرد حيث يدرس أولادي، كذلك نسبة الإناث في الجامعة، ولكن يبقى هناك الكثير للقيام به في قانون العمل اضافة الى توطيد العلاقات بين الخريجين والطلاب فهذا موضوع بحثته كثيرا مع البروفسور دكاش وكوني درست في الجامعة اليسوعية وفي الخارج ايضا فأني اعرف اهمية ما يحصل في الجامعات الأميركية من دعم ومساعدة يقدمها الخريجون، صحيح ان الأمور بدأت تتغير في لبنان ولكن يجب القيام بخطوات اكثر".

ورأى أن "الدقة في الأرقام هي ما ينقص في لبنان، فالقرارات التي اتخذت بعد كل النقاشات التي تمت حول الموازنة استندت الى انطباعات وآراء في العموم خاطئة، فكل وزير يرى الأمور من منظاره وليس هناك دقة في الآرقام وليس هناك مقاربات منهجية, ولذا انا اشجعكم على الإستمرار بما تقومون به، فبالنسبة الى حجم البطالة هناك ارقام غير دقيقة ولا صدقية فيها ولهذا ارفض ان اعطي رقما معينا لأن الأرقام غير دقيقة ومضخمة".

وقال: "اما في ما يتعلق بما تقوم به وزارة العمل فلقد وضعنا دراسة وبرنامجا من اجل تنظيم اليد العاملة الأجنبية التي تعمل بطريقة غير شرعية، وكل الناس كانت تطلق الإخبار المغلوطة عن عدم وجود يد عاملة لبنانية للعمل في المطاعم اللبنانية، ولكننا لم نأبه لكل تلك الأقاويل وفتحنا المجال للبنانيين الراغبين في العمل في هذا القطاع، فتلقينا 22 الف طلب في اربعة ايام، اذا مقولة ان اللبنانيين لا يعملون في هذا القطاع خاطئة، والأصح هي ان اللبنانيين يريدون ان يعملوا، وكل ما تقومون به في المرصد من دراسات مستندة الى ارقام والى دقة يمكن ان يغيير العقليات والمقاربات لأن من يصنعون القرار يستندون الى معطيات خاطئة". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o